عرض مشاركة واحدة
 
  #15  
قديم 08-30-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

2.
"الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ"


"العزيز الرحيم" كما هو واضح مؤلف من اسمين,الأول"العزيز" والثاني" الرحيم",وأما معنى العزيز, فالملاحظ أن اللفظ المؤلف من حرف العين ويليه الزاي وهذا الاجتماع يدل على المنعة والشدة,مثل عزّ وعزّز وعزم, والعزيز قد يكون مشتق من عّزّ يَعِزُّ بكسر العين,أو بضم العين _يَعُزّ_ أو بفتحها _يعَزّ_,فالأول يعني لا مثل له ولا ند ولا نظير,أو يعني ما ندر وقل وجوده,والمعنى الأول هو الذي يليق برب العزة سبحانه وتعالى,والثاني_بضم العين_ يعني الغالب القاهر الذي لا يُغلب ولا يُقهر,والقادر الذي لا قدرة لمخلوق مع قدرته, وهذا أيضًا يليق بالله عز وجل,ومنه قول الله تعالى في سورة ص:" إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ"’ أي غلبني في مخاطبته وقهرني بحجته,ومنها قول العرب:"من عزّ بزّ",أي من غلب سلب.
وقال جرير:
يعزُّ على الطريق بمنكبيه=كما ابترك الخليع على القداح
وقد تردد "العزيز" في القرآن الكريم هكذا مفردًا معرفًا في أربع آيات,وكلها في حق البشر_عزيز مصر زمن سيدنا يوسف عليه السلام_,وفي ستين آية مقرونًا باسم آخر وهي في حق الله سبحانه وتعالى,وأما نكرة فقد جاء في خمس وثلاثين آية ,في تسع وعشرين آية في حق الله تعالى, وست آيات في حق غيره من مخلوقاته وكلها تحمل تقريبًا نفس المعنى وهو الشديد أو المنيع,والآيات التي جاء فيها نكرةهي:
1." لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ",التوبة 128,نلاحظ هنا أنه عُدّي بعلى وهذا يدل على معنى الثقل والشدة على النفس,قال بشر بن عوانة في ذكر قتله الأسد ومصارعته إياه:
فقلت له يعز علي أني = قتلت مناسبي جلدًا وقهرًا
2." قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ",هود 91,أي لأنّك هَيّنُ علينا ومحقّر عندنا وليس لك من ينصرك منّا,فلا عز له ولا منعة.
3." وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ",إبراهيم 20, أي ليس على الله أي شيء صعب أو شديد,فهو يأتي بخلق جديد ويؤمن به وما ذلك عليه ببعيد أو صعب أو ممتنع لأنه هو القاهر فوق عباده.
4." وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ",فاطر 17,وتعني ما عنت آية إبراهيم.
5." إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ",فصلت 41,أي كتاب منيع من عند عزيز قوي شديد.
6." َيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً",الفتح 3,أي نصرًا ذا عزة لا ذل فيه.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس