عرض مشاركة واحدة
 
  #1  
قديم 10-27-2011
ابو عمر ابو عمر غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 92
افتراضي انجازات الثورات المباركة ؟!!!!!لا بارك الله فيها

بسم الله الرحمن الرحيم
انجازات الثورات المباركة ؟!!!!!لا بارك الله فيها
ان اخطر ما تتعرض له الامة الاسلامية منذ ما يزيد عن قرن من الزمان انها ضحية للتضليل السياسي وكذلك سوء التفكير السياسي ولقد عانت الأمّة الإسلامية من سوء التفكير السياسي الكثير من المصائب والويلات، فالدولة العثمانية مثلاً، حين كانت أوروبا تحاربها في القرن التاسع عشر، إنّما كانت تحاربها في الأعمال السياسية أكثر منها في الأعمال العسكرية، وإنه وإن وقعت أعمال عسكرية ولكنها كانت مساعدة للأعمال السياسية، فمثلاً ما كانوا يسمونه بمشكلة البلقان، وهي مشكلة خلقتها الدول الغربية بالتصريحات، فأعلنوا أن دول البلقان يجب أن تحرَّر من العثمانيين، أي من المسلمين، ولكن لم يكونوا يعنون أنهم سيحاربون الدولة العثمانية وإنما كانوا يعتمدون على إيجاد القلاقل والاضطرابات في البلقان فجاءوا بفكرة القومية والتحرر، فأخذها البلقانيون وأخذوا يقومون بالثورات، فكانت الدولة العثمانية تقوم بعمليات عسكرية ضد هذه الثورات مراعية وضع الدول الأخرى وتحاول استرضاء الدول الأخرى، مع أن هذه الدول الأخرى هي التي كانت تسند الثورات وهي التي كانت توهم العثمانيين وهي التي كان تجعلهم يشتغلون ضد الثورات من أجل أن يكون عملهم إنهاكاً لقواهم للقضاء على الثورات، وهكذا كان من نتيجة خطأ الدولة العثمانية وضلالها في التفكير السياسي أن خسرت البلقان، ثم لاحقتها فكرة القومية في عقر دارها حتى قضت عليها
فهدم الغرب الكافر دولة الخلافة الاسلامية على يد المجرم مصفى كمال عام 1924 ولكن بعد ان جعلت منه بريطانيا بطلا عسكريا بحيث مكنته من معارك مصطنعة مع جيوشها وكذلك جعلت امريكا من عميلها عبد الناصر بطلا قوميا يهاجم امريكا في كل مناسبة امعانا في تضليل المسلمين ولكنه يعمل في الخفاء لتنفيذ مشاريعها في المنطقة ولذلك يقول رجل المخابرات الامريكي مايلز كوبلاند في كتابه لعبة الامم
( إن الشرط اللازم لبقاء أي حاكم فى السلطة... واستمرار تقدمه في مجال البناء والإصلاح هو أن يظهر بمظهر يستحيل القول معه أنه صنيعة لنا، وأن يتصرف بطريقة لا تظهر أي انسجام مع أذواقنا وميولنا. وباختصار، فإن مساندتنا لاي زعيم للوصول الى سدة الحكم والبقاء هناك حتى يحقق لنا بعض المصالح التى نريدها لا بد أن ترتطم بالحقيقة القاسية وهي أنه لا بد له من توجيه بعض الإساءات لنا حتى يتمكن من المحافظة على السلطة ويضمن استمرارها. كما أن هيكل النظام السياسي الذي يتبع ذاك الحاكم لا بد أن يكون طبيعياً وفطرياً وغير مصطنع، وبالتالي يجب أن يتضمن بعض العناصر التي تضمر عداءلمصالحنا ) فالغرب الكافر يتقن صناعة العملاء وتلميعهم ولم يقتصر الغرب الكافر في صناعته للعملاء على الحكام بل انه تجاوز ذلك الى صناعة المنظمات والاحزاب كمنظمة التحرير الفلسطينية ومن يدور في فلكها كحركتى حماس والجهاد الاسلامي من اجل بيع فلسطين وتثبيت كيان يهود خنجرا مسموما في خاصرة الامة الاسلامية وكذلك مثل حزب الله في لبنان بحيث جعلته امريكا قاعدة متقدمة لايران في جنوب لبنان تمهيدا لانشاء الهلال الشيعي في منطقة الشرق الاوسط بقيادة ايران علاوة على استخدامه كأداة في ضرب قوة الردع الاسرائيلي تمهيدا لحل القضية الفلسطينية حسب المشروع الامريكي القائم على اساس حل الدولتين وايضا قامت امريكا بصناعة تنظيم القاعدة من اجل السير قدما في تنفيذ مشروعها شرق اوسط كبير القائم على اساس ضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين وتقسيم منطقة العالم الاسلامي وبخاصة الشرق الاوسط على اسس طائفية واثنية
وبناء على ما تقدم فان التضليل السياسي هو ديدن الغرب الكافر حيث ان الغرب الكافر حقق نجاحات منقطعة النظير في تنفيذ مشاريعه الخبيثة وجرائمه النكراء على شعوب العالم عامة والامة الاسلامية خاصة من خلال التضليل السياسي حيث تعاني هذه الشعوب والامم من سوء التفكير السياسي
واليوم تمارس امريكا والغرب الكافر من ورائها اخطر عملية تضليل سياسي على الامة الاسلامية حيث ان المشروع الامريكي شرق اوسط كبير القائم على اساس ضرب المنظومة الثقافية عند المسلمين والتقسيم الجغرافي على اسس طائفية واثنية والذي تريد امريكا من خلاله صياغة منطقة العالم الاسلامي بما يوافق مصالحها
فان امريكا تعمل على تنفيذ هذا المشروع من خلال الشعوب بحيث تدفع الشعوب بالمطالبة بالمشاريع الامريكية على انها مطالب الشعوب ومن هنا نشهد الثورات والاحتجاجات التي اندلعت في المنطقة والتي تسمى بالربيع العربي حتى تحقق اهدافها المرسومة لها امريكيا
ولكن المصيبة التي ما بعدها مصيبة والبلاء الذي ما بعده بلاء ان ينجذب ابناء المسلمين وبخاصة الذين يدٌَعون الوعى السياسي الى مشاريع امريكا والغرب الكافر من ورائها كما ينجذب الفراش الى النار والادهى والامر من ذلك يباركون المشروع الامريكي من حيث لا يعلمون ويتغنون بالثورات وما حققته من انجازات !!!ولكن عن اى انجازات يتحدثون ؟!!
هل يتحدثون عن انجازات ثورة تونس ؟!! التي افرزت انتخابتها للمجلس التأسيسي اليوم عن صعود حزب النهضة العلماني بثوب اسلامي والذي بشر زعيمه راشد الغوشي الغرب قبل المسلمين في تونس بانه لن يطبق الشريعة الاسلامية ولن يمنع البكيني على شواطىء تونس ولن يفرض الحجاب على المرأة المسلمة الذي فرضه رب العالمين
ولعلهم يتحدثون عن انجازات ثورة مصر!!! التي راح ثوارها يطالبون بالدولة المدنية مع ان مقومات الدولة المدنية تقوم على اساس الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان وكلها افكار كفر او انهم يقصدون بانجازات ثورة مصر صياغة دستور علماني جديد اول من يوقع عليه ويعمل على شرعنته الحركات الاسلامية كالحرية والعدالة (اخوان مسلمين) او العلماء المتهتكين في دين الله مثل القرضاوي مفتي قناة الجزيرة الامريكية او انهم يقصدون بانجازات ثورة مصر شرعنة القواعد العسكرية الامريكية المتواجدة على الاراضي المصرية وفي قناة السويس وهذا من خلال اعطاء الشرعيية لقادة المجلس العسكري الذي يستمد شرعيته من الثوار والكل يذكر شعار(الجيش والشعب يد واحدة)
ولعلي بهم يتحدثون عن انجازات ثورة ليبيا التي دخلت في نفق مظلم يصل الى اتون حرب اهلية على اسس اثنية من خلال ظهور امراء الحرب كما حصل في الصومال او الصراع بين القوى السياسية العلمانية والاسلامية منها حتى تتمكن امريكا من بناء قيادة الافريكوم في عمق الصحراء الليبية وكذلك نقل مصانع المواد السامة الى الصحراء الليبية الشاسعة , ولعلي بهم يقصدون بانجازات ثورة ليبيا صياغة دستور يؤسس الى الفيدرالية الوجه الاخر للتقسيم
نعم هذه هى الانجازات التي افرزتها ثورات المنطقة حتى الان وينطق بها الواقع وما خفى كان اعظم هذه هى الانجازات التي تساهم في ضرب ما تبقى من المنظومة الثقافية عند المسلمين وبخاصة فيما يتعلق بنظام الحكم في الاسلام وكيف لا واصحاب العقول الخربة من ابناء جلدتنا ويتكلمون لغتنا ويلبسون ثوب الاسلام ينادون بالدولة المدنية مع انها شكل من اشكال انظمة الكفر والامة مطالبة شرعا في اقامة دولة اسلامية تحكم بالكتاب والسنة هذا من جانب اما الامر الاخر فان من الانجازات التي تعمل هذه الثورات على تحقيقها هو التقسيم الجغرافي لمنطقة العالم الاسلامي على اسس اثنية وطائفية اى حفر خندق بين ابناء الامة الاسلامية لا يمكن عقد جسر فوقه لا قدر الله
اما القول ان هذه الثورات قادت الامة لكسر حاجز الخوف عند الامة من الانظمة الدكتاتورية البوليسية مما قادها للوقوف في وجه الظالم والمطالبة برحيله وهذا الامر لطالما كنا ننادي به ونعمل على تحقيقه
نعم ان ثقافة الخوف ثقافة مميتة في الامة ثقافة تدفع بصاحبها الى الرضوخ والخنوع والغاء الكرامة حتى يصل الحال الى الذل والمهانة ولذلك عالج الاسلام هذه المسألة فوجه نظر الانسان باتجاه الذي يستحق ان يُخشى وهو الله سبحانه وتعال (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) [الأحزاب: آية 37] والاسلام هو الذي غذى ثقافة المواجهة والتصدي للحاكم الجائر الظالم فيقول رسولنا الكريم "سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجلٌ قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام "لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم"
وعليه فان الاسلام امر بثقافة المواجهة ونهى عن ثقافة الخوف ولكن بشرط ان تكون ثقافة المواجهة مصحوبة بثقافة الوعى السياسي وهذا ما لم يتوفر في هذه الثورات فما زالت الامة تعاني من سوء التفكير السياسي وضحية للتضليل السياسي وسهلة الوقوع في الفخاخ السياسية التي ينصبها الغرب الكافر لها علاوة على ذلك اين الخشية من الله في هذه الثورات؟!! التي تستضىء بنار المشركين وتطالب بالحماية الدولية وتنادي بافكار الكفر وانظمة الكفر

ايها المسلمون
ان الثورات المباركة هى الثورات التي تكون بقواها الذاتية وتعمل من اجل تحرير الامة من سيطرة ونفوذ الغرب الكافر ولاستئناف الحياة الاسلامية معا ولكن الثورات التي تكون بقوى الغرب الكافر من امريكا وبريطانيا وفرنسا وقوات الناتو وتعمل من اجل بقاء سيطرة ونفوذ امريكا والغرب الكافر من ورائها جاثما على صدورالامة وضرب ما تبقى من منظومتها الثقافية وتكون بعض قيادة هذه الثورات صنعت في الفريدوم هاوس بيت الحرية التابع للمخابرات الامريكية السي اى ايه والبعض الاخر من الاحزاب العلمانية والاسلامية التي تتلقى الدعم المالي والتوجيه السياسي من وزارة الخارجية الامريكية فهى ثورات مصطنعة ولا يجوز تكثير سوادها ولا الرضى عن اعمالها ولا تجوز مباركتها بل يجب كشفها وبيان زيفها واماطة اللثام عنها لاظهار الوجه القبيح الذي يقف خلفها وهذا لا يعني السكوت على هؤلاء الحكام المجرمين صنيعة الغرب الكافر بل يجب العمل على خلعهم عن عروشهم من اجل استئناف الحياة الاسلامية وليس الحياة العلمانية ومن اجل اقامة دولة اسلامية وليس دولة مدنية
ايها المسلمون
إلى متى تظل الامة تعاني من سوء التفكير السياسي؟ وإلى متى تظل ألعوبة يلعب بها الغرب الكافر وادواته العملاء ؟ أمَا آن لهذه الأمّة أن تدرك أنه لا خلاص لها من المصائب والويلات الا بالوعى السياسي ولا نجاة لها إلاّ بالإسلام، ولا أمل بنجاتها إلاّ على أيدي المخلصين الواعين؟ لذلك ندعو الأمّة لأن تضع حداً لهذه المؤامرات التي تنفذها امريكا والغرب الكافر من ورائها والتي تستهدف الامة وبلاد الإسلام، وأن لا تَقبل نظام حكم لها إلاّ النظام الذي يجمع صفوفها ويوحدها تحت راية واحدة ويطرد أعداءها ويطهّر بلادها، ألا وهو نظام الخلافة لأنه هو الوحيد الذي جعله الله نظام الحكم في الإسلام.


منقول عن منتدى صوت الامة الفكري
http://muntada.sawtalummah.com/showthread.php?t=1459
رد مع اقتباس