عرض مشاركة واحدة
 
  #11  
قديم 08-20-2010
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: النكات البلاغية في ايراد الصفات الثنائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء ذكر الرحمن مرة واحدة في سورة الرحمن وذلك للأسباب التالية:
1. "الرحمن" جاء رأس سورة,وآية تامة,ورأس السور هو في محل عنوانها,فعنوان السورة "رحمة" وكل ما ورد ذكره في السورة من نعمٍ وآلاءٍ في الدنيا والآخرة دلالة على مضمون الرسالة التي عنوانها "الرحمة".
فلم يكن هناك من داع لتكرار اسمه الرحمن,طالما أنه عنوّن السورة باسم الرحمة الممتلئ.
2. سورة "الرحمن" جاءت بعد سورة القمر, والتي فيها أخر آيتين هما:" "إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر", فاستهل السورة التالية باسم يدل على المليك المقتدر ,والذي يهب هذه النعم وآلاء من جنات وأنهار,فكان "الرحمن" دلالة على أنه هو الله المليك المقتدر,وهو الذي يدخل المؤمنين الجنات,فكان حلقة وصل بين السورتين ومراعاة فحواهما.
3. الملاحظ أنه بعد أن ذكر"الرحمن" قال الله تعالى مباشرة"عَلَّمَ الْقُرْآنَ",وذلك لأن مشركي العرب كانوا ينكرون "الرحمن" ,وكانوا يقولون أنه يعلمه بشر,فجاء باسم "الرحمن" ليدحض أقوالهم الكاذبة واباطيلهم وأنه هو الذي علم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام القرآن, فقال:"عَلَّمَ الْقُرْآنَ".
4.والملاحظ أن السورة اختتمها الله بآية:"َتبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ",أي تبارك الرحمن ذي الجلال والإكرام, فأول السورة "عنوانها" كان "الرحمن" وآخر السورة " "عقباها"كان "ذو الجلال والإكرام", فكل ما جاء فيها من نعم وآلاء من الله ذي الرحمة الواسعة المطلقة, ومن واسع كرمه وجوده منقطع النظير.
فلم يكن ما يقتضيه تكرار الرحمن" لما بين حدّي السورة"الرَّحْمَنُ" و"َتبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" من رحمة وكرم ومباركة .
خامسًا:الرحمن هو الاسم الوحيد الذي جاء على وزن فعلان,وهي الصيغة الأبلغ للدلالة على عظيم وواسع رحمة الله عز وجل,لأنها الصيغة الوحيدة التي تفيد الإمتلاء من الصفة, وبلاغة القرآن جاءت في استخدامها للتعبير عن امتلاء صفة الرحمة.
سادسًا:الملاحظ أن لكل وزن إيقاع ورنة,والرحمن له إيقاع خاص فهو يبدأ بالراء وينهي بالنون, "رن" فهو اسم رنان,وعند سماعه او ترديده يشعر المرء بالسرور والحبور, ويبعث الأمل في النفوس,ويُبعد الوهم واليأس والقنوط.
[center]وأما الأسم الثاني "الرحيم"[/center
]هو لفظ عربي مشتق من الرحمة,وهو على وزن فعيل بمعنى فاعل,أي رحيم بمعنى راحم,وفعل رَحِم وإن كان متعدياً والصفة المشبهة إنما تصاغ من فِعلٍ لازم إلا أن الفعل المتعدي إذا صار كالسجية لموصوفه ينزل منزلة أفعال الغرائز فيحول من فِعَل بفتح العين أو كسرها إلى فَعُل بضم العين للدلالة على أنه صار سجية كما قالوا فقُه الرجل وظرف وفهم، ثم تشتق منه بعد ذلك الصفة المشبهة، ومثله كثير في الكلام، وإنما يعرف هذا التحويل بأحد أمرين إما بسماع الفعل المحول مثل فقُه وإما بوجود أثره وهو الصفة المشبهة مثل بليغ إذا صارت البلاغة سجية له، مع عدم أو قلة سماع بلغ.ومدلول الرحيم كون الرحمة كثيرة التعلق إذ هو من أمثلة المبالغة ولذلك كان يطلق على غير الله تعالى كما في قوله تعالى في حق رسوله:" بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ".وقال البيهقي:"الرحيم هو المريد لإنعام أهل الجنة".
وقد جاء في القرآن الكريم في أربعة عشر ومائة آية, ما بين تعريف وتنكير وافراد واقتران باسماء آخرى
.
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس