عرض مشاركة واحدة
 
  #91  
قديم 02-18-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

ومن الروايات التي توهموا أن فيها دليلاً على اقتتال الصحابة فيما بينهم وأنها كافية لإسقاط عدالتهم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير "تقاتل علياً وأنت ظالم له" .
الجواب عليه: أولاً: هذا حديث فوق كونه خبر آحاد فهو ضعيف لا تقوم به حجة في موارد القطع، فرواه الحاكم والبيهقي وأبو يعلى من طريق أبي جروة المازني وهو مجهول ، وفي سنده أيضاً عبد الملك بن مسلم الرقاشي، قال عنه البخاري: لم يصح حديثه ، وقال ابن حجر، لين الحديث ، ورواه ابن ابي شيبة وعبد الرزاق من طريق عبد السلام رجل من بني حية بسند منقطع، لأن عبد السلام لم يثبت له إدراك ولا سماع من علي والزبير ، ورواه عبد الرزاق عن قتادة منقطعاً، فقتادة فوق كونه اتهم بالتدليس فهو أيضاً لم يدرك علياً ولا الزبير، بل ولد بعدهما بأكثر من ثلاثين عاماً ، فمن أين له الرواية عنهما؟!! هذا بالنسبة لضعفه بالتفصيل، وأما بالجملة: فقد قال عنه العقيلي: ولا يُروى هذا المتن من وجه يثبت ، وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح ، وقال ابن كثير: هذا حديث غريب ، وقال العجلوني: لم يثبت ولم يصححه أهل الحديث ، وقال التويجري: رواه أبو يعلى والبيهقي بسند ضعيف .
ثانياً: وزيادة في ضعفه ونكارته أنه خالف الواقع، فطلحة والزبير رضي الله عنهما لم يثبت أنهما قاتلا علياً بل الثابت أنهما قُتلا غيلة، فقُتل طلحة قبل البدء بالمعركة بسهم غرب وقيل أطلقه عليه مروان بن الحكم وكان من أصحابه وقيل غيره .
وأما الزبير فانسحب حينما وجد الناس قد اختلفوا فتبعه عمرو ابن جرموز فقتله غيلة وغدراً وهو يصلي وقيل وهو نائم، وكان ذلك بواد السباع لا في المعركة المزعومة .
رد مع اقتباس