الموضوع: تشاؤميات!!!
عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 03-26-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: تشاؤميات!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي سليم،

من المؤكد، أن الإيمان يزيد وينقص، وهذا حدثنا به عليه الصلاة والسلام، وما من مفر للمسلم من هذه الجبال من الهموم والغموم والمصائب والإبتلاءات، والله يقول (ولقد خلقنا الإنسان في كبد) ويقول (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)، وذلك الأعرابي الذي قال للرسول عليه الصلاة والسلام (يا رسول الله والله إني لأحبك) أجابه الرسول (إنظر ماذا تقول!!!) فقال (يا رسول الله والله إني لأحبك) فأعاد الرسول قوله (إنظر ماذا تقول!!!) فقال الأعرابي للمرة الثالثة (يا رسول الله والله إني لأحبك) عندها قال له صلى الله عليه وسلم (إذن أعد للفقر تجفاناً، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل من رأس الجبل إلى منتهاه)، فالمسلم أشد بلوة، والدنيا سجن المؤمن في حين هي جنة الكافر، والسؤال هو لماذا؟؟ لماذا يجب أن يعاني المسلم كل هذا العناء في هذه الحياة؟؟؟؟

دعنا أخي سليم نقسم ما يصيبنا ونشعر به بسوء لقسمين أساسين هما (إما مصيبة أو إبتلاء):-

أما المصيبة: فقد أظهر لنا عز وجل من خلال كم كبير من آيات القرآن الكريم أن المصائب تصيب الإنسان لأنه قدم وإستبق المصيبة بمعصية أو أنه توقف عن فرض، وكمثال على هذه الآيات قوله عز وجل (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، بمعنى أن الإنسان قد يتوقف عن طاعة مفروضة عليه أو أنه يقوم بعمل يعصي فيه ربه عز وجل، فتكون النتيجة (مصيبة) تتوافق مع هذه (المعصية)، مثال ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم (الزنا يورث الفقر)، ولو أننا سألنا أنفسنا، أيهم افضل هذه المصيبة أم عقاب في الآخرة على هذه المعصية؟! فأيهما أخف وأيهم أسهل وأيهما أهون، ما لا شك فيه أن عذاب الدنيا كلها لا يساوي غمسة واحدة في نار جهنم، وهذا نعلمه من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام في وصف أحد مشاهد يوم القيامة عندما يُؤتى بأسعد أهل الأرض ويغمس غمسة واحدة في نار جهنم ثم يسأله الله (هل ذقت نعيم في الدنيا قط، فيقول: لا والله يا الله لم أذق في الدنيا نعيم قط) في حين يؤتى بأشقى أهل الأرض ويغمس غمسة واحدة في الجنة ثم يسأله الله: هل ذقت في الدنيا شقاء قط، فيجيب: لا والله يا الله، لم أذق في الدنيا شقاء قط.

أما الإبتلاءات التي تصيب الإنسان، فقد علمّنا صلى الله عليه وسلم عندما قال (أشد الناس إبتلاءاً الأنبياء ثم الصالحين ثم الأمثل فالأمثل، كل يبتلى بحسب دينه) علمنا من هذا الحديث أن الإبتلاءات هي دليل محبة الله للإنسان، فرب العالمين ينظر لأحد عباده ويقول أنه يحبه وأنه يريد أن يرفعه درجات في الجنة، ولكن كيف السبيل لهذا، السبيل لهذا عن طريق الإبتلاء، فيبتليه الله، فيصبر العبد، فيعطي الله العبد ثواب الصبر وذلك في قوله عز وجل (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم). والسؤال أيهم أفضل للمؤمن أن يكون صاحب إبتلاء أو لا، والجواب الأكيد أن الإبتلاء افضل، ولا ننسى أن الإبتلاء لن يكون أكبر من مقدار صبرك.

فكما ترى أنه في الحالتين، فإن كل ما يصيب الإنسان هو خير له، لأن المقصد من هذا الذي يصيبه أن يحط عنه خطاياه ويبعد عنه عذاب جهنم ويرفعه في جنات الخلد.

ومن هنا يقول صلى الله عليه وسلم (تفاءلوا بالخير تجدوه)، إن لم نجده في الدنيا ففي الآخرة.

ومن هنا أمرنا صلى الله عليه وسلم أن لا نسب الدهر، لنحافظ على أجر الصبر.

ومن هنا أمرنا صلى الله عليه وسلم أن لا نتمنى الموت.

ومن هنا أمرنا سبحانه وتعالى أن نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر.

فصبر جميل.
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس