عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 02-05-2013
ابو البراء الشامي ابو البراء الشامي غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 823
افتراضي رد: الـخـديـعـة الـكـبـرى الربيع العربي ومشروع الشرق الأوسط الكبير *

ربيع الأول والربيع الإسلامي




عدد مرات المشاهدة 278












(الخطبة الأولى)
أيها الناس: جاء في حلية الأولياء لأبي نعيم عَنْ نافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ يَأْخُذُ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ يَثْنِيهَا، وَيَقُولُ: “لَعَلَّ خُفًّا يَقَعُ عَلَى خُفٍّ، يَعْنِي خُفَّ رَاحِلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”. هكذا كان الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين يتيمنون ويتبركون بكل ما له صلة بالنبي صلى الله عليه وسلم فوق اتباعهم لأوامره واجتنابهم لنواهيه. ولا عجب، فهم يتمثلون قول الله عز وجل في محكم التنزيل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. فكانت النتيجة أن نصرهم الله في الدنيا، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار في الاخرة. وهذه سنة النجاح والفلاح لمن يأتي بعدهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ونحن ممن جاء بعدهم، نتبع ولا نبتدع، نلتزم بما التزموا به من الأوامر والنواهي، لنصل إلى ما وصلوا إليه من العز والتمكين في الدنيا، ونلحق بهم في جنات الخلد بإذن الله يوم القيامة، {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ، وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}. وما لنا ألا نترسم خطى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونتيمن ونتبرك بما تيمن وتبرك به الصحابة الكرام من أيام ومناسبات وخطوات وأحداث حصلت مع النبي عليه السلام. فنحن اليوم في شهر ربيع الأول، هذا الشهر العظيم الذي شهد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وشهد بعثته صلوات الله وسلامه عليه في غار حراء، وشهد هجرته إلى المدينة ووصوله إلى قباء، لإقامة دولة الإسلام العظيمة في المدينة، وشهد كذلك انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، وبداية عهد الخلافة الراشدة الأولى على منهاج النبوة، وشهد غزوة بواط، وغزوة سفوان أو بدر الأولى، وغزوة بنى النضير، وغزوة دومة الجندل، وغزوة بنى لحيان، وغزوة ذى قرد وتسمى غزوة الغابة، وسرية الغمر (سرية عكاشة بن محصن)، وسرية شجاع بن وهب إلى جمع من هوازن يقال لهم بنو عامر، وسرية كعب بن عمير الغفارى إلى ذات أطلاح من أرض الشام، وسرية الضحاك بن سفيان، وسرية علقمة إلى الحبشة، وسرية خالد بن الوليد إلى بنى الحارث بن كعب بنجران، وشهد تحريم شرب الخمر، وشهد إنفاذ جيش أسامة بن زيد، وشهد فتح خالد بن الوليد بصرى بالشام، وتسليم بعلبك صلحا للمسلمين، وفيه بدأت ولاية قيس بن سعد بن عبادة على مصر، وولاية عمرو بن العاص على مصر، وفيه بدأ عصر دولة الأمويين، وفيه بدأت خلافة أبي العباس السفاح، وشهد شهر ربيع الأول ولادة الإمام أحمد بن حنبل، وبدء خلافة هارون الرشيد، ووفاة الإمام مالك بن أنس، ووفاة الخليفة المعتصم، ومبايعة الواثق بالله، وفيه جرت أحداث جسيمة في تاريخ المسلمين قديما وحديثا يصعب حصرها في هذا المقام.

أيها الناس: إننا نأمل أن يكرمنا الله في هذا الشهر العظيم شهر ربيع الأول فنشهد ربيعا إسلاميا جديدا كالربيع الإسلامي الأول أيام النبوة والخلافة الراشدة الأولى على منهاجها، نشهد ربيعا يعيد الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وعدلها وغزواتها وفتوحاتها وانتصاراتها، بعد خلافة الملك العضود التي انقضت بحلوها ومرها، وبعد قرب زوال أنظمة الملك الجبرية، وكلها مريرة لا حلاوة فيها. هكذا بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده والطيالسي في مسنده عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، ثُمَّ سَكَتَ صلى الله عليه وسلم.

أيها الناس: إننا نشهد اليوم أحداثا لا تقل جسامة عن أحداث الماضي في تاريخ المسلمين، ولا يكاد يمر يوم أو أسبوع أو شهر إلا ونسمع ونرى فيه مسيرات ووقفات جماهيرية واعتصامات ضد الظالمين وممارساتهم وأنظمة حكمهم الطاغوتية، يخرج الناس من المساجد بعد أداء جمعاتهم إلى الساحات العامة والميادين يعبرون عن رفضهم للظلم والظالمين، ويعلنون طلبهم للخلافة الإسلامية كنظام حكم للمسلمين. يقولون للطواغيت: إرحلوا، فلم نعد نطيق صبرا على تعطيل قرآننا وسنة نبينا، إرحلوا، فقد طال ليل ظلمكم، إرحلوا، فطوفان الأمة قادم ليجتاحكم كما اجتاح الذين من قبلكم. إرحلوا، واتركونا نعيد أمجادنا، ونعيش إسلامنا، ونتأسنا برسولنا وصحابته. وإن لم ترحلوا طائعين، فسنجبركم على الرحيل مكرهين، وسنجاهدهم بأسلحتنا وأيدينا وألسنتنا، وبقلوبنا التي تلعنكم على مدار الساعة. ولن نبالي بحجم خسائرنا، فقتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، وستعلمون أينا أحق بالنصر، وأي الفريقين أحق بالأمن.

(الخطبة الثانية)

أيها الناس: لقد وصل الطواغيت وأسيادهم وأشياعهم درجة اليأس من البقاء جاثمين على صدورنا بعد أن تململنا وزمجرنا وانتفضنا وثرنا عليهم، وخصوصا طاغية الشام بشار وشبيحته ومن ورائهم أميركا وروسيا ومن يساندهم في بطشهم وإجرامهم. فبشار وإن ازداد بطشه فقد قرب حتفه، وإن زبانيته التي تقاتل معه تنفضُّ عنه يوماً بعد يوم، إلا من فقد البصر والبصيرة، حتى روسيا التي تدعمه كخط أمامي لأمريكا إلى حين استبدال عميل بعميل، ها هي قد لحقت من سبقوها بإجلاء رعاياهم لقناعتهم بأن سلطة الطاغية قد تهاوت، ومن ثم سيهوي الطاغية في مكان سحيق مسربلاً بخزي الدنيا والآخرة. وسليحق بالقذافي وسائر الفراعنة قريبا بإذن الله. وسيلحق به كل من ركب موجة الثورات بالباطل، وكل من بقي صامدا حتى الآن لسبب أو لآخر.

أيها الناس: هذا خطابنا لحكام الملك الجبرية ومن يقف معهم، وقد أوشكنا بجد أن نطوي صفحتهم إلى غير رجعة. وأما خطابنا للمسلمين، فنقول لهم أسرعوا باللحاق بركب العاملين لإعزاز هذا الدين قبل فوات الأوان، واغتنموا هذه الفرصة التاريخية. وأما الثوار الصادقون في بلاد المسلمين عامة وفي الشام خاصة، فنقول لهم: اثبتوا على ما أنتم عليه من حق وخير، واطمئنوا بنصر الله عاجلاً أم آجلاً، فالله سبحانه لم يعد النصر لرسله فحسب، بل كذلك لمن آمنوا {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} فانصروا بقوتكم الحق وأهله، وانصروا الله ورسوله والمؤمنين، انصروا الخلافة والعاملين لها، وعندها ستذكركم الدماء الزكية التي سُفكت، وحرائر الشام التي انتهكت، والنساء التي رُمِّلت، والأطفال التي يُتِّمت، والشيوخ الركع، وحتى البهائم الرتع… كلهم سيذكرونكم إلى الباري بخير، وستصونون تلك الدماء والجهود، فلم تَضِع سدىً، ولم تذهب عبثا. وفوق ذلك تغبطكم ملائكة الله على نصرة دينه ونصرة حملة دعوته، ونصرة خلافةٍ ثانيةٍ على منهاج النبوة، وتكونون في الدنيا أعزة، وفي الآخرة مع خير خلق الله صلوات الله وسلامه عليه، وصحبه رضوان الله عليهم، ومع أنصار دينه الصادقين المفلحين، مع ابْن زُرَارَةَ وابْنِ حُضَيْر وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أنصار دين الله وأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}.








التاريخ:25/01/2013



الخطيب/المناسبة:الشيخ عصام عميرة




http://www.al-aqsa.org/index.php/khutaba/show/2388
رد مع اقتباس