عرض مشاركة واحدة
 
  #9  
قديم 04-29-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: بحوث في الدعوة والتبليغ للمراجعة والتلخيص


الفرق بين الدعوة والتبليغ

بعد أن بينا معنى الدعوة وحكمها والتبليغ وحكمه يظهر للمتأمل ثمة فوارق بينهما في المعنى والتطبيق العملي.

فحكم الدعوة في القرآن الكريم كما ذكرت سابقاً شمل النبي (صلى الله عليه وسلم ) وطائفة من المؤمنين الواعين المخلصين.

وأما حكم التبليغ فهو مخصوص بالأنبياء والعلماء بصفتهم ورثتهم. وصلى الله عليه وسلم من ثم كان الفارق بين الداعية والمبلغ، فالداعية لا يلزمه أن يكون متبحّراً في أحكام الشريعة على عكس المبلغ الذي يلزمه معرفة أحكام الشريعة وأبعادها ومحيطاً بها إحاطة تؤهله إلى تقديمها وتبليغها للناس.

كما أن المبلغ لا يلزمه معرفة الثقافة العامة للشعوب والمجتمعات ولا لغات المجتمعات الأخرى على العكس من الداعية الذي يلزمن معرفة أمور كثيرة سوف نذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى.

فالدعوة : هي حسن الطلب والتلطف فيه من الداعية لدخول الناس إلى الإسلام أو التمسك به إن كانوا مسلمين قد ابتعدوا عن أصل الإسلام وروحه.

أما التبليغ: فهو حسن العرض لتعاليم الإسلام وتعليمها وإرشاد الناس إليها ومن هنا فإن الدعوة تتقدم على التبليغ في الرتبة. بمعنى الدعوة إلى الإسلام تسبق تبليغ تعاليمه.

وبعبارة أخرى. التبليغ مرحلة ثانية تلي مرحلة الدعوة.

وللتوضيح أكثر امثل لذلك برجل أعدّ وليمة وجهزها للناس. فإن أول ما يقوم به ويفعله هو أن يدعو الناس إليها. وبعد تلبية الدعوة تأتي مرحلة تقديم المائدة.

وهذا هو عين ما أشار إليه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في معنى ما ورد عنه:«ومثلي ومثلكم كرجل اعدّ وليمة ودعا الناس إليها فمن دخل أكل ومن لم يدخل لم يأكل».

ومع هذه الفوارق التي ذكرتها إلا أن التوافق والمشتركات بين الدعوة والتبليغ أكثر وأعم مما أدى إلى استعمال كل لفظ منهما مقام الآخر وأهم هذه المشتركات هو التداخل بين وظيفة المبلغ ووظيفة الداعية.

رد مع اقتباس