عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 05-10-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: من كتابات : أحمد ابن العلوي المستغانمي

الثلاثاء 7 جمادى الثانية 1432
ترجمة موجزة للشيخ أحمد العلوي
السلام عليكم
إخواني، هذه ترجمة موجزة للشيخ أحمد العلوي رضي الله عنه.
هو سيدي أحمد ابن عليوة المشهور بالعلوي الحسني الشريف ابن سيدي مصطفى ابن سيدي محمد ابن سيدي أحمد المعروف بأبي شنتوف ابن الولي الصالح الملقب بمدبوغ الجبهة ابن الحاج علي المعروف عند العامة بعليوة ابن غانم و هو القادم من الجزائر العاصمة إلى مستغانم
ولد رضي الله عنه عام 1869 الموافق لـ 1352 من هجرة نبينا عليه الصلاة و السلام فنشأ الشيخ الأستاذ رضي الله عنه في طاعة الله عز وجل منذ كان طفلا صغيرا مشتغلا بالعبادة , حسن السيرة , طاهر السريرة , تجنح به همته إلى المرامي العالية و المقاصد السامية باحثا عن علم الأذواق , طالبا الوصول إلى الله قاصدا القرب لله و التلاق , حتى اجتمع بشيخه الولي المشهور و العارف المبرور ذي القدر المنيف سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي الشريف الحسني , فخصه من بين أقرانه و أفاض عليه من فيض فضله و إحسانه حتى صدره في حياته ثم خلفه بعد وفاته , فهو وارث سره حقيقة و الله يمن بفضله على من يشاء من عباده فنهل من فيضه ينابيع الحكم و من علومه جداول المعارف و أنهار الكلم و وجه كليته لعلم القوم حيث كان أشرف العلوم و أزكى المعاني و الفهوم فأظهر فيه الباع الطويل و أخذ منه الحظ الجزيل حتى ركب ذروة سنامه إن لم نقل حمل رايته و اعلامه و صار فريد عصره و أيامه.
و حصل على يده فتح عظيم للفقراء و لقد كثر السالكون على يديه و انتسبت الطريقة إليه و قد فتح الله على كثير من الفقراء بمجرد دخولهم للخلوة و كثير من الفقراء فتح الله عليهم بمجرد مذاكرته لهم رضي الله عنه و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء , سبحانه يهب ما يشاء لمن يشاء من كرامته رضي الله عنه أن فتح على يديه على أربعين فقيرا في سياحة واحدة ساحها إلى البادية, أما الذين فتح الله عليهم فلا يحصون كثرة , فالفتح عنده قريب و إن كان عند غيره صعبا .و لقد ظهر على يده كثير من الكرامات و قد أخذ عنه الطريق كثير من العلماء و ممن ينتسب إلى العلم و اعترف له الجميع بالفضل و علو المقام و هكذا شأنه رضي الله عنه يجتمع عليه العلماء الأعلام و يعاملونه بمزيد التبجيل و الاحترام.
أخلاقه
لقد كان رضي الله عنه على جانب عظيم من اليقظة، زيادة على مكانته العلميّة، الأمر الذي كان يدركه منه حتى من لم يجتمع به، إلاّ مجرد وقوفه على بعض كتاباته، أو ما يبلغه من أنبائه، ومن هؤلاء حضرة الأستاذ الشيخ محب الدين الخطيب محرر مجلة الفتح الغراء الّتي نقتبس منها:" وفي الجزائر شيخ من مشايخ الطرق، على جانب عظيم من الذكاء والنشاط، وهو منها الأستاذ الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي الّذي يعدّ التابعون له بالألوف، وقد أقام العلو يون احتفالهم السنوي، فخطب فيهم الشيخ خطبة نسجلها له على صفحات الفتح لما امتازت به من المزايا"
كما ونشرت الشهاب عن هذا الاحتفال، وقد ذكر الأستاذ رضوان الله عليه في خطبته في الاحتفال بعبارات أعربت عن اعترافه بالفضل للطائفة، وما كان من مزاياها الجليلة، في بثّ الأخلاق والنصائح والإرشاد بين أفراد الأمّة على اختلاف طبقاتها.
كان رضي الله عنه، ممّن يكظم غيظه، ويعفو عن الناس، ويحسن إليهم، خصوصا إذا جمعته بهم المجامع، لا لضعف منه، ولكن لتمام فضله، وتوافر حلمه، ويوجد أمثلة لذلك الشيء الكثـير.
ومن أخلاقه رضي الله عنه، أنّه كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حريصا على جمع كلمة المسلمين، وعلى ما ينهض بهم إلى الله، ويجمع قلوبهم عليه.
ومن أخلاقه رضي الله عنه، أنّه كان شجاعا ذا لهجة صادقة وعزيمة قويّة، متوكلا على الله في كلّ أموره، ومن هذه الأمور المقرونة بالثبات الشيء الكثير الكثير والذي كان ينشر في الصحف خاصّة صحيفة لسان الدين وذلك منافحا عن الدين ودعوته إليه والتمسك بالسنّة النبويّة المطهّرة ويعتبر كلّ ذلك غاية في التضحيّة، وبذل الجهد، ليبعث في قلوب العباد روح الطاعة، والتحلّي بالأخلاق الحميدة، والتمتّع بالمروءة حتى يكتب لهم الفوز في الدارين، لا يرجع العبد بخفيّ حنين، أو نقول صفر اليدين خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين / الحج آية / 1 1 وإنّ أقواله المنشورة تنبىء القارىء بصريح لفظه على قوة إيمانه الذي قلت أفراده، وهو ممّن يقلّ وجوده عادة بين جموع الأنام، سنّة الله في خلقه، ولقد كان حليما حكيما منصفا، لا يستنكف أن يرجع إلى حقّ ولو ممن تجاهر بما ينتهي، وتهوّر في مراجعته بما يتضمن الإساءة، من نحو المعاتبة والتهديد، وما هو من ذلك القبيل
ومن أخلاقه رضي الله عنه أنّه كان يصل الرحم، ويطعم الطعام على حبّه مسكينا ويتيما، وذلك ابتغاء مرضاة الله ورسوله، علما بأنّ زاويته الكبرى بمستغانم كانت مفتحة الأبواب على مدار أيام السنة لكلّ وارد من الناس، وفي نهاية الأمر جعل جميع ما يملكه من دور وعقار وأثاث حبسا في سبيل الله على عائلته والمنقطعين بزاويته لقراءة القرآن والعلم الشريف، والفقراء والمساكين، ومن الأولى أن يخلد ثواب هذا العمل عند الله، حيث قال عليه الصلاة والسلام إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له رواه الترمذي في سننه، ولقد ترك الأستاذ رحمه الله من الصدقة الجارية، ومن العلم النافع، ومن الأولاد الروحيّين الصالحين، ما يصير الرحمة إن شاء الله تتنزّل على روحه وضريحه الأنور، أشبه شيء بالمطر الغزير جزاء وفاقا والله يرزق مــــن يشاء بغير حساب / البقرة آية / 2 12، والله ذو الفضل العظيم / الحديد آية / 21
ومن أخلاقه رضي الله عنه أنّه كان صادق اللهجة، لا يقول إلاّ صدقا، ولا ينصر إلاّ حقّا معتصما بالله قولا وفعلا، حيث إنّه كان يقول لا شيء عندي أحبّ من المنتسب إلى الله، وإنّي أحترمه وأبجّله، ولكن ما دام يحافظ على حدود الله، أمّا إذا ظهر منه ما يخالف صريح الشرع الشريف، فلا صلة بيني وبينه كائنا ما كان.
رد مع اقتباس