عرض مشاركة واحدة
 
  #5  
قديم 10-22-2011
مستنير مستنير غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 45
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

القول..." يدل على أن أهل مكة يرفضون تدبر القرآن. وأيضا نص القرآن في أكثر من آية على أنهم أي الكفار قد أعرضوا عن القرآن، وأنهم ما كانوا يستمعوا له إلا وهم يلعبون، وهم لاهية قلوبهم، أو أنهم كانوا على أعقابهم ينكصون عندما كانت تتلى عليهم آياته. قال تعالى {وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين* فقد كذبوا فسيأتيهم أنباءُ ما كانوا به يستهزئون} وقال {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون* لاهية قلوبهم...} وقال { قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون* مستكبرين به سامرا تهجرون* أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين}
فهذه الآيات وما شاكلها تدل على أن أهل مكة لم ينظروا في آيات القرآن نظر بحث واستقصاء أو نظرا يأتي على أولها وآخرها وبالتالي فان الحجة في الإيمان بوجود الخالق القدير لم تقم عليهم !!
3- ما قاله المؤلف من أن الحجة لا تقوم على من لم يستعرض آيات القرآن بالكامل أو على من لم ينظر في آيات الله التنزيلية كلها أو على من نظر في نصف الآيات أو في ربعها فقط يتناقض تناقضا صريحا مع نص القرآن بقيام الحجة على جميع هؤلاء ومع ما توعدهم الله تعالى به من العذاب الشديد في نار جهنم خالدين بسبب الموقف الذي اتخذوه من آيات الله تعالى:
قال تعالى:- {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون* فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون* ذلك جزاء أعداء الله النار لهم دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون}.
وقال:- {وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا* ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وان تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}.
4- قوله (فحتى تكون جمل القرآن آيات أي علامات على وجود الخالق القدير لا بد من إستعراضها بالكامل ) ،يتناقض مع ما سبق أن قاله في صفحة 17 وهو فالقرآن يتشكل من جمل كل جملة منه علامة دالة على وجود الله، لأن غير الله لايستطيع الإتيان بمثلها )
5- من ذلك كله يتبين مبلغ الخلط والغلط الذي وقع فيه المؤلف بقوله أن المقصود من هذا الطلب هو الوصول الى الإيمان بوجود الخالق القدير، كما يتبين مدى جرأة المؤلف على دين الله بقوله أن الحجة في هذا الإيمان لا تقوم على من نظر في نصف الآيات أو في ربعها أو على من لم ينظر في آيات الله التنزيلية كلها. أما قوله تعالى:- { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ففيه دلالة على أن القرآن من عند الله تعالى لعدم وجود اختلاف فيه. وقد بينت ما قاله المفسرون في تفسير هذه الآية، وما قاله أهل اللغة والمفسرون في معنى لفظة تدبر. وكل ذلك يدل على أن موضوع الآية هو كون القرآن من عند الله تعالى وليس هو الايمان بوجوده تعالى. وأن الحجة هي في عدم وجود اختلاف في القرآن، وهي في دعوتهم الى النظر في القرآن لادراك عدم وجود الاختلاف فيه، وهي حجة تقوم عليهم سواء نظروا في القرآن كله أو بعضه أم أعرضوا عنه مطلقا، أي سواء سلكوا الطريق الموصول لادراك عدم وجود اختلاف أم رفضوا ذلك قال تعالى:- {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون}. وفي مقابل ذلك فان الحجة لا تقوم عليهم في حالة واحدة فقط وهي في الممتنع وجوده وهو وجود اختلاف في القرآن. وينطبق هذا أيضا على التحدي لهم بأن يأتوا بسورة من مثله، فسواء قبل الكفار التحدي فحاولوا الاتيان فعجزوا كما حصل فعلا أم رفضوا التحدي فلم يحاولوا فان الحجة تقوم عليهم في الحالتين لأن التحدي قائم وقد هزموا فيه سواء بالمحاولة ثم الفشل أو بالانسحاب.
بقيت نقطة أخيرة في هذا البحث وهي قول المؤلف "فقد استعمل لفظة التفكر مع آيات الكون" وقوله:- "فلما كانت آيات الكون كثيرة بحيث يستحيل معها الاحاطة بها لم يطلب سبحانه من الانسان أن يتدبرها، أي ينظر فيها كلها".
ما قاله المؤلف هنا خطأ من ناحيتين:-
الأولى:- بسبب خطأ جميع المقدمات سالفة الذكر وعلى وجه الخصوص قوله بأن لفظة التدبر تعني النظر في الشيء كله أوله وآخره حتى يأتي على آخره، وما بني على خطأ فهو خطأ.
أما الثانية:- فان الله سبحانه وتعالى حين يقول "كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب" فانه يأمرنا بتدبر هذه الآية:-
"وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" لأنها آية من آيات القرآن فيشملها قوله تعالى "ليدبروا آياته" وتدبر هذه الآية يتضمن تدبر معانيها وكل ما دلت عليه، وقد صنف المؤلف هذه الآية من ضمن الآيات التي طلب فيها سبحانه من البشر التعامل مع الكون، فيكون طلب التدبر شاملا تدبر موضوعها وهو آيات الكون، فعلى حسب اسلوب المؤلف في البحث والاستدلال نستطيع أن نخرج بنتائج تتناقض مع النتائج التي توصل اليها المؤلف وأسماها بغير وجه حق حكما لرب العالمين.
وخلاصة القول في حكم المؤلف ما يلي:-
1- أنها حكم لم ينص عليها الشرع وإنما نص عليها المؤلف لا غير. فيكون المؤلف قد خالف الحزب فيما تبناه من أن ما لم يرد بحكمته نص لا تلتمس له حكمة، كما لا تلتمس له علة.
2- البحث في المسألة سار سيرا منطقيا من أوله الى آخره، لذلك من الحق ان يقال أن حكمة المؤلف هي حكمة منطقية وليست حكمة شرعية.
3- الحكمة المنطقية بنيت على مقدمات مغلوطة .

يقول الحزب وأعني "حزب التحرير" ما نصه "لذلك فان المنطق وان كان اسلوبا من أساليب الطريقة العقلية، ولكنه اسلوب عقيم، بل أسلوب مضر، وخطره خطر مدمر. ولذلك لا بد من نبذه، بل لا بد من الحذر منه، والحيلولة بينه وبين الناس".

خامسا:- العقل والفكر والإدراك

يقول المؤلف في صفحة 23 ما نصه "فاستعمل يذكرون ويؤمنون ويشكرون ويوقنون ويعقلون، فان هذه الكلمات ليست بديلة وليست حالة محل كلمة التفكر مطلقا، وإنما هي ثمار للتفكر ونتاج له ليس غير، فمن تفكر في الآيات الكونية حصلت لديه الذكرى والايمان والشكر واليقين والعقل أي الادراك، فالتفكر هو الأداة، وما سواه ناتج عنه حاصل بسببه. قد يقول قائل إن الأيمان والشكرواليقين والعقل بمعنى الإدراك أمور مدركة بأنها نتاج التفكر..."
التعليق:
هذا النص ينقض بشكل مباشر ما جاء في مفاهيم الحزب من أن العقل أو الفكر أو الادراك بمعنى واحد وأنها أسماء متعددة لمسمى واحد. فقد ورد في نظام الاسلام ص 38 ما نصه "وعليه فالعقل او الفكر او الادراك هو نقل الحس بالواقع بواسطة الحواس الى الدماغ ووجود معلومات سابقة بفسر بواسطتها الواقع". وفي كتاب التفكير في صفحة 27 ورد ما نصه "أما الطريقة فهي الكيفية التي تجري عليها العملية العقلية أي عملية التفكير حسب طبيعتها وحسب واقعها ... وطريقة التفكير، أي الكيفية التي يجري بحسبها انتاج العقل للأفكار، مهما كانت هذه الأفكار، هي نفسها تعريف العقل. أي هي ما ينطبق على واقع العقل، ولا تخرج عنه بحال من الأحوال. ولذلك سميت الطريقة العقلية نسبة الى العقل نفسه. وتعريف هذه الطريقة هو أنها، أي الطريقة العقلية، هي منهج معين في البحث، يسلك للوصول الى معرفة حقيقية الشيء الذي يبحث عنه، عن طريق نقل الحس بالواقع، بواسطة الحواس، الى الدماغ، ووجود معلومات سابقة يفسر بواسطتها الواقع، فيصدر الدماغ حكمه عليه. وهذا الحكم هو الفكر، او الادراك العقلي ... وهذه الطريقة هي الطريقة الطبيعية في الوصول الى الادراك من حيث هو، وعمليتها هي التي يتكون بها عقل الأشياء اي ادراكها، وهي نفسها تعريف العقل، وعلى منهجها يصل الانسان من حيث هو انسان الى ادراك أي شيء سبق أن أدركه، او يريد إدراكه".
وقد ورد ما هو أوضح من ذلك في كتاب الفكر الاسلامي ص 45 ما نصه "الفكر والادراك والعقل بمعنى واحد، فهي أسماء متعددة لمسمى واحد. ويطلق الفكر ويراد منه التفكير، أي العملية التفكيرية. وقد يطلق ويراد منه نتيجة التفكير، أي ما توصل اليه الانسان من العملية التفكيرية".
وحتى لا تكون كلمة "ثمار" هي المشكلة في تحديد ما قاله المؤلف فاني أضع أمام القاريء نصا صريحا من كتاب التفكير ينقض ما أورده المؤلف ويضع حدا لأي تأويل محتمل، فحزب التحرير يقول في كتاب التفكير، ص 7 ما نصه "أما سبب عدم الاهتداء حتى الآن الى واقع التفكير، وبالتالي الى طريقة التفكير، فانه راجع الى ان الباحثين قد بحثوا في التفكير قبل ان يبحثوا في العقل، ولا يمكن الاهتداء الى واقع التفكير إلا بعد معرفة واقع العقل معرفة يقينية بشكل جازم، لأن التفكير ثمرة العقل، والعلوم والفنون وسائر صنوف الثقافة، انما هي ثمرة التفكير. لذلك فانه لا بد من معرفة واقع العقل أولا معرفة يقينية بشكل جازم، ثم بعد ذلك يمكن معرفة واقع التفكير، ويمكن معرفة طريقة مستقيمة للتفكير...". أما المؤلف فيقول أن كلمة "يعقلون" ليست بديلة وليست حالة محل كلمة "التفكر" مطلقا، وانما هي ثمار للتفكر ونتاج له ليس غير.

سادسا :- العالم بشكل مطلق

يقول المؤلف في صفحة 25 ما نصه "وكما أن العلم بآيات القرآن مشروع ومأمور به فكذلك العلم بالآيات الكونية مشروع ومأمور به، فان اجتمع العلمان في شخص واحد استحق أن يطلق عليه اسم العالم بشكل مطلق، وإلا كان علمه مقيدا، أو كان مختصا بشيء دون شيء".
حقا! هل يوجد أحد من البشر عالم بكل شيء، غير مقيد علمه بشيء؟!
قال تعالى {ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
وقال تعالى {نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم}

سابعا :- الاعجاز في الآيات القرآنية وفي الآيات الكونية يدل على أن لها ربا.

يقول المؤلف في صفحة 26 ما نصه "إن الآيات القرآنية كلام معجز، وإن الآيات الكونية مخلوقات معجزة، والاعجاز فيها يدل على أن لها ربا، ولذا سميت آيات أي علامات على وجود الخالق القدير سبحانه". وفي صفحة 27 يوضح المؤلف مدلول كلمة "ربا" بقوله "ربا أي خالقا ومالكا"
يدل كلام المؤلف على أنه يقول بخلق القرآن لأن معنى قوله بأن الآيات القرآنية لها ربا أي لها خالقا ومالكا.

ثامنا :- أصل الديانات

يقول المؤلف في صفحة 27 ما نصه "فأصل الديانات كلها هو: الأيمان بوجود الله وأنه رب هذا الكون، وأن الواجب على الناس عبادته وحمده، هذا الأصل العظيم جاء ذكره كاملا في أعظم سورة في القرآن، في مبتدأ هذه السورة قال تعالى: {الحمد لله رب العالمين} فرب العالمين يعني أن للمخلوقات ربا أي خالقا ومالكا وهذا الرب أي الخالق المالك هو الله ومعناه المعبود، وأن لهذا الرب الإله واجب الحمد، ففي هؤلاء الكلمات الأربع جاء ذكر الدين، أي أصل الديانات كلها"
التعليق:-
تعبير "أصل الديانات" لم يستعمل في ثقافة الحزب. والتعبير الذي استعمله الحزب في هذا البحث هو "أصل التوحيد" وهو التعبير الذي لم يستعمله المؤلف ولا مرة واحدة في كتابه حمل الدعوة وقد استعمل بدلا عنه تعبير "أصل الديانات" وتعبير "أصل الدين" وتعبير "أصول الدين والتوحيد والطاعة الإجمالية".
2- التوحيد أو أصل التوحيد بمفهوم حزب التحرير هو ما نص عليه في كتبه ونشراته وذلك مثل قوله ""وإله" في اللغة ليس لها إلا معنى واحد هو المعبود، وليس لها أي معنى شرعي غير ذلك، فلا إله، معناها في اللغة وفي الشرع، لا معبود. وإلا الله معناها في اللغة، وفي الشرع، الذات الواجب الوجود، وهو الله تعالى. وعلى هذا فيكون المراد من الشهادة الأولى في الاسلام، ليس شهادة بوحدانية الخالق فحسب، كما يتوهم الكثيرون، وانما المراد من الشهادة هو أن يشهد أنه لا معبود إلا الله الواجب الوجود، حتى يفرد وحده بالعبادة والتقديس، وتنفي نفيا قاطعا العبادة عن أي شيء غير الله. ومن هنا كان الاعتراف بوجود الله غير كاف في الوحدانية، بل لا بد من وحدانية الخالق، ووحدانية المعبود، لأن معنى لا إله إلا الله هو لا معبود إلا الله، ولذلك كانت شهادة المسلم بأنه لا إله إلا الله، ملزمة له قطعا بالعبادة لله، وملزمة له بافراد العبادة بالله وحده. فالتوحيد هو توحيد التقديس بالخالق، أي توحيد العبادة بالله الواحد الأحد" انتهى نص الحزب
3- بالمقارنة بين مفهوم حزب التحرير لأصل التوحيد وبين مفهوم المؤلف لأصل الديانات يتبين ما يلي:- أولا حدد المؤلف أصل الديانات بثلاثة أمور وهي :الأيمان بوجود الله، وأنه رب هذا الكون، وأن الواجب على الناس عبادته وحمده، وهذه الأمور الثلاثة لا تتضمن التوحيد مطلقا فلا يوجد فيها ما يدل على توحيد المعبود أي على إفراد العبادة بالله وحده، فكفار مكة والنصارى واليهود كلهم يؤمن بوجود الله وأنه خالق هذا الكون وأن الواجب على الناس عبادته وحمده ولكنهم كلهم أشرك بالله إذ لم يفردوه بالعبادة، أي لم يؤمنوا بتوحيد الإله، وإذا أخذنا بقول المؤلف وتركنا قول حزب التحرير المأخوذ من نصوص الآيات فاننا بلا شك سنصل الى القول "بوحدة الأديان" التي يروج لها الغرب ويحمل لواءها عملاء الغرب في بلاد الاسلام هذه الأيام.
وقد خالف المؤلف حزب التحرير في معنى لفظ الجلالة "الله" فالحزب يقول أنها تعني في اللغة والشرع "الذات الواجب الوجود، وهو الله" والمؤلف يقول "وهذا الرب أي الخالق المالك هو الله ومعناه المعبود، وأن لهذا الرب الإله واجب الحمد" وحتى لو كان المعنى الذي أورده المؤلف صحيحا فان الآية لا تتضمن التوحيد والمؤلف نفسه لم ينص على التوحيد مطلقا في هذا النص فما قاله هو "وأن لهذا الرب الإله واجب الحمد" وهذا لا يدل على إفراده بالعبودية وما قاله أيضا "وأن الواجب على الناس عبادته وحمده" وهذا أيضا لا يدل على وجوب إفراده في العبودية. أما لفظة "رب" فهي كما قال المؤلف "الخالق المالك" فهي لا تدل على معنى المعبود.
رد مع اقتباس