عرض مشاركة واحدة
 
  #22  
قديم 10-01-2011
المحرر السياسي المحرر السياسي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 106
افتراضي رد: اعوان الانظمة من ادعياء الفكر

بسم الله الرحمن الرحيم
هناك نقاش سياسي هام وهام جدا، يتعلق بحزب المهندس، كحزب معيّن طرأت عليه تغييرات وتطورات كثيرة وكبيرة، وخاصة منذ إمارة المهندس عطا له. ولا يمكن أن نترك الحديث في هذا الموضوع الهام؛ لأنه يدخل في إطار دراسة الحركات الجماعية الموجودة في الأمة، ودراسة كيفية تأثير الغرب الكافر في الأمة عن طريق هذه الحركات. فالكافر المستعمر لما أراد إسقاط الخلافة، أنشأ للأمة أحزاباً وحركات قومية ووطنية، حكمت الأمة منذ سقوط دولتها إلى اليوم، ومشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي اليوم، أخذ ينشئ ويدعم الأحزاب والحركات الإسلامية (المعتدلة) ويخترق الحركات الإسلامية (غير المعتدلة) منذ مدّة، لتوجيهها الوجهة التي تجعلها سناً في دولاب مخططاته.
أما لماذا حزب المهندس فقط دون غيره، فلأن معظم الحركات والأحزاب الأخرى التي بقيت على الساحة، أنشأها ودعمها الغرب فعلاً، بطريق مباشر أو غير مباشر، منذ أول يوم لها...، وأن حزب المهندس له علاقة كبرى بالإختراق الذي حصل للحزب منذ مدة طويلة تعود لما قبل إنحرافه عن فكرة حزب التحرير... ولأن الآتي منه في العقود اللاحقة وتأثيره على الأمة وعلى غايتها أفظع بكثير، مما أتى من الحركات والأحزاب الوطنية والقومية...
ومن أجل ذلك - وغيره كثير - علينا طرح عدّة أسئلة وتعليقات منها:
1- لماذا هذا الحيز (ذو المتوالية الحسابية) المعطى لحزب المهندس ضمن الإعلام الدولي منذ حرب العراق بالذات بل ومنذ تولي المهندس إمارته بالضبط؟ ألم يكن الإعلام يحاصره قبل أن يترأسه المهندس؟... كنّا نقول أن من سياسة "حزب المهندس"، النشر الإعلامي للحزب، لكسر الطوق الأمني المضروب عليه... ولكن أليس من الأصوب أن نقول أن من سياسة أمريكا أيضا التسليط الإعلامي على حزبه؟ وبخاصة ونحن نعلم أن قناة الجزيرة أداة أميركية في المنطقة فهي القاعدة الإعلامية الأميركية القطرية التي تنشر وتسلط الضوء على ما يخدم مشروعها ككل.
2- لماذا اتسمت المواضيع التي تطرح من قبل الإعلام الدولي عن حزب المهندس بالسلبية؟ فمثلاً التقرير الذي قدمه برنامج الإسلاميون لقناة الجزيرة كان بمثابة تقريع وتسفيه وتشويه للحزب، وخلص البرنامج في النهاية إلى أن رمي حزب التحرير بالجمود والسطحية والسذاجة وأنه حبيس أفكاره التي هي أفكار الخمسينيات ولا تصدق على الواقع الحالي.....
3- لماذا اتسم الإظهار الإعلامي من الإعلام الدولي لحزب المهندس بالتضخيم؟ لا يمكن للإعلام الدولي أن يسلط الضوء على الحزب من دون مبرر لنفس هذا الإعلام، ولهذا تطلب الأمر قيام حزب المهندس بالمظاهرات والمؤتمرات في لندن والضفة الغربية وأندونيسيا، والإستمرار فيها بكل ما أوتي من قوة، حتى يمكن تسليط الضوء عليه، بل من أجل تضخيمه في عيون شباب حزب المهندس أولاً، .. ولذلك نرى هؤلاء الشباب المغفلين عندما تناقشهم يريدون إفحامك بانتشارهم الإعلامي؟؟؟؟؟ ونسوا -ما جاء في مقال لمجلة الوعي الأخيرة- تحت عنوان "صناعة النجوم":‏ ((ومن أكثر الاعتقادات الشائعة والمدمرة في نفس الوقت لدى الجمهور الاعتقاد بأن انتشار الشخص أو تواجده في أجهزة ‏الإعلام هو تعبير عن درجة نبوغه أو أهميته والحقيقة غالبا ما تكون عكس ذلك تماماً خصوصاً في الأجهزة الإعلامية ‏التابعة التي تقود منطقتنا فانتشار الشخص يكون تحديداً.. وأعود وأقول تحديداً.. وأعود وأقول مرة أخرى.. تبعاً لقدرته ‏على تحقيق الأغراض السياسية والفكرية والاقتصادية للقيادات التي تقف وراء هذه الأجهزة وتقودها إليها أو تضغط عليها ‏تجاهها.)).
4- ألا يمكن اعتبار حزب المهندس لهذه الثورات بأنها ثورات مباركة وأنه شارك فيها، مؤشر على ضمانه مكاناً على الساحة السياسية لما بعد الثورات العربية بواسطة الترخيص أولا وحصة في البرلمان وفق النظام البرلماني (على نمط حصة الإخوان بالبرلمان المصري أيام مبارك) ثانيا، وبخاصة وأن حزب المهندس قد تقدّم بطلب ترخيص بتونس، وكل خرجاته الإعلامية ومظاهراته تبين تصريحا و/أو تلميحا بأنه شارك في الثورات العربية، وبالتالي حصوله الترخيص أو حصة برلمانية كثمرة من هذه المشاركة؟

هذه بعض أسئلة وتعليقات وغيرها كثير تطرح السؤال الكبير:
حزب المهندس إلى أين؟
رد مع اقتباس