عرض مشاركة واحدة
 
  #9  
قديم 07-08-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مشروعية الخروج على الظلمة والطواغيت

ومن اعتراضاتهم الموهومة أيضاً: أن الخروج على حكام هذا الزمان خيانة للأوطان ومعصية للرب عز وجل، الجواب عليه: أولاً: أن هذا في حق سلطان الإسلام والجماعة لا في حق سلطان العلمانية والاشتراكية والفرقة، وبشرط أن لا يظهر الكفر أو المعصية البواح، كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة آنفاً، فإن أظهر الكفر أو المعصية، فالقعود والسكوت عليه هو الخيانة العظمى لله ولرسوله وللأُمة والأوطان، ثانياً: إن هذا الأُسلوب التحريضي التمويهي لا يُسمن ولا يغني من جوع، إلا عند قليلي العقل وعند المنتفعين المأجورين، إذ من المعلوم على ظاهر الكف عند كل العقلاء أن خيانة الأوطان تكون بالتفريط بها، ببيعها للأعداء والمساومة عليها وتقسيمها وعدم الدفاع عنها وقتل وسجن من يفكر في الدفاع عنها، لا في الخروج على الخونة والظلمة. ثالثاً: إن أبسط الردود على هذا الاعتراض السخيف الذي لا يستخدمه إلا الخونة وأعوانهم لتبرير خيانتهم، هو أن الشرع وصف الخارج على الظلمة إن قتل على يديهم أنه شهيد، ولم يصفه لا بالخيانة ولا بالفسق، ففي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما من مسلم يظلم بمظلمة فيقاتل فيُقتل إلا قتل شهيداً) وروى ابن خزيمة والحاكم في صحيحيهما وغيرهما من حديث أم سلمة أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كم صدقة كذا وكذا من التمر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال الرجل إن فلاناً تعدى علي فأخذ مني كذا وكذا فازداد صاعاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فكيف إذا سعى عليكم من يتعدى عليكم أشد من هذا التعدي، فخاض الناس وبهرهم الحديث حتى قال رجل منهم يا رسول الله إن كان رجلاً غائباً عنك في إبله وماشيته وزرعه فأدى زكاة ماله فتعدي عليه الحق فكيف يصنع وهو غائب عنك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدى زكاة ماله طيب النفس بها يريد وجه الله والدار الآخرة لم يُغيّب شيئاً من ماله وأقام الصلاة فتعدى عليه الحق فأخذ سلاحه فقاتل فقتل فهو شهيد) وفي حديث أبي سلالة المتقدم (فأعطوهم الحق ما رضوا به، فإذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد).
وروى الحاكم في المستدرك وصححه من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله) فإن قيل إنه لم يرد في هذا الحديث قتال للظلمة، الجواب عليه من عدة وجوه، أولاً: إن الحديث يدل بدلالة الالتزام أن من قتل أثناء قتال الظالم فهو شهيد من باب أولى، لأن الخروج على الظالم وقتاله أشد وأصعب من مجرد أمره ونهيه، وهذا يتفق مع صريح السنة آنفاً. ثانياً: فكما أنه لم يرد في الحديث ذكر القتال صراحة، فإنه أيضاً لم يرد فيه نفيه، فتساويا، فيسقط بذلك الاعتراض.
رد مع اقتباس