عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 09-28-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: موضوع طرح سابقاً متعلق بأنصار العمل الإسلامي الموحد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نائل أبو محمد مشاهدة المشاركة
الأحزاب في الإسلام



صناعة الأحداث والمواقف
منذ أكثر من ثمانين عاماً والأُمة الإسلامية تتأثر بالأحداث من حولها ولا تؤثر فيها، وتتأقلم معها ولا تؤقلمها، فلم تعد تقدر على صناعة الأحداث والمواقف، مع أنّ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول (إنما بعثت رحمة مهداة لرفع أقوام وخفض آخرين) فالإسلام بطبيعته يجعل من معتنقه صاحب مبدأ يصنع المواقف والأحداث ويؤثر هو فيها ولا يتأثر بها، وهذا الأمر عرفناه من تاريخ الأُمة الطويل على مدار أكثر من ألف ومائتي عام، كانت الدولة الإسلامية هي التي تصنع المواقف والأحداث في العالم، فتجعل فارس والروم تدور حولها، وكان علماء المسلمين يصنعون المواقف والأحداث، فيجعلون الدولة تدور حولها، وكذلك أهل الحل والعقد في الأُمة كانوا يصنعون المواقف والأحداث، وكان لأهل الشورى أيضا نصيبا فيها وهلم جرا، غير أنّ الأُمة اليوم أصبحت تتأثر بالأحداث وبالمواقف وتدور بفلكها ولو كانت تافهة كالمشاريع الانتخابية في دول الطاغوت هنا وهناك، وأكثر ما يمكن أن تفعله أنها تنتظر الأحداث لتعلق عليها أو تُحللها، حالها في ذلك كحال رجال الصحافة والإعلام.
أيها الأخوة في الجماعات والأحزاب الإسلامية: إنّ صناعة الأحداث والمواقف من أهم شغل الأُمة الإسلامية في هذه الدنيا قال الله تعالى (وكذلك جعلناكم أُمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) فالشاهد عادة يؤثر في المشهود عليه بشهادته، ولا يتأثر هو به أو يسير بِفَلَكه، غير أنّ هذه الميزة التي حَبانا الله بها، لم يعد لها وجود في هذه الأيام، بل على العكس تماما، فقد انشغلت الأُمة بما يصنعه الكفار من الأحداث وكأنها ما وجدت إلا لذلك، فمنذ أكثر من ثمانية عقود ونحن فقط نترقب ما يصنعه الأمريكان والإنجليز والروس والألمان وغيرهم، بحجة أننا نريد كشف خططهم، فكشفناها، فماذا تغير؟! لم يتغير شيء للأحسن، بل ازداد الأمر سوءاً، فضاعت فلسطين واستعمر العراق وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين.
أيها الأخوة: إنّ موقفا واحداً أو حدثا واحداً مؤثرا في أُمم الكفر يساوي كل أعمالنا الجزئية هنا وهناك، لا نقصد أحداثاً لا تدوم سوى أيام أو أسابيع أو أشهر، بل نقصد أحداثاً ومواقف تُغير مجرى التاريخ وخريطة العالم بأسره.
يا قادة الجماعات والأحزاب: من المفترض أن تكونوا أنتم وحدكم أمل الأُمة وليس حكام هذا الزمان أُولئك، ليس فقط لا يحكمون بما انزل الله، بل يُسهلون للكفار في بلاد المسلمين ويساعدونهم في ترويج عقيدتهم ومبدئهم وأفكارهم بين المسلمين، بل وأكثر من ذلك يسمحون لهم بالتهجم على القرآن الكريم وعلى شخص الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- كما في المحطة الفضائية (الحياة) وغيرها، وكأنّ هؤلاء الحكام صمّ بكم عمي لا يسمعون ولا يرون.
أيها الأخوة: يجب أن تعلموا يقينا أنه ليس بمقدور أي جماعة أو حزب بمفرده أن يصنع الأحداث المطلوبة، فالواقع أثبت لكم ذلك، فمنذ هدم دولة الخلافة وحتى الآن والأُمة تراوح مكانها، بل من سيء إلى أسوأ، ألا تكفيكم طيلة مدة نشأتكم لتعلموا أنه لا بد من توحيد الجهود للقيام بالمطلوب.

أيها الإخوة في الأحزاب والجماعات، أيها العلماء في أُمة الإسلام في كل مكان: والله لقد آن لكم أن تنفضوا عنكم نصرة الذات، وأن تنصروا دينكم وأُمتكم مهما كلف الأمر، وأهم أمر وأبسطه تقومون به، أن تسعوا لوحدة الأُمة واجتماعها وأُلفتها عملياً، لأنّ الوحدة والاجتماع قوة، وأنّ الفرقة والنّـزاع ضعف، فإنكم إن لم تفعلوا فسيأتي الله بقوم غيركم لهذه المهمة ثم لا يكونوا أمثالكم، يُحبهم ويُحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين لا يخافون في الله لومة لائم، ونظنهم المهدي وقومه كما جاء في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن المهدي يظهر في وقت الاختلاف والفتن.
اللهم ألا هل بلغنا اللهم فاشهد، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الصفحات الأولى من البحث لمن لم يكن متابع :
http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=10714
رد مع اقتباس