[admin]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخوتي أخواتي، أحيانا تمر بنا لحظات نشعر بها بالحزن، وبالنسبة لي فإن هذه لحظة من هذه اللحظات، وقد إرتأيت أن أسجلها بين أيديكم، وأشكر الله أن حزني ليس لمصلحة ذاتية، وإنما هي لما آل له حال المسلمين اليوم من ذلة وتشرذم وتفرق وهوان وإقتتال وتكالب على كراسي ومناصب ومصالح دنيوية زائلة، فالمصالح الدنيوية أصبحت تُقدم على الحق، والتعصب أصبح للجماعة أو القبيلة أو الأمير حتى لو في معصية الله، وأصبح الحق في آخر الطبور، بعد الخوف والجوع والمال والطعام واللباس والمصالح، فأنا حزين جدا لوضع الأمة الإسلامية ككل، حيث الأجدر والصحيح أن يقدم الحق على كل شيء فيكون في أول الطابور

فالحق يجب أن يقدم على المصالح....

الحق يجب أن يقدم على الخوف....

الحق يجب أن يقدم على الجوع....

الحق يجب أن يقدم على الحياة....

الحق يجب أن يقدم على كل شيء....

وإن سألتموني لماذا فأقول لكم:

لأن المصالح من عند الله وبتقديره،

ولأن الخوف إبتلاء من عند الله وتقديره،

ولأن الجوع والشبع من رزق الله وتقديره،

ولأن الحياة قدر من عند الله وبتقديره

ولأن كل شيء من عند الله وبتقديره،

فهل نخاف أن لا يؤدي الله ما وعدنا إياه، وكلٌ منا قد كُتب له حظه من (رزقه) و (أجله) و (عمله) و (شقائه وسعادته) وهو في رحم أمه،

ألهذا الحد وصلت بنا المواصيل؟

أين إيماننا بالله؟

أين إيماننا بالقدر؟

أين إيماننا بما إحتوى عليه اللوح المحفوظ؟

لما إستبدلنا إيماننا ودرجاتنا في الجنة بمصالح دنيوية رخيصة وزائلة؟

الحق أني حزين على ما وصل له الإسلام والمسلمون؟

حزين على ظلم الحكام للرعية؟

وحزين على خوف الرعية من الحاكم أكثر من خوفها من الله؟

وحزين على حرص أصحاب المصالح على مصالحهم أياً كانوا؟

وحزين على تقديم الرعية قوت يومها على حرمات الله؟

ومن هنا من قلب المسجد الأقصى أتوجه للجميع وأقول لهم:-

(إتقوا الله)...

(إتقوا الله يا مسلمون)...

(إتقوا الله يا أمة لا إله إلا الله)...

(إتقوا الله يا امة محمد عليه الصلاة والسلام)...

(إتقوا الله في أنفسكم)...

(إتقوا الله في رعيتكم)...

(إتقوا الله في أماناتكم)...

(إتقوا الله فيما تقولوا)...

(إتقوا الله فيما تفعلوا)...

(إتقوا الله فيما تخططوا وتبيتوا)....

تذكروا أنكم ميتون...

تذكروا أنكم مبعوثون...

تذكروا أنكم بين يدي الله موقوفون....

تذكروا أنكم ستسألون عن أموالكم وأعمالكم وأجسادكم وما علمتم في هذه الدنيا....

تذكروا أن غمسةً واحدةً في نار جهنم ستُنسي أسعد أهلى الأرض كل هناء ذاقه في الدنيا،

وأن غمسة واحدة في الجنة ستنسى أشقى أهل الأرض كل ما مر به من شقاء في الدنيا....

عودوا لوعيكم....

عودوا لرشدكم....

عودوا لدينكم....

عودوا لنبيكم...

عودوا لربكم....

عودوا لإلهكم...

عودوا لله....

إتقوا الله وتبراءوا من الحرام، فإنه من تورع عن الحرام أعطي الحلال

إتقوا الله ولا ترضوا إلا بالحلال، فإنه من طلب الحلال يقبل دعاؤه،

إتقوا الله ولا تخافوا في الله لومة لائم...

إتقوا الله ولا تهابوا الموت، فإنه من طلب الموت أعطي الحياة..

وإنا لله وإنا إليه راجعون

وحسبنا الله ونعم الوكيل

عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير

ولا حول ولا قوة إلا بالله