عرض مشاركة واحدة
 
  #6  
قديم 02-06-2012
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: القاعدة الشرعية"شرع من قبلناليس شرع لنا"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدليل الخامس من الكتاب هو قول الله تعالى في سورة المائدة:"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ",هذه الآية ذكرت أمرين يتعلقان بالدين :أولهما: إكمال الدين ,وثانيهما:إتمام النعمة_وهي_ الدين).

فإكمال الدين يعني أنه غير ناقص,وعدم النقصان يعني عدم احتياجه لغيره من الأديان لسد عجزه أو لإكمال نقصه,وميلنا لشرع غير شرع هذا الدين يكون بمثابة الإعتراف بنقصه,والقول بعجزه,وهذا ينافي نص القرآن وطبيعة أخر الرسالات_عقلُا_.

والإتمام يكون في الإكمال,أي أن عطف إتمام النعمة على إكمال الدين يدل على أن منة الإتمام غير منة الإكمال,وإلا لما كان هناك عطف أو أن العطف من باب التكرار _وهو غير محمود في هذه الحالة,وهو على الله محال,لأن القرآن هو كلام الله النفسي_ ,وهي نعمة النصر، والأخوّة، وما نالوه من المغانم، ومن جملتها إكمال الدين، فهو عطف عامّ على خاصّ. وجوّزوا أن يكون المراد من النعمة الدّين، وإتمامها هو إكمال الدين، فيكون مفاد الجملتين واحداً، ويكون العطف لمجرّد المغايرة في صفات الذات، ليفيد أنّ الدين نعمة وأنّ إكماله إتمام للنعمة؛ فهذا العطف كالذي في قول الشاعر أنشده الفرّاء في «معاني القرآن»:

إلى الملك القرم وابنِ الهما=م وليثِ الكتيبة في المُزْدَحَمْ

كما قال ابن عاشور في التحرير والتنوير.
وقد أكد لنا الله سبحانه وتعالى أن الدين الذي أكمله وأتم نعمة الإكمال للمسلمين والناس كافة هو الدين الذي ارتضاه من عقيدة وشريعة وهو الدين الإسلامي كما قال رب العالمين:"وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً ",كما ونلاخظ أن سياق الآية يدل على أحكام شرعية نهى الله عنا في كتابه العزيزمثل أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وغيرها,مما يدل على أن الدين الكامل والتام والمعتبر عند الله هو المرجع الوحيد للمسلمين.

كما أن الظاهر من الآية حدوث هذا الأمر وكان أمرًا مفعولًا,وذلك لاستعماله الزمن الماضي في فعلي الإكمال والإتمام:"أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً ".

قال الشعراوي:" ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } والإكمال هو أن يأتي الشيء على كماله، وكمال الشيء باستيفاء أجزائه، واستيفاء كل جزء للمراد منه. وقد أتم الله استمرار النعمة بتمام المنهج.
لقد رضي الحق الإسلام ديناً للمسلمين. ومادام رضي سبحانه الإسلام منهجاً، فإياكم أن يرتفع رأس ليقول: لنستدرك على الله؛ لأن الله قال: " أكملت " فلا نقص. وقال: " أتممت " فلا زيادة. وعندما يأتي من يقول: إن التشريع الإسلامي لا يناسب العصر. نرد: إن الإسلام يناسب كل عصر، وإياك أن تستدرك على الله؛ لأنك بمثل هذا القول تريد أن تقول: إن الله قد غفل عن كذا وأريد أو أصوب لله، وسبحانه قال: " أكملت " فلا تزيد، وقال: " أتممت " فلا استدراك، وقال: " ورضيت " فمن خالف ذلك فقد غَلَّب رضاه على رضا ربه".اهـ

قال القرطبي:"
وقيل: { أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } بأن أهلكت لكم عدوّكم وأظهرت دينكم على الدين كله كما تقول: قد تمّ لنا ما نريد إذا كُفِيت عدوّك.
الثالثة والعشرون ـ قوله تعالىٰ: { وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } أي بإكمال الشرائع والأحكام وإظهار دين الإسلام كما وَعَدتكم، إذ قلت: { وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ } وهي دخول مكة آمنين مطمئنين وغير ذلك مما ٱنتظمته هذه الملّة الحنيفيّة إلى دخول الجنة في رحمة الله تعالىٰ".
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس