عرض مشاركة واحدة
 
  #6  
قديم 03-21-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: الأخ محب الأقصى صفحة تواصل هنا لنستفيد منك جزاك الله خيراً ...

قرأت لك : منقول

بين المسجد الأقصى وتمثال بوذا




بقلم : أ. جمعة أمين عبد العزيز
أتذكرون يوم حُطِّم تمثال بوذا ؟ كان يومًا لم تطلع عليه شمس من كثرة البواكي عليه ، فذرفت الدموع من أجله ، وسال المداد ينعاه ، وسُطِّرت السطور السوداء حزنًا عليه ، وما أكثر الألسنة التي تكلمت تدافع عن وجوده وتعدِّد مآثره ، وتذكِّر الناس بتاريخه المديد ، ومن لم يستطِع ذلك لطَمَ الخدود وشقَّ الجيوب، ودعا على من امتدَّت يداه الآثمة إليه ، وسافرت الوفود إلى بلده تقدم واجب العزاء ، وتستنكر الفعلة الآثمة .

وانبرى العلماء يؤصِّلون ضلال الفاعلين ، ويؤكدون ذلك بالفتاوى والأحاديث ؛ حتى تبرَّأ الجميع من الانتساب إلى من حطَّمه وتوعَّده بعظائم الأمور ، واعتذر لأوليائه ومدَّ يد المساعدة للعمل على إعادته سالمًا غانمًا مما أصابه .

والغريب أن الحكام والمحكومين في مشارق الأرض ومغاربها عبَّروا عن أسفهم الشديد من هذه الفعلة الشنيعة التي قام بها بعض المتطرفين من المسلمين أو من المنتسبين إلى الإسلام ـ كما وصفوهم ـ وقامت الدنيا ولم تقعد لهذا الحادث الأليم ، بل وسمعنا استنكارًا شديدًا من كلِّ المؤسسات الدولية لهذه الفعلة ، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة وهيئة اليونسكو وغيرهما من المؤسسات الرسمية والمدنية ، وكنا نتمنَّى أن يقفوا نفس الموقف مع قضية الأقصى ومحاولة هدمه ، إن لم يكن من أجل أنه مقدَّسٌ من المقدسات لأكثر من مليار من البشر فليكن على الأقل من أجل أنه أثرٌ من الآثار .
واليوم بمجرد أن فكَّر الشباب المسلم في أن يعبِّروا عن مشاعرهم تجاه الأقصى ، وظنوا أن هذا من حقهم أن يعبِّروا سلميًّا بالوقفات والخطابات والكلمات- كما فعل أصحاب بوذا- إذا بجحافل الأمن تقبض عليهم وتلفق لهم التهم الجاهزة والاتهامات الباطلة ، وتلقي بهم في غياهب السجون .

ويعجب الناس جميعًا : لِمَ هذا العنت ، وهذا الظلم البيِّن ، والأقصى يصرخ ويئنُّ ويحذِّر المسلمين من هدمه بعد تدشين "كنيس الخراب"؟! , والله لهو خرابٌ على اليهود ومن ساندهم ، فلماذا صمت القبور الذي نراه في هذه الأيام من الجميع .
إن الناس في حيرة من صمت الحكام ، والواجب في هذه الحالة أن يعلنوا الجهاد من أجل انتهاك المقدسات ، فبالأمس كان الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال ، واليوم الإعداد لهدم المسجد الأقصى ـ وما هم ببالغيه بإذن الله ـ ، وهنا يعنُّ لنا سؤال : ما الفرق بين الأقصى والمسجد الحرام بالنسبة للمسلمين؟ فلما لا يغضب المسلمون ويصمتون وهم يرون كم من شباب الإخوان تم القبض عليهم من أجل الأقصى ؟ مئاتٍ ومئاتٍ ، وكل ذلك رخيصٌ من أجل مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين ، فنحن نسأل الله شهادةً على أعتابه.
وفي هذا الجو الكئيب الذي سبَّب حزنًا للمسلمين نجد رجالاً يكسرون حاجز الخوف ، فترى عميد كلية يتقدم مسيرةً سلميةً لطلابه تعبِّر عن الغضب الذي يملأ النفوس ، وهذا أقل التعبير، كما نرى رئيس محكمة يوقف الجلسات تعبيرًا عن استيائه مما فعله اليهود عند المسجد الأقصى وحوله ، بل ترى قضاةً يحكمون بإخلاء سبيل الشباب ، وترى "الأمن" لا يأبه بهذه الأحكام بل يعتقل الشباب ، بالرغم من هذه الأحكام ؛ للمحافظة على معاهدة السلام "كامب ديفيد" و"أوسلو" وأخواتها ، والتي كانت سببًا في هذا الهوان ، وتكميم الأفواه ، وتكبيل الحريات ، وليفرح يهود الذين لا تشغلهم مثل هذه الاتفاقات ، ويضربون بها عرض الحائط ؛ لأنهم ناقضو العهود وقاتلو الأنبياء ، بل كما قال القرآن: ﴿لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً﴾ (التوبة: 10) ، فمتى يفيق القوم؟! ومتى يُسقطون هذه المعاهدات من الحساب؟!
ليت السلطة في رام الله تفيق وتتعلم من هذه الدروس ، وتعود إلى رشدها ، وتضع يدها في يد أخواتها من الفصائل المجاهدة ، فلا يعرف اليهود إلا لغة القوة ، ولا يهابون إلا كلمة "الجهاد"، فدعونا من معاهدات السلام ، ولتكن المقاومة هي السبيل!.
لك الله يا أقصى ، وأنت تشكو من حال المسلمين بل وحكامهم !!، والله لكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم يقصدنا حين قال ما معناه : "توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قلنا: أوَمِن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: لا بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنَّ الله المهابة من قلوب أعدائكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهن، قلنا: وما الوهن يا رسول الله ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
أتدرون يا مسلمون ما معنى حب الدنيا وكراهية الموت؟ إنه ترك الجهاد ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا" وهل بعد هذا الذل ذل؟!
يا مسلمون ، هل ظهر الصبح لذي عينين ؟ نعم ظهر للبصير الذي يؤمن بمنهج الله فهمًا وتطبيقًا ، وأما الأعمى أو الأعشى.. أعمى البصر والبصيرة.. فلن يرى نور النهار الذي يبدِّد الظلمات ، ولا يحسُّ بالصبح إذا تنفس ، وصدق الله القائل: ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) (الرعد).

نقول ذلك لمن يُبعدون عامل الدين عن المعركة ، والتي لا يحسها إلا من فهم الإسلام ، بينما اليهود حروبهم دينيةٌ ، ابتداءً من اسمها.. أسماؤهم وأعيادهم ومناسباتهم ومدنهم.. كل شيء عندهم ظاهر كالشمس في رابعة النهار ، يراه كل بصير ، وأما من يتعامى فالله يقول: ﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (الحج).
والله لنصرُ الله قادم.. قادم في الدنيا قبل الآخرة ، مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى :
﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ (غافر) ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ﴾ (الإسراء).

http://www.alabaserah.com/news.php?newsid=182
رد مع اقتباس