عرض مشاركة واحدة
 
  #19  
قديم 09-03-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *


شيخ الأزهر يكتم أمر الخلافة ويجهر بالديمقراطية!!






طالب الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الاثنين بـأن تكون مصر دولة ديمقراطية "حديثة" مؤكدا أن الإسلام "لم يعرف في حضارته الدولة الدينية".

واعتبر الطيب أن "ذلك الإجراء يدعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة التي تعتمد على دستور يفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية ويحدد إطار الحكم ويضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها وتكون سلطة التشريع فيها لنواب الشعب بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح".

يعلم شيخ الأزهر بأن الديمقراطية تعني أن السيادة للشعب أي التشريع للشعب، فهل عرف الإسلام والمسلمون في حضارتهم وتشريعاتهم وتاريخهم مثل هذا قيد لحظة؟!

ويعلم شيخ الأزهر بأن اختيار الحاكم هو للأمة في دين الله تعالى، فلمَ يُعزِ هذا الأمر للديمقراطية ولا يعزيه للإسلام؟!

ويعلم شيخ الأزهر بأن نظام الخلافة عرفته الأمة طيلة 13 قرنًا، فلمَ يحصر الأمر بين دولة دينية (دولة مستبدة تحكم بالحق الإلهي كما كان يزعم النصارى) ودولة ديمقراطية؟!

ويعلم شيخ الأزهر بأن مسألة فصل السلطات حل متوهم لمشكلة وجدت عند من يفصلون الدين عن الحياة كي لا يحصل الاستبداد برأيهم، فهل يؤيد بقاء فصل الدين عن الحياة حتى ينادي بفصل السلطات؟َ!

ويعلم شيخ الأزهر أن الحكم على الأفعال ليس إلا لله، وأن الديمقراطية تجعل الحكم للأكثرية، ومع ذلك يطالب بجعل التشريع للشعب ويزين باطله بقوله "بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح"، فهل كان الحكم للأكثرية المسلمة أم قال الله تعالى بنص قطعي: (إن الحكم إلا لله)؟! وهل النائب المنتخب يحوز رتبة المجتهد بمجرد انتخابه؟ أم أنه سيحوز رتبة من يُخضع أحكام الله لرأيه؟!

ويعلم شيخ الأزهر بأن الإسلام جعل المسلمين أمة واحدة ودولة واحدة وحرّم تفرقهم إلى أكثر من دولة، فلمَ يطالب بدولة وطنية؟!

والغريب العجيب أن شيخ الأزهر لا يطالب بدولة إسلامية، تحكم بما أنزل الله في جميع شئونها؟ أيظن الرجل أن الله تعالى لم يأمر بذلك ولم يعرف الإسلام ذلك؟، أم أن الإسلام سيظلم المسلمين وغير المسلمين والديمقراطية ستنصفهم؟! والعياذ بالله. (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)

ألا يكفينا العذاب والشقاء التي جرته الديمقراطية ودولها على المسلمين، حين احتلت بلادنا باسم الديمقراطية وحين دعمت الديكتاتوريات في المنطقة باسم الديمقراطية، ودعمت كيان يهود في احتلاله لفلسطين باسم اليمقراطية، وغير ذلك كثير

إننا ندعو شيخ الأزهر لينحاز إلى دينه لا إلى منصبه، ويحتكم إلى شرع ربه لا إلى أهواء السياسيين، عسى الله أن يتوب علينا وعليه.





وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ



فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)




أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ





(http://pal-tahrir.info/events-monito...-19-57-40.html)

في 17 // 07 // 2011 // م يوم الأحد يوم تطبيق الشريعة

--







وردنا على التعليق الصحفي هو:



من أخطر معوقــــات نهضة المسلمين- مشايخ السلطان ومشايخ الفضائيات


علماء السلطان و سلطان العلماء
قراءة معكوسة للواقع المر


من أعان ظالماً على ظلمه، إبتلاه الله بظلمه. هذا ما توكده كل الأخبار والحوادث بين الحين والآخر، وآخر هذه الحوادث – ولكنه بالتأكيد لن يكون نهاية مثل هذه الحوادث – ما قامت به مجموعة إرهابية ضالة خارجة على طاعة ولي الأمر – في هذه الحالة الحاكم بأمر الله وخليفته العادل في البلاد والعباد من آل سعود – في منطقة الخُبر السعودية تريد زعزعة الأمن و الإستقرار في بلاد الحرمين، وتريد بأفعالها تلك ترويع الآمنين والمؤمنين وتشويه صورة الأسلام والمسلمين في كل مكان وفي كل حين. تلك الفئة الباغية المنحرفة عن الكتاب والسنة وطاعة ولات الأمر و جمهرة علماء الدين، هم كفرة ولا بد من قتالهم و العمل على إستئصالهم وسد منابع فتنتهم. وعلى كل الدول العربية و الإسلامية والغربية أن تدين وترفض بشدة تلك الأعمال ألإرهابية و من يقف ورائها. إلى هنا إنتهى الخطاب الرسمي لجيش علماء السلطان المُجند من السلطات الحاكمة كأبواق شرعية تـُستنطق كلما ضاقت الحلقات على ولات الأمر فينا، وركبوا موجة الردح والبكاء على الضحايا والأبرياء من العرب و الغرباء، وهم نفسهم من كان - ولوقت قريب – خطابهم الوهابي السلفي المتحجر يصم كل الأذآن و يرهب كل من عارضهم و إنتقدهم بأحسان، واليوم وبعد أن أنقلب السحر على الساحر، يرتد أرهاب هؤلاء على من شجع وبذر وزرع في نفوس هؤلاء ومنذ عقود فكرة التكفير و قتال من لا يحكم بما أنزل الله و محاربة الكفار من اليهود والنصارى وباقي الأديان. إن علماء هذه الأمة قصّروا في رفع الظلم و القهر و الإستبداد عن هذه الأمة، لا بل بالعكس كانوا هم الأداة والسيف المسلط على رقاب العباد في يد الحاكم الظالم وبطشه وذلك بتمرير وتبرير ظلمه لشعبه و للشعوب الآخرى، فإبتلاهم الله بمن يُروع أمنهم ويزعزع إستقرارهم المزعوم ويجعلهم أكثر إلتصاقاً بالتحالف مع أسيادهم خوفاً من شعبهم المقهور والمقموع على ملكهم من الزوال. ولقد قلت في نهاية مقالي السابق "ظلم القريب أشد وأقسى..": إن لم يرفع الظلم وبكافة أشكاله و أساليبه عن هذه الأمة، فأن الظلم يوّلد الإرهاب فلا عجب ولا إستغراب. ومما لا شك فيه أن علماء السلطان هم من يغذي بشكل مباشر أو غير مباشر منابع إرهاب الدولة من ناحية في حالة السكوت على ظلمهم وتشجيع إرهاب هؤلاء من خلال شحنهم بمواعظ التكفير وقتال الأجنبي. و مما لا شك فيه أن إزدواجية الدور الذي يلعبوه الآن علماء السلطان هو مفتاح ظاهرة الإرهاب وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة لها. و التركيز الآن على دور علماء الدين وعلى إختلاف مذاهبهم وطرقهم ومرجعياتهم وحوزاتهم، ينبع من كون وطبيعة الدور الذي لعبه قديماً ويلعبه حديثاً علماء السلطان ومن حيث أنهم حلقة الوصل بين الحاكم والمحكوم والظالم والمظلوم والسارق والمسروق. وهم سلاح ذو حدين فيما أذا كان مسلط على رقاب العباد من قبل الحكام أو سلاح لرفع الظلم عن العباد ومراقبة ومحاسبة الحاكم وتقويم مساره فيما إذا إنحرف عن الطريق المستقيم. وهذه الإزدواجية في الخطاب وكذلك الإزدواجية في التعامل مع الحدث – كما حدث في الخُبر – وما نتج عنه من عملية بكاء ونواح وصراخ على ضحايا الإرهاب ولعن الإرهابيين وفي نفس الوقت لا نحرك ساكناً حيال الظلم والجرائم التي تقترفها الدولة والسلطة وأجهزة قمعها، ولا نحركُ ساكناً لما يحدث في بلاد العرب و المسلمين من مظالم، وما يحدث من إرهاب صهيوني على شعبنا الفلسطيني في رفح وغزة ولا تجد من هؤلاء العلماء من يصرخ ويقول أرفعوا الظلم وأوقفوا العدوان والإرهاب يا ولات الأمر عن هذا الشعب وغيره من الشعوب المظلومة. وإنه من العار علينا أن نقبل بخطاب المؤسسة القمعية في البلاد العربية وخطاب علماء السلطان وتصديق كل مايصدر عنهم من أنهم مساكين ضحايا للإرهاب و هدف لتلك الفئة الضاله والتي هي من صنع أيديهم وبمباركتهم جميعاً، والذي حصل في الخُبر السعودية كان محصلة ونتيجة حتمية لقمع الحريات وإهدار حقوق المواطن وتبديد ثروة البلاد والتحالف مع من يعتبرونهم كفار من ناحية وترسيخ دور علماء الدين ولعبهم على الحبلين في تربية جيل مُشّبع بكل الفكر الوهابي السلفي التكفيري من الناحية الأخرى. فسكوت علماء الأمة عن ظلم الحكام والتشريع لهم لإستعباد الناس وسرقة الأموال العامة وتبذيرها و تمكين "الأجنبي الكافر" حسب مقولتهم، من السيطرة على مقدرات هذه الأمة، وإزدواجية التعامل والتعامي عن عيوبهؤلاء الحكام وظلمهم لشعبهم ولشعوب المنطقة من حولهم، والوصول بالمواطن العربي والمسلم الى خط الفقر والبطالة في بلاد تنتج وتملك أكبر إحتياطي نفط في العالم، يجعل من الصعب تصديق بكاء وعويل وخطاب هؤلاء العلماء على حرمة دم المسلم و إظهار أبن سعود وكأنه حملٌ وديع، وأن هؤلاء مجرد نبته شيطانيه نَبتت "بعل" في صحراء الربع الخالي، وأن أفعالهم تلك غريب على الأمّة وعلى أبنائها. وعندما إجتمع الفقر والبطالة والفساد من ناحية والخطاب الديني المزدوج من علماء السلطان – وما أكثرهم – من الناحية الأخرى، فلا غرابة أن يحدث ماحدث في كل البلاد العربية. وطالما أن علماء السلطان لا هم لهم سوى التسبيح بحمد الحاكم، فمن العبث إصلاح الحاكم ورفع ظلمه عن شعبه. عقود عديدة ونحن نستمع الى قول العلماء في معظم خطابهم الديني السلفي، وجوب قتال الكفار والأجانب وعدم تمكينهم من بلاد المسلمين، على الطرف الآخر نجد حكام البقية الباقية من حكام القمع العربي ومن خلفهم أجهزتهم الإرهابية أتعس حالاً بعضهم من بعض، فلا يوجد بينهم من هو أرحم من غيرهم على شعبهم من الباقي، ولكن هم الآن مدار الحديث وموضع الحدث وهم ومن معهم من علماء دين يمثلون الوضع العربي الإسلامي خير تمثيل وهم النمودج الذي يحتذى به في لعب دور الإزدواجية المشتركة بين الحاكم والعالم في القمع والظلم لشعوبهم – قد جلبوا ما يسمونهم بالكفار الى بلاد المسلمين وفتحوا لهم قواعد عسكرية ودعموهم بلا حدود في إحتلال العراق ودفعوا مليارات الدولارات لشراء أسلحة من الكفار أنفسهم لا تفيد لا في العير ولا في النفير، وجعلوا من بلد النفط، دولة مديونة وجزء كبير من الشعب على حافة الفقر المدقع. فأذا كان رد فعل بعض فئات المجتمع على النحو الذي حدث في بلاد العرب، فهذا إرهاب وإجرام – وهو كذلك وأنا هنا لا أبرر ولا أدعم مثل هذه الأعمال في أي حال من الأحوال وخاصة إذا كانت موجهة إلى أفراد أبرياء مهما كانت جنسيتهم، وقد أتفهمها من حيث ما قدم لها من مصادر وأفكار مزدوجة على مدار عقود من الزمن – ومن يقوم بهذه الآعمال هم مجرمون في خطاب الحاكم وشلة العلماء، وهم براء من هذا الإرهاب وتلك الأعمال غريبة عليهم غرابة سجن أبو غريب على بوش. علماء السلطان أشبعونا قولاً بعدم السرقة وحرمتها ولو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها. بالمقابل نجد ان آل سعود قد سرقوا خيرات البلد من خلال السبعة آلاف أمير ونهبوا المال العام وحتى المال الخاص لم يسلم من نهبهم ونصبهم، ولم نجد من العلماء من يقول لهم إتقوا الله في أموال المسلمين ولم يُقم على أحدهم حد السرقة، ولكن إن سرق أحد من أفراد الشعب ليعيش، يقام عليه الحد وتقطع يده ولا تقطع يد الأمراء والحرمية من مرتزقة السلطان فأي ظلم هذا وأي هوان. علماء السلطان ذبحونا في الكلام عن الحلال و الحرام وعن عفة النفس و صيانة العرض والفرج والمحافظة على مكارم الأخلاق وعدم الإنحلال الخلقي عن طريق تقليد ومحاكاة الغرب في طباعه وعاداته وتصرفاته لأننا أمة لها عاداتها وتقاليدها وتاريخها ويجب المحافظة على النساء وحجبهن عن الحياة وعدم السماح لهن بقيادة السيارة – فقط قيادة الرجل لمن إستطاعت الى ذلك سبيلا – وأن نصون أولادنا من الميوعة والجنس الحرام وسماع الأغاني الحلال - من عند عمرو مول - والمخدرات والإباحية و الشذوذ و الإنحراف والخلاعة والصياعة والتخث والتخلف والضياع وإتباع الشهوات وستر العورات وحفظ الأمآنات والإبتعاد عن الشبهات وتجنب الموبقات وترك اللغو والإبتعاد عن اللهو وإصلاح ذات البين ورفع الظلم عن المظاومين وإعلاء كلمة الدين والعطف على الفقير وإعطاء السائل وإبن السبيل ووووووو إلى يوم الدين. بالمقابل نجد أمراء و حاشية وزبانية بعض الحكام يملكون عشرات المحطات الفضائية الداعرة التافهة المنحلة تداعب الغرائز وتثير الشهوات وتشجع على عمل المحرمات لا هم لها سوى جمع الدولارت وتحجيب الفنانات المصريات وتشليح اللبنانيات – معذرة للشريفات منهن - وتنحرف في الدين الى دين شبابي . فضائيات تغلف الدعارة والتفاهة بورقة شفافة من الدين والتدين الموديرن. فأن قام أحد من الشباب المسلم بعد أن يشاهد كل تلك القنوات الداعرة والمنحلة والموجهة في أغلبها للشباب والشابات منا ، وكل ما في القناة يغنج ويتلوى ويتنهد ويسكر ويحشش في معظم تلك الأفلام ويُسّوق ذلك للفرد السعودي الملتزم على أن الأمر عادي وطبيعي وليس غريب على مجتمعهم، بعكس الخطاب الديني التكفيري السابق وعدم جدية علماء السلطان في تكفير فضائياتالحكام ومن معهم وإتخاذ موقف حازم من تلك المهازل والعبث في عقول الشباب. فبعد ذلك كله كيف نصدق أن هؤلاء الشباب المسلح بفكر أولئك العلماء، هم من الإرهابيين وهم غرباء على هذا المجتمع الصالح التقي!!! ولماذا لا نتوقع ونستهجن من هؤلاء الشباب ما أقدموا على فعله في بلاد الحرمين.
علماء السلطان
علماء السلطان أقنعونا حتى الثمالة - ومنذ كنا في اللفة – بأن من لا يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون – أي ظلم الحاكم للبلاد والعباد – ويجب مقارعة ومقاومة وقتال من لا يحكم بما أنزل الله ورسوله وإستخدام القوة في إحقاق الحق وإبطال الباطل وحكم الناس بالعدل والدستور الرباني، وكنا نسمع دائماً مقولة أن الحل هو الإسلام وأن الدين لابد أن يدخل في كل نواحي الحياة وان يكون قانون الدولة وولات الأمر ملتزمون بالكتاب والسنه، ووجوب الجهاد في سبيل الله في أفغانستان وفلسطين والعراق. فأذا قام بعض الشباب الملتزم والحافظ لتلك الأفكار والمبادئ بتطبيق ما كان قد سمعه ليل نهار من علماء السلطان وتربى عليه وعاش معه وبه في البيت والمدرسة والمسجد والشارع ووسائل الإعلام – الرسمية وليست الفضائية – المختلفة، فأنه و من الناحية الفكرية على الأقل لا ملامة عليه ويعتبر تصرفه ذلك مجرد إنعكاس تلقائي لما لقن عليه سنين طويلة. وعندها تبدأ أبواق النظام الحاكم من علماء ومفكرين و مثقفين سواء في السعودية أو غيرها من دول الظلم والقمع العربي بالتنديد والإستنكار والعويل والبكاء وإتهام هؤلاء الشباب المشبع المقهور المظلوم المسحوق، بالإرهاب والكفر والخروج والزندقة والإجرام والإنحراف – وكأن تلك الدول وخاصة السعودية هي واحة الأمآن والمدينة الفاضلة وجنة الله على الأرض – وهم فئة ضالة تعمل على زعزعة الأمن وترويع الآمنين، يا سبحان الله على هذه الأبواق وأين كانت وأين مواقفها من كل الذي يحدث في البلاد ويتسترون عليه بأسم الدين وفي صالح الحكام وفسادهم وإفسادهم في الأرض. وهناك أمثلة كثيرة على ما ذكرته من إزدواجية القول والعمل في كل الدول العربية والإسلامية وكل الدول التي تعاني من ظاهرة ما يطلق عليه رسمياً بالإرهاب، والذي يذهب ضحيته عموماً الأبرياء – ومع أني شخصياُ أتمنى لو أن إرهابهم كان موجه للحكام الظلمة فقط والقصاص منهم ومن إجهزتهم القمعية – والذين ليس لهم ناقة أو بعير في المواجهة مع تلك الحكومات الفاسدة و غير القابلة للإصلاح. ولكون الأمثلة كثيرة ومتنوعة ومهمة في كشف التلاعب الحاصل بين السلطة الحاكمة من ناحية وبين علماء هذه السلطة ومن يقع عليهم الظلم والعدوان من الناحية الأخرى، فأنني سوف أشرح ذلك في مقال لاحق لتوضيح تلك العلاقة الفاسدة. وما الأحداث المتوالية فيفي بلاد العرب إلا دليل على أن الدور الذي لعبه و يلعبه الآن علماء هذه الأمة، لهو أخطر مما كان يتصور البعض، سواء كانوا مع السلطة ضد الشعب أو مع الشعب لتقويم وإصلاح ومحاسبة السلطة. وفي بداية حديثي عن علماء السلطان ذكرت لكم من كان يلقب "بسلطان العلماء" وهذا اللقب المهيب كان يطلق على العالم الثائر العز بن عبد السلام، وهنا أكتفي من تاريخ حياته و نشأته ومماته، فقط بموقف من مواقفه الشجاعة والصارمة والفعالة في كيفية تسخير علمه وإقتناعاته في مواجهة حاسمة مع الحكام في ذلك الزمان الذي فيه من الشبه الكثير والكبير بزماننا هذا وما يحدث فيه.
علماء هذا الزمان
ولأن السرد التاريخي قد يكون مملاً في بعض الأوقات، فأنني أنصح كل من يشاهد و يستمع الى علماء هذا الزمان – هذا على فرض إنهم علماء هذا الزمان – وكل من عمل في علوم الدين والشريعة في البلاد العربية وكل المرجعيات و الحوزات وعلماء الأزهر وكل من أفتى وشّرع و أقحم الدين في كل واردة وشارة، بأن يقرأ بعض الكتب عن هذا العالم المكافح الذي وقف أمام الحاكم الظالم وردعه ورفع الظلم عن الناس وقاوم المحتل الأجنبي في زمانه من المغول التتار بعد أن إحتلوا و دمروا بغداد في سنة 656 هجرية، ألم أقل لكم أن التشابه كبير والحال من بعضه آنذاك واليوم وبعد حوالي 700 سنة من ذلك التاريخ تجد نفس الظروف والأحوال فالمحتل موجود ومظالم الحكام حدث ولا حرج والفساد والإنحلال موجود في كل البلاد وبين كل طبقات المجتمع وعلماء السلطان كثر والحمد لله ولكن ومنذ ذلك التاريخ ولحد الآن عقمت نساء الأمة أن تلد العز بن عبد السلام. وهناك الكثير من الكتب التي تتحدث عن العز بن عبد السلام ومواقفه، ومنها كتاب لمحمود شلبي "حياة سُلطان العلماء العزبن عبد السلام" وهو كتاب موجود بين مجموعة الكتب المميزة في مكتبة "عرب تايمز" المتنوعة والجديرة بالمطالعة. وحري بنا أن نطالع ونقرأ ونقارن بين علماء السلطان ومواقفهم في هذا الزمان وبين سلطان العلماء ومواقفه في ذلك الزمان. وكتاب " الاسلام بين العلماء والحكام " لمؤلفه الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله. من المواقف الكثيرة التي وقفها هذا العالم وتحدى ولات الأمر وظلمهم متمثلاً بالحديث في نفسه وفي عمله وسلوكياته:"سيد الشهداء حمزة .. ورجلٌ – لم يقل الحديث عالم من وزن القرضاوي أو غيره، أي رجل – قام إلى إمام جائر .. فأمرهُ ونهاهُ .. فقتلهُ".
العز ... والملك الصالح
موقفه من حاكم دمشق أنذاك الملك الصالح إسماعيل، والذي خاف على ملكه من ملك مصر الصالح نجم الدين الأيوبي فوضع يده في يد الفرنجة من الصليبيين وإتفق معهم على أن يعاونوه على إبن أخيه المسلم، كل ذلك مقابل أن يتنازل للفرنجة عن بعض حصون المسلمين في صيدا، والشقيف، وصفد، و أذن لهم دخول دمشق لشراء السلاح من أجل قتال المسلمين في مصر. وعندما عرف "العز بن عبد السلام" بهذه الخيانة العظمى، عُظم ذلك في نفسه وأرقه هذا الإستسلام وذلك التفريط في بلاد المسلمين و التعاون مع الأعداء على أخوانه في الدين والدم، فأقام الدنيا ولم يقعدها وبدأ يخطب في المسجد الأموي في دمشق ويهدد الملك الصالح ويصفه بالخيانة ويطالبه بالرجوع عن فعلته تلك في تمكين الفرنجة من بلاد المسلمين والإفتاء بعدم جواز بيعهم السلاح من متاجر دمشق إليهم وإلغاء الإتفاق معهم. ولما وصل الخبر الى الملك الصالح، إستشعر الخطر القادم إليه من خطب ومواقف العز بن عبد السلام ومدى تأثيره على الشعب، فأمر بعزله عن منصب القضاء والإفتاء ومنعه من الخطابة في المسجد الأموي كخطوة أولى لعزله و عزل أفكاره عن عامة الشعب، وبعدما عجز عن إحتوائه وشراء ذمته و أفكاره أمر بأعتقاله وحبسه فترة من الزمن ولكنه ولخوفه من ثورة الناس عليه وعلى حكمه لحبهم وتقديرهم لهذا العالم، تم الإفراج عنه. كل ما حصل للعز من الملك الصالح لم يُثنه ولم يزعزع موقفه من تلك القضية ولما لم يجد جدوى من إصلاح و نقد وتقويم هذا الحاكم والنزول على مطالبه، قرر أن لا يبقى في بلاد لا تقيم وزناً للعلم والعلماء ولم يرضى على دينه وقيمه وأفكاره التي إقتنع بها ودرّسها لتلاميذه وقالها في خطبه، فكان مثال من يطبق ما يقوله وما يفعله بلا محاباة ولا إزدواجية لا طمعاً في منصب أو جاه أو مال ولا خوفاً من عقاب أو إرهاب. ورحل فعلاً الى مصر تاركاً ورائه كل ما يملك من إجل فكر وإعتقاد آمن به وأراد تطبيقه ولم يتنازل عنه لمغانم شخصيه. قارن هذا الموقف الشجاع والحازم بمواقف الكثير من علماء الأمّةوسكوتهم طوال الوقت عما يحصل في بلاد الاسلام من ظلم وسرقة وتحالفات مع الأجنبي ومساعدتهم في العدوان على أخوانهم في العروبة والدين ودفع المليارات لشراء السلاح غير المجدي ولو أسُتغلت تلك الأموال في التنمية لكان أفضل لهم ولنا ولكل المسلمين، وهؤلاء العلماء لم يسكتوا عن ذلك فقط وإنما أفتوا بجواز وجود قواعد عسكرية على الأراضي العربية وفي بلاد الحرمين وعملوا على تسهيل ضربالشعب العراقي من أرآضيهم.شتان ما بين الموقفين وما بين الرجلين، وإنه لمن العار أن نجل مثل هؤلاء المرتزقة بعلمهم وعملهم والمنتفعون بما قد حفظوه من التراث و أرجعوه حبراً على ورق أو خطب طنانة رنانة، لا تأثير فيها ولا حياة لا يقام لكلامهم وزن ولا يحسب لهم حساب لا من الحاكم الظالم ولا من المحكومين المظلومين. ذلك الموقف للعز بن عبد السلام هو مجرد نقطة في بحر مواقفه وعلمه وورعه وتقواه، إين لنا مثل هذا العز و أين علماء السلطان والدرهم والدينار في زمن النفط و الدولار من سلطان العلماء العز بن عبد السلام.

منقول عن: جمال ابو شادي - خاص بعرب تايمز بتصرف طفيف
__________________
[
رد مع اقتباس