عرض مشاركة واحدة
 
  #16  
قديم 08-31-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأهم الملاحظات على ورود "العزيز" في القرآن:
1.لم يرد في القرآن الكريم مفردًا معرفًا دالًا على الله سبحانه وتعالى,وإنما أطلق على البشر,وعندما يطلق على إنسان فهذا يدل على منعته وقوته ومكانته بين الناس,كما هو ملاحظ في قصة عزيز مصر.
والوجه البلاغي في هذا أن الاسم قد يطلق على المخلوقات وليس خاصًا لله تعالى.
وعند ايراده مفردًا نكرة لا يكون إلا في حق مخلوقات الله,ولم يأت مفردًا نكرة في حق الله في أي آية من آيات القرآن,فقد جاء في حق الكتاب والنصر وأمر الخلق.
2.لم يرد دالًا على الله تعالى إلا مقترنًا باسم آخر,مثل الرحيم, الحليم,الحكيم,الحميد,الغفور,الجبار,وغيرها.
3.لم يرد في القرآن كلمة فاصلة مثل "الغفور العزيز " إلا مع صفة واحدة وهي "القوي" معرفة أو نكرة "قوي",وجاء في سبع آيات ,آيتان بالتعريف وخمس بالتنكير,فأما آيات التعريف فهي:
_ "َلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ",هود 66.
_"اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ
,الشورى19.
وأما بالتنكير:
_"ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"الحج,40.
_" مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ",الحج 74.
_"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ",الحديد 24.
_" كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ",المجادلة 21.
_"وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً",الأحزاب 25
والوجه البلاغي في هذا _أي اجتماع القوة والعزة_ وهما من صفات الغلبة والمنعة والقهر والإنتقام,أن جاءت عقب كلام اقتضى ذلك,ففي آية هود جاء بعد أن ساق الحديث عن أمر الله وتنجية صالح عليه السلام ومن آمن معه.
وفي آية الحج جاءت بعد وعد الله بنصر دينه وعزته.وفي آية الأحزاب فقد جاءت لدفع الوهم الذي قد يحصل في نفوس بعض الضعفاء وموافقتهم الكفار بأن الريح هي التي كانت السبب في رجوعهم وهزيمتهم,فأثبت الله لنفسه العزة والقوة ليبيّن للمؤمنين ويزيدهم إيمانًا بأن الله هو الغالب القاهر المتنع.
4.أكثر الاسماء اقترانًا بالعزيز هو"الحكيم" حيث ورد في سبع وأربعين آية,تسعة وعشرون معرفة وثمانية عشر نكرة, ويليه اسم "الرحيم" حيث ورد في ثمانية عشر آية, فالعليم " في ست آيات,فالحميد في ثلاث وكذلك الغفار,ومرتان مع الغفور,ومرة واحدة مع كل من الوهاب والمقتدر والجبار.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس