عرض مشاركة واحدة
 
  #6  
قديم 07-08-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مشروعية الخروج على الظلمة والطواغيت

ومن هذه الاعتراضات: أنهم يزعمون أن الخروج على الحكام هو مذهب الخوارج والمعتزلة والشيعة لا مذهب أهل السنة، لتخويف المسلمين من هذا المذهب وإبعادهم عنه، وذلك لنفس الهدف في الاعتراض المتقدم، غير أنه زعم باطل ترده الأدلة والحقائق، أما الأدلة فقد عرفناها آنفاً، وأما الحقائق فأولاً: ليس صحيحاً البتة أن الخروج على الظلمة هو مذهب الخوارج والمعتزلة والشيعة لا مذهب أهل السنة، فالكثير من أهل السنة ومنذ عصر الصحابة والتابعين يجيزون الخروج على الظلمة، ومنهم من يوجبه، فمن الصحابة عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وجابر وجارية بن قدامة وابن مسعود وابن الزبير والمسور بن مخرمة والحسين بن علي كما دلت الروايات عنهم قبل قليل رضي الله عنهم أجمعين، ومن التابعين سعيد بن جبير وابن أبي ليلى وأبو حنيفة والحسن البصري ومالك بن دينار والشعبي وعطاء بن السائب ومسلم بن يسار، وغيرهم كثير على ما ذكره عنهم ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل. ثم ماذا يقولون عن خروج الحسين بن علي بن أبي طالب على يزيد بن معاوية وخروج الاشعث بن قيس والحسن البصري وغيرهما على الحجاج، عِلماً أن يزيد بن معاوية والحجاج بن يوسف الثقفي يفوقان حكام هذا الزمان ديناً وشرفاً أضعافاً كثيرة، وممن أيد الخروج على الظلمة من فقهاء المذاهب أبو حنيفة على ما ذكره عنه ابن العماد في شذرات الذهب، والخطيب البغدادي في تاريخه، ومنهم الإمام مالك بن أنس على ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية وابن حزم في الفصل، ومنهم الشافعي كما في إتحاف السادة المتقين والفصل لابن حزم، ومنهم الإمام أحمد ولكن بشرط القدرة على ما ذكره عنه أبو يعلى في طبقات الحنابلة، ومن أكابر الحنابلة ابن رزين وابن عقيل وابن الجوزي على ما نقله عنهم إبنا قدامة في المغني وابن مفلح في الفروع وغيرهما، ومنهم داوود الظاهري وتلميذه ابن حزم الظاهري كما في كتابه الفصل، ومنهم الجويني كما في أُصول الاعتقاد.
فهذه الحقيقة تؤكد تدليس وتلبيس هذا الاعتراض على المسلمين وتثبت بطلانه من أساسه، وفيه رد واضح أيضاً على من زعم أن مسألة تحريم الخروج على الحاكم وإن ظلم مسألة مجمع عليها، ثم هنالك مفارقة أُخرى عجيبة تدل على مدى تدليس هذا الرأي أيضاً، وهي أن ذم الخوارج ومذهبهم في الخروج على الأئمة، ذلك أنهم خرجوا على إمامي دار العدل والإسلام عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، لا على أنهم خرجوا على أئمة الظلم والضلالة، فافهم هذه النقطة تكن من المبصرين.
رد مع اقتباس