عرض مشاركة واحدة
 
  #14  
قديم 02-18-2012
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بعض جوانب التاريخ الاجتماعي للقدس في العهدين الأيوبي والمملوكي د. علي السيد علي محمود

عقود الزواج:
إنَّ عقد الزواج الذي بِيَدِ الزوج أو الزوجة، كانتْ تُسجَّل به جميع حالات الزواج والطلاق، السابقة واللاحقة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في الوثيقة رقم 47، والمؤرخة في 6 ذي القعدة سنة 770هـ: مِن أنَّ الزَّوْج المذكور يتزوَّج امرأتَه "خديجة" للمرَّة الثالثة وكان قد طلَّقها خُلعًا من قبل مرَّتين، كما جاءَ في نفس الوثيقة: أنَّ المذكورة اختلعتْ مِن زوجها؛ أي: بذلتْ له مالاً ليطلِّقَها، وهو أحد حقوقها الشرعيَّة التي سبقتِ الإشارة إليها.

ويتبيَّن من هامش الصفحة الأيمن: أنَّ الزوج زاد قيمةَ الصَّدَاق مائتي دينار، فأصبح 300 دينارٍ، وفي آخر العقد شرحٌ يُستفاد منه أنَّ "خديجة" تزوَّجت مِن شخص آخر بعدَ وفاة زوجها المذكور في الوثيقة، وذلك في سنة 781هـ؛ أي: بعد تاريخ العَقْد بأربع سنوات، ثم طلقت طلاقًا بائنًا، ربَّما للمرة الأخيرة.

إذ جاء في الوثيقة: "تزوجتْ بعدَ وفاة الزوج المذكور أعلاه، تزوجتْ (فراغ)... أحمد في ليلة سلخ صفر إحدى وثمانين وسبعمائة، ثم طلَّقها طلاقًا بائنًا احتياطيًّا لعدم وقوع العَقْد، وجريانه على الوجه الشرعي، ولم يُكتبْ بينهما كتابٌ لذلك، وذلك في شهر ربيع الأول سَنَة إحدى وثمانين وسبعمائة"، يلي ذلك توقيع الشاهدين[123].

الأثاث المنزلي:
يتَّضح مِن دراسة الوثائق أنَّ بيوت سكَّان مدينة بيْت المقدس قد احتوتِ القليلَ من قطع الأثاث الكبيرة الحجم، مثل "المنضدة" والكراسي، و"الدواليب" والأسرة، ولعلَّ ذلك يفسِّر لنا عادة الناس في افتراش الأرْض معتمدين على المقاعِد والمخدَّات، والبسط والسجاد، والحصر والمفارش الجلدية، وكانت البُسط تنسج من الصُّوف ومِن أنواعها "الرومية"، ويقصد بها الأرمنية ذات الصُّوف الجيِّد والقرمزية اللون، والكردية والشويكية الكبيرة، والشويكية الصغيرة.

ولا شكَّ أنَّ اختلافها راجعٌ إلى اختلاف المواد التي صُنِعت منها، واختلاف الناس اقتصاديًّا واجتماعيًّا، فمتوسطو الحال اقتنوا السجَّاد المصنوع محليًّا، بينما اقتنى الأغنياء السجَّاد المستورد من حوران واليمن، هذا، بينما اقتنى الفقراء الحصر "والطرايح"، التي كانت تفرش على الأرض.

واستعملتِ الوسائد لراحة الناس عندَ الجلوس أو عند النوم، وكان القماش المستعمل يختلف بحسب الحالة الاجتماعيَّة، فقد يكون قماشها من الحرير أو القماش العادي، وتُحشَى بالقطن، أو تحشى بورق الموز أو اللباد الأبيض، كما استعملتِ اللُّحف كغطاء عندَ النوم، سواء كان اللحاف مبطنًا، أو بدون بطانة (غطاء)، واختلفت اللحف باختلاف المستويات الاجتماعيَّة مِن حيثُ الملاءة التي كانتْ تركب على اللحاف لتقيَه الأوساخ، وتجعلَه أقدر على منع البرد، وكان قماش الألحفة من القطن أو الحرير، أو الكَتَّان أو الخيش.

كما أنَّ الوثائق تزوِّدنا بأسماء وأنواع العديد من الأدوات المنزلية، التي كانت مستعملةً في ذلك العصر على عكس المصادر التاريخية التقليدية، ومِن هذه الأدوات الأواني الفخارية، التي كانت تُستخدم في تخزين الخل والدقيق، وبعض المشروبات مثل الخرُّوب، وبعض الصحون، ومنها الأواني النُّحاسيَّة، والسكاكين، والطاسات، وأدوات حِفْظ الماء النحاسية، وبعض الأواني الزجاجيَّة، ومِن وسائل الإضاءة تذكر لنا الوثائقُ القناديل المطعمة بالنحاس، والقناديل الزجاجية، و"الشماعيد".

هذا إضافةً إلى العديد من الأدوات التي تلزم كلَّ بيت، مثل: المبارد، وكلبات الحديد، والمقص والمطرقة، و"الكانون"، والعلب الخشبية، التي تُخزَّن فيها الأمشاط والكحل، والكبريت والقطن، والبرغل، وأكياس بيضاء يوضع فيها الدقيق والأرز، وصناديق من الخَشَب لخزن الملابس، والمراوح القش، وكشتبان للخياطة، ومسابح خشبية وغيرها[124].



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/1007/29254/#ixzz1mYZYbnFy
رد مع اقتباس