عرض مشاركة واحدة
 
  #5  
قديم 02-18-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بعض جوانب التاريخ الاجتماعي للقدس في العهدين الأيوبي والمملوكي د. علي السيد علي محمود

السبت 26 ربيع الأول 1433

وهي وثائقُ أصلية، كثيرٌ منها مكتوبٌ باللغة العربية الفُصحى، وبعضها كُتِبَ باللهجة العامية التي كانتْ دارجةً في ذلك الوقت، كما أنها مكتوبة على ورق مستطيل ذي شكل عادي؛ أي: ليستْ لفائف الورق الطويلة التي تمتدُّ إلى عِدَّة أمتار.

• فيها كثيرٌ من المعلومات الاقتصاديَّة، وقضايا الرَّهْن، والوكالات، وأنواع المعاملات، وعقود البيع والشراء والإيجارات، وأثمان البضائع وأجور العُمَّال، وحركة التجارة، والصناعات اليدويَّة، وأسعار الأراضي والدُّور، وأنواع الحِرَف، والصادرات، والواردات، كما تعطينا معلوماتٍ عن مختلف المؤسَّسات الاقتصادية وعملها[5].

• وإنها تمدُّنا بكثير من المعلومات عن شؤون الإدارة والحُكْم، وأجهزة الحُكْم في القُدس، وطريقة عملها في المجالات المختلِفة، سواء كان فيما يتعلَّق بتعيين الموظَّفين ومُرتَّباتهم، أو الضرائب والرسوم.

• وقضايا الأمْن العام، وأملاك بيت المال، ودواوين الدولة المختلِفة، زيادةً على أنَّ بها بعضَ الوثائق التي حسمتْ إحدى القضايا المهمَّة، ومتى تحوَّلت القدس من مجرَّد ولاية تابعة لنيابة السَّلْطنة في دمشق إلى نيابة مستقلَّة، لها نائب تَمَّ توليته من قِبَل السلطان المملوكي في مصر، كما أنَّ بها معلوماتٍ عن إجراءات المحاكم واختصاصات القُضاة، وكيفيَّة تطبيق الشريعة الإسلاميَّة، زيادةً على أَنَّها أثبتتْ بالدليل القاطع أنَّ أبناء أهل الذِّمَّة من يهود ومسيحيين قد خضعوا لأحكام الشريعة الإسلاميَّة فيما يتعلَّق بالميراث بوجه خاص، وفي الأمور التي تتعلَّق بالصالِح العام لسكَّان المدينة المقدَّسة بوجه عام[6].

• وفيها معلوماتٌ عن المؤسَّسات الثقافيَّة من مساجدَ ومدارس، وخوانقَ وزوايا، ومكاتب ورباطات، وطريقة إدارتها، وتعيين العاملين عليها.

• كما يمكن الوقوف منها على معلومات كثيرة عن العلماء، والتدريس، والثقافة السائدة في المجتمع، والكتب المتداولة والمكتبات.

• وهناك بالطبع وثائقُ عديدةٌ تُعطينا معلوماتٍ عن طبوغرافية القدس، وأحيائها وطُرقها ودُورها، وحتى الوصفات الطِّبيَّة، والأمراض التي كانت منتشرةً بكثرة، كان لها مكان في الوثائق[7].

• وعلى صعيدِ المعلومات الاجتماعيَّة، فإنَّ هناك العديدَ من الوثائق التي تُلْقي أضواءً جديدةً تمامًا على مكانة المرأة المقدسيَّة، ومدى تمتُّعها بحقوقها الدِّينية والمدنية، وخصوصية ذِمَّتها المالية الخاصَّة بها، والمنفصلة عن أبيها أو زوجها تمامَ الانفصال، والخِلافات الزوجيَّة، وكيفية عِلاجها وفضِّها، ونفقتها حاضنةً أو مرضعة، وألْقاب النساء، وعمل المرأة، وجَعْل المرأة وَصِيةً على أولادها القُصَّر، وملابس النِّساء وأدوات زينتهنَّ، ومدى وَلَعِ أهل القدس باقتناء العبيد والجواري، وأسماء هؤلاء الجواري، وأصولهنَّ، وأسعارهنَّ، ودَورهُنَّ في الحياة الاجتماعية، وعقود الزواج، وما كان يُسجَّل بها من مؤخَّر صَدَاق، وحالات الزواج والطلاق السابقة، وحتى اللاحقة، وكذلك أصول سُكَّان القدس في تلك الحقبة الزمنية، وبعض عادات سكَّان المدينة في بناء منازلهم، ووصفها بعض دُور القدس، والأثاث المنزلي، والتخطيط العمراني للمدينة، وبعض معالمها الجغرافيَّة، ومع وجود حارات أو أحياء للمسلمين، أو لليهود أو للمسيحيين، فإنها لم تكن قاصرةً على سكناهم وحدَهم فيها، ومشاركة الجميع في نواحي النشاط الاجتماعي في المدينة.

كما أنَّ بها الكثيرَ والكثيرَ عن الرِّعاية الاجتماعيَّة وموسَّساتها، وما لعبتْه الأوقاف من دَورٍ مُهمٍّ في أداء مهامِّها، وهو ما سوف يتضح لنا من استعراضنا لبعض هذه الوثائق.

وينبغي الإشارة إلى أنَّ العدد الإجمالي لهذه الوثائق مُصَوَّر على (ميكروفيلم) توجد منه نسخةٌ في المتحف الإسلامي في القدس، ونسخة أخرى لَدَى مكتبة الجامعة الأردنيَّة، ونسخةٌ ثالثة لدى معهد الدراسات الإسلاميَّة بجامعة (ماكجل) بكندا.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/1007/29254/#ixzz1mYWnDeAI
رد مع اقتباس