[admin]

	كيف نستخدم كلمة معجزة والرسول لم يستخدمها؟ يقول عز وجل في سورة الحشر 59 – آية 7 (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، إنتبه للآية جيداً (وما نهاكم عنه)، هل نهانا عليه الصلاة والسلام عن إستخدام كلمة (معجزة)، فإن كان هناك نهي منه صلى الله عليه وسلم، نلتزم بالنهي ولا نخالفه، ولكنه عليه الصلاة والسلام لم ينهانا عن إستخدامها، وإستخدام هذه الكلمة ليس (عبادة) من العبادات، فإستخدامها إذن ليس ببدعة، فيكون إستخدامها (مباح)، فالأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل التحريم والأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي وأصل القاعدة المتعلقة بالأشياء ان الله تعالى احل لنا ما في الكون جميعا منه، يقول عز وجل في سورة الجاثية 45 – آية 13 (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فتبحث الأشياء على انها في الأصل حلال ويحرم منها ما إستثناه الله تعالى بالتحريم فمدار أحكام الأشياء مباح أو حرام ولا يتعلق بها حكم المندوب والمكروه والفرض لإنها أحكام تتعلق بالأفعال دون الأشياء, أما الأفعال فالأصل فيها التقيد بالحكم الشرعي فإنما الأعمال بالنيات، يقول عز وجل في سورة النساء 4 – آية 65 (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، أمّا ما سكت عنه الشرع فهو الفعل المسكوت عنه رحمة بنا, ولا يقال مسكوت عنه حتى يتحرى العلماء في أنه مسكوت عنه, أما استخدام الألفاظ فقد ورد النهي عن استخدام الألفاظ التي يقصد بها النكران او ادخال الكفر او التهرب كقول لا تقولوا راعنا بل قولوا انظرنا, يقول عز وجل في سورة البقرة 2- آية 104 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، جاء في سنن أبي داود (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَأْكُلُونَ أَشْيَاءَ وَيَتْرُكُونَ أَشْيَاءَ تَقَذُّرًا فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ كِتَابَهُ وَأَحَلَّ حَلَالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ فَمَا أَحَلَّ فَهُوَ حَلَالٌ وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَفْوٌ وَتَلَا (قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ). وبما أن معظم المسلمين في بقاع الأرض يستخدمون كلمة (المعجزة) و(الإعجاز) وبما أنه لا دليل شرعي على تحريم إستخدام هذه الكلمات وبما أن هذه الكلمات ليس فيها إنكار ولا فيها كفر ولا فيها تهرب، فلا ضير من إستخدامها ولا ضرر.