عرض مشاركة واحدة
 
  #17  
قديم 09-02-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولًا:.في كل الآيات التي ذُكر فيها" الْعَزِيزُ" و" الرَّحِيمُ",قُدّم العزيز على الرحيم,ولم يرد تقديم الرحيم على العزيز في كل آي القرآن.
ثانيًا:. جاءت فواصل آيات,وكان "الرحيم" هو الكلمة الفاصلة في كل الآيات.
ثالثًا:.جاء "العزيز" فاصلة في الآيات التي اقترن "العزيز" باسم "القويّ",وهي سبع آيات,في آيتين بالتعريف وهما:
1.َ"لَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ "هود66
2." اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ "الشورى19
وخمس آيات نكرة وهي:
1." وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "الحج40
2." مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "الحج74
3." وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً "الأحزاب25
4." وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ "الحديد25
5."كتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ "المجادلة21
رابعًا: تردد"العزيز الرحيم" أكثر ما يكون في سورة الشعراء,حيث جاء في تسع آيات من السورة وهي:

1."وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ",الشعراء,9
2." وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ",الشعراء,68
3." وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ",الشعراء, 104
4." وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ",الشعراء, 122
5." وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ",الشعراء, 140
6." وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ",الشعراء, 159
7." وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ",الشعراء, 175
8." وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ",الشعراء, 191
9." وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ",الشعراء, 217
وفي كلها تقدم العزيز على الرحيم,وكان الرحيم كلمة الفاصلة,وأما سبب هذا التكرار:
_سياق الآيات يدل على وجوب إظهار المنعة والقوة لأن نزول الآيات فيه مواساة وتسلية لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام,لتعنت المشركين وكفرهم وعدم إيمانهم برسالته,,فالآية الثانية وقوله تعالى:" تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ",يدل على تنزيل القرآن, وأن تنزيله من لدن عزيز قوي ذي إنتقام,وتبعها قوله تعالى:" لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ",وفي هذه تسلية لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ,وهي من باب رحمة الله برسوله الكريم,ف:" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ", ومن باب تسلية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قصّ القرآن أنباء الرسل والأنبياء من قبله,وكيف كفرت أقوامهم برسالاتهم, فابتدأ القصص بسيدنا موسى عليه السلام,حيث قال:" وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ",وسرد ما حصل مع قوم فرعون وإغراقهم ونجاة موسى ومن معه من بني إسرائيل,وكيف أن منهم من كفر بعد كل تلك الآيات والمعجزات ,حيث قال تعالى:" ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ", ومن الملاحظ أن قول الله تعالى:" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ",جاء بعد قصة كل نبيوقوله تعالى:" إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ" ,فذكر الله تعالى سيدنا إبراهيم بعد موسى, فنوح فهود فصالح فلوط فشعيب عليهم السلام أجمعين,وختم السورة بذكر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, فكانت فاتحة السورة وخاتمتها في حق القرآن والرسول عليه الصلاة والسلام.
فكان الجو العام يستدعي بيان العزة والمنعة والقوة ,فالقرآن من عند العزيز الجبار,عز نبيه بالقرآن وذل الكافرين,ورحم الله رسوله بتنزيل الكتاب على قلبه كما رحم الناس بتبليغهم إياه.فوافقت اسماؤه الجو العام للسورة من عزّ وقوة ومنعة ورحمة للعالمين.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس