عرض مشاركة واحدة
 
  #24  
قديم 10-13-2011
خلافة خلافة غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 56
افتراضي رد: حزب المهندس: ماذا يريد من اتصاله بالدول الأجنبية ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم


الكتاب المفتوح التالي هو كتاب مفتوح سلمه أعضاء وفد ممثل لقيادة حزب المهندس، [الوفد مؤلف من ستة أشخاص، يرأسهم عثمان محمد بخاش] صباح يوم الخميس 2004/01/08، يرافقهم فريق تلفزيوني الى الاليزيه، عند رواق القصر الرئاسي الفرنسي.
وتضمنت الرسالة عرضاً لموقف الحزب بشأن قرار الرئيس الفرنسي بالمضي قدماً في سن قانون يحظر على النساء المسلمات ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات العامة.
وقال مصدر في الاليزيه لـجريدة "الحياة" ان الحزب لم يجر أي اتصال بالرئاسة الفرنسية في السابق، لكنه أجرى اتصالاً هاتفياً أمس، مبدياً رغبته تسليم رسالة الى شيراك.

http://www.daralhayat.com/archivearticle/38094

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب مفتوح من حـزب التحـريـر
إلى الرئيس شيراك، رئيس الجمهورية الفرنسية


فخامة الرئيس
لقد تردَّدنا بعض الوقت في إرسال هذا الكتاب إليكم، وكان سبب تردُّدِنا أمرين:
الأول: إننا لسنا دولةً، فنحن حزب سياسي مبدؤه الإسلام يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية، دولة الخـلافة الراشدة، في بلاد المسلمين. وهكذا فلأننا لسنا دولةً، فقد خشينا أن يكون من غير المناسب لديكم أن يرسل حزب، وليس دولة، كتاباً لدولة كبرى مثل فرنسا.
أما الثاني: فإننا لا نرسل كتاباً لأي حاكم إذا علمنا أنَّ قبول الكتاب أو الاستجابة له غير ممكنة. ونحن قد استمعنا إلى خطابكم بتاريخ 17/12/2003م حول (حجاب) النساء المسلمات في فرنسا، وسمعناك تقول بصراحة ووضوح إنّ فرنسا تتبنّى العلمانية، نظاماً وأيديولوجيةً، وإنكم لا تسمحون بأن يظهر رمز ديني في مؤسساتكم. وكذلك سمعناكم تقولون، بصراحة ووضوح أيضاً، إنّ (الحجاب) أي غطاء رأس المرأة المسلمة هو رمز ديني مثل علامة الصليب أو نحوها، في الوقت الذي يُعَدُّ فيه غطاء الرأس للمرأة في الإسلام فريضةً مثل الصلاة والصيام. وهكذا فإننا فهمنا من خطابكم أن الأمر محسوم عندكم، وأنكم لا ترجعون عن توصيتكم بتشريع قانون منع الحجاب. أي أننا لو وجهنا إليكم كتاباً فإن الاستجابة إليه لا تكون واردةً عندكم.
لهذين الأمرين تردّدنا في إرسال كتاب إليكم في موضوع (الحجاب).

إلا أننا تذكّرنا أمرين آخرين جعلانا نعدل عن التردُّد، ونقرر توجيه هذا الكتاب إلى فخامتكم:

الأمر الأول: لقد تذكَّرنا أننا قدَّمنا معروفاً، وصنعنا جميلاً لفرنسا قبل نحو أربعمائة وثمانين سنةً في القرن السادس عشر الميلادي.
والأمر الثاني: أن فرنسا في سابق عهدها قد نشأت عندها ثقافة الفرسان أي المروءة ورد الجميل.
ولذلك فإننا توقعنا إن قدَّمنا الكتاب أن تردَّ (فرنسا اليوم) لنا الجميل الذي صنعناه مع (فرنسا الأمس).
أما هذا الجميل الذي صنعناه لفرنسا قبل نحو أربعمائة وثمانين سنة فهو أن فرنسا تلك الأيام قد أُسِر مليكها فرانسوا الأول في بعض حروبها في أوروبا (معركة بافيا Pavia). وشعرت فرنسا أنها أهينت بأسر مليكها، ولَم يكن بمقدور جيشها أن ينقذ مليكها المأسور، فلجأت إلى دولة الخـلافة الإسلامية، الدولة العثمانية آنذاك، وأرسلت رسولاً باسم ملك فرنسا في 6/12/1525م يستغيث بالدولة الإسلامية، فقابل الرسولُ الخليفةَ العثماني سليمان القانوني، فأجاب الخليفة استغاثته، وأرسل إليه مع الرسول كتاباً جاء فيه (... وصلنا رسولكم بكتابكم الذي تقولون فيه إن عدوكم استولى على بلادكم وإنكم الآن محبوسون وتستدعون منا مدد العناية بخصوص خلاصكم، لقد أجبنا طلبك، فكن منشرح الصدر، ولا تكن مشغول الخاطر ...)، وهكذا كان، فقد استعملت دولة الخـلافة ثقلها الدولي، وقوتها العسكرية في إغاثة ملك فرنسا والمساهمة الفاعلة في فك أسره.
لقد قام خليفة المسلمين بإغاثة فرنسا دون مقابل. فلم يحتل جزءاً من فرنسا، أو يستعمر منطقةً في فرنسا بدل ذلك، بل كان فعله من باب عمل الخير وصنع الجميل. ليس ذلك فحسب بل أعطى فرنسا امتيازاتٍ في الدولة الإسلامية لَم يعطها لدولة أخرى، حيث عقدت اتفاقية الآستانة في الشهر الثاني من عام 1536م بين خليفة المسلمين السلطان سليمان القانوني وبين ملك فرنسا فرانسوا الأول.

فخامة الرئيس
هذا هو الجميل الذي صنعته دولتنا، الدولة الإسلامية دولة الخـلافة العثمانية، (لفرنسا الأمس)، فهل تردّ (فرنسا اليوم) هذا الجميل للمسلمين، فتقررون إلغاء قرار منع الحجاب للنساء المسلمات في فرنسا؟

إننا ننتظر ونرى. فإن ردّت (فرنسا اليوم) الجميل، فإن هذه ستكون بادرةً طيبةً مع دولة الخـلافة الإسلامية عندما نعيدها، بإذن الله من جديد.

وتقبلوا تحياتنا.

حــزب التحــرير
9 من ذي القعدة 1424هـ الموافق 2004/01/01م


http://www.hizb-ut-tahrir.org/index.php/AR/nshow/189/

**********

لا أريد التعليق على هذا الأمر الجلل الذي دفع الحزب لإصدار كتاب مفتوح، وإنما أريد التعليق على ما جاء في هذا الكتاب، من خلال النقاط الخمسة التالية أدناه:

1- حزب المهندس يدرك بأنه ليس دولةً، ولكنه خشي أن يكون من غير المناسب لدى شيراك أن يرسل حزب، وليس دولة، كتاباً لدولة كبرى مثل فرنسا.... ولم يخش الله الأكبر من اقترافه حرام الإتصال برئيس دولة كافرة مستعمرة، لأنه ليس دولةً، ولم يخش الله الأكبر حين اقترافه حرام رعاية شؤون الأمّة عمليا في فرنسا، لأن للخليفة وحده حق رعاية شؤون الأمّة عمليا في الخارج، ولا يحل لأي كان بما فيه حزب المهندس أن يقوم بعمل الخليفة، لأنه ليس خليفة شرعاً، ولم يولّه الخليفة لأن هذا الخليفة غير موجود منذ 1924م،... وفضلا عن ذلك فإن هذا الإتصال حرام ولو لرعاية الشؤون، فلا يحل إذن لحزب المهندس أن يقوم بشيء من الإتصال بفرنسا، أو أن يقوم بشيء من مباشرة رعاية شؤون الأمّة في فرنسا.... وهذه الحرمة معلومة غير مجهولة لحزب المهندس، فـالمادة 171من دستور حزب التحرير (وهي المادة 182 لدستور حزب المهندس) تنص: [لا يجوز لأي فرد، أو حزب، أو كتلة، أو جماعة، أن تكون لهم علاقة بأي دولة من الدول الأجنبية مطلقاً. والعلاقة بالدول محصورة بالدولة وحدها، لأن لها وحدها حق رعاية شؤون الأمّة عملياً. وعلى الأمّة والتكتلات أن تحاسِب الدولة على هذه العلاقة الخارجية.] فلا يجوز لحزب المهندس الاتصال بالدول الأجنبية وبخاصة الدول الاستعمارية منها لأي سبب كان، وبخاصة فرنسا منها، أم الإستعمار الثقافي،... وهذا يعني أن حزب المهندس لم يتقيّد بما تبناه هو نفسه في هذه المسألة، وهذا لا يعني إلا أن حزب المهندس ليس هو حزب التحرير حتى ولو سمى نفسه بإسم حزب التحرير...

2- قد يقول قائل بأن هذا الكتاب ليس من باب رعاية شؤون الأمة، ولكن وبدون لف ودوران فإن حزب المهندس نفسه يدرك بأن هذا الكتاب لشيراك، هو من رعاية الشؤون، فقد قال عثمان محمد بخاش لجريدة "الحياة": أن "حزب التحرير" قرر القيام بهذه المبادرة "لأن جزءاً من عمله هو رعاية شؤون المسلمين أينما كانوا باعتبارهم امة واحدة ومن الواجب نصرتهم"... ولما كان حزب المهندس يدرك بأنه ليس دولة كما جاء في نص الكتاب المفتوح - ويصرح بأنه يرعى شؤون الأمة كما جاء في تصريح عثمان بخاش، فهو قد جمع بين المتناقضين قطعا،... وإذا قيل بأن ما قام به حزب المهندس هو من قبيل رعاية شؤون الناس الخارجية قوليا وفكريا، وهذا جائز شرعا، فنقول بأن رعاية الشؤون الخارجية سواء أكانت عمليا أو قوليا وفكريا لا تجوز إلا للخليفة أو من يولّيه الخليفة فقط، كما هو واضح من نص المادة 171المادة 182) "لا يجوز....مطلقا"، فـعدم جواز أن تكون علاقة الأفراد والأحزاب مع الدول الأجنبية هو عدم جواز مطلق يشمل جميع أنواع رعاية الشؤون سواء أكانت رعاية عملية أو قولية وفكرية.

3- أن انحراف حزب المهندس عن طريقة حزب التحرير قد حصل فعلا بهذا الكتاب المفتوح؛ فاتباع حزب المهندس أسلوب طلب الجزئيات يتناقض مع الحكم الشرعي، كالطلب الجزئي الوارد في الكتاب "إلغاء قرار منع الحجاب للنساء المسلمات في فرنسا"،...، ورغم أن حزب التحرير لا يتبنى طلب الجزئيات من حكام المسلمين لأنه لا يعترف لهم شرعاً بحقهم في رعاية الشؤون،... إلا أنه لم يتوقع أن يأتي حزب المهندس ويتكلم بإسمه ويطلب جزئية من حاكم كافر أصلا هو شيراك لدولة كافرة أصلية هي فرنسا في بلاد كفر، فهذا يعني أن حزب المهندس لم يخالف فقط ما تبناه حزب التحرير من تبنيه عدم طلب الجزئيات، بل وخالفه أيضا في طلبه إياها ليس من حكام المسلمين، بل من حاكم كافر مستعمر هو جاك شيراك الفرنسي.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن طلب إلغاء أو سن القوانين (كطلب إلغاء قرار منع الحجاب للنساء المسلمات في فرنسا من رئيسها جاك شيراك) لا يجوز أن يُطلب إلا من الخليفة فقط، لأنه هو وحده الذي يملك صلاحية التبني... فهل أصبح حاكم فرنسا الكافر جاك شيراك خليفة المسلمين في نظر حزب المهندس؟؟؟
على أن كون جاك شيراك كافرا يحكم بالكفر في دولة كافرة مستعمرة، فإن طَلَبَ حزب المهندس إلغاء قرار منع الحجاب للنساء المسلمات في فرنسا من جاك شيراك، هو طلب على أساس الإسلام، وهذا لا يجوز لأنه طلب من كافر من جهة أٌولى، ولأنه طلب من غير من له صلاحية الحكم من جهة ثانية، ولأن مفهومه الرضى برعاية الشؤون في غيرها بحكم الكفر من جهة ثالثة، وهو لا يجوز.

4- قد يقول قائل بأن حزب التحرير عندما يتبنى مصالح الأمة، يتبنى المصالح الجزئية، فهو يكون قد طالب ببعض الجزئيات، وهذا الذي يقوم به حزب المهندس حينما قام بالتحذير، على لسان رئيس وفده عثمان بخاش، من أن اصرار فرنسا على خطوتها سيحمل الحزب على "تعبئة الأمة الإسلامية لمقاطعتها والضغط عليها بكل السبل"... وأن الحزب ماض في الحشد والتحريك لجمهور الأمة الإسلامية وطاقاتها شرقاً وغرباً، للخروج بموقف موحّد ورافض لهذا القانون الظالم". (انظر الرابط أدناه):
http://www.daralhayat.com/archivearticle/38069
ونقول أن تبني الجزئيات ليس طلباً برعاية الشؤون، بل هو طلب من الأمّة أن تحاسب الحاكم في هذه الجزئية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن حزب التحرير لا يقود الأمة لتحقيق المطالب الجزئية بل يتخذ المطالب الجزئية طريقة للوصول إلى قيادة الأمة بإثارة التذمر فيها ودفعها لطلب تطبيق الإسلام، ولكنه لا يقودها لتحقيق جزئيات حتى ولا يُظهر رضاه عن تحقيق الجزئيات وترك التطبيق الكامل الشامل للإسلام. وقيادته للأمة إنما تكون لطلب تطبيق الإسلام ولإقامة الخلافة الإسلامية، فلا بد من تحديد قيادة الأمة له وهو إقامة الخلافة، وأن يكون التحديد بارزاً ولافتاً للأنظار، فصار لا بد أن تكون المحاولة لأخذ قيادة الأمة محصورة بإقامة الخلافة مع استمرار التبني للمصالح الجزئية وملاحظة الفرق بين التبني وبين قيادة الأمة وإبقاء الإدراك على دوام التحديد لما تريد قيادة الناس له بأنه إقامة الخلافة.

5- إن حزب المهندس خاطب فرنسا، وهي دولة كبرى استعمارية، كحزب، وطلب منها "إلغاء قرار منع الحجاب للنساء المسلمات في فرنسا" ، وأنها إن ألغته ستكون بادرةً طيبةً مع دولة الخـلافة الإسلامية عندما يعيدها حزب المهندس من جديد؟؟ ... هل يعتبر حزب المهندس حزبه هو دولة الخلافة؟؟ كيف تجرأ حزب المهندس واعتبر قيام فرنسا الكافرة المستعمرة بإلغاء هذا القرار (وهي لم تلغه) بادرة طيبة من دولة الخلافة عندما يعيدها من جديد؟؟... هل نسي حزب المهندس أن فرنسا هدمت بقيادة إنجلترا دولة الخلافة العثمانية، وهي لم يشفع لها حادثة إغاثة الخليفة العثماني لملك فرنسا والمساهمة الفاعلة في فك أسره؟؟؟؟ وهل سيمحي حزب المهندس من سياسته التعليمية و برنامجه التربوي لدولة الخلافة التي سيعيدها من جديد- ما فعلته فرنسا في الجزائر وتونس والمغرب وسوريا ولبنان؟؟ ...

والسلام عليكم ورحمة الله

آخر تعديل بواسطة خلافة ، 10-13-2011 الساعة 08:59 PM
رد مع اقتباس