عرض مشاركة واحدة
 
  #1  
قديم 05-13-2009
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي مجموعة طالب عوض الله *




معالجات من أوراق طالب عوض الله

اللهم قد عمّ البلاء ولنا فيك ر جاء

مكانكم يا أصحاب المناصب
ــــ@@@ـــــ

في بلد ممن بارك الله حوله وابتلاه بحكام عملاء فجره، ذهبت لمخفر العسس والشرطة لأحصل منهم على فرمان يشهد بنظافة ومواطنة مرضي عنها، أخبرني السيد رئيس الدائرة أن بالمخفر جهاز تكنولوجيا به كلب معدني يشمك فيعرف خلال بلمح البصر وبأقل من دقيقة واحدة على أبعد تحديد إن كنت مجرما عدو السلطان وسلطته أم سارق أم مجرم فار أم أنهيت المحكومية أم أنك نظيف من كلّ هذا وذاك، ولثقتي بنظافتي وطهارتي ذهبت لمخفر صاحب الشرطة، أمهلني الشرطي أيام خمسة أراجعه فيها، وعندما أعلمته بأن السيد رئيس الدائرة أخبرني أنّ الأمر لا يحتاج سوى ضغطة على زر الجهاز التكنولوجي لديكم، ابتسم وأخبرني بصدق ما أخبروني به، ولكن أنا أطبق أوامر العميد...... ولا فرق عندي إن قال عميد أم عنيد أم معيد أم رعديد... سامحوني لجهلي بألقاب الرق والتبعية العسكرية. فاستسمحته تجاوز هذا لحاجتي العاجلة للفرمان، فغضب وزمجر مستغربا كيف أطلب منه مخالفة أوامر الباشا المدير !!!. وسرحت بعيدا لخطوط التماس في عالمنا القريب والبعيد، خطوط التماس بين المغلوبين على أمرهم وبين الحكام الأذلة وغيرهم من الراقصين على جراحنا وسبب مصائبنا وآهاتنا.... ذهبت قريبا وبعيدا لمعابر الحدود ولمدير الجوازات بها، وللدوائر والوزارات في دولة المتخم بالأوحال من أسفل الرأس إلى القمة، فهالني ما رأيت، فتوجهت في سرحاني للباشا رئيس مجلس الأمناء ولقاضي الحسبة ولشيخ العشيرة وشاهبندر التجار ورئيس البلدية وإلى طبيب المارستان ونقيب الجمعية وأمين سر حزب الأغلبية وقائد حزب الأقلية، ولصاحب المكس وذاك القتات، وكذا قائد الهيئة الأممية فرأيت العجب العجاب فكلهم في الهم سواء وجميعهم من الكاتمين على أنفاس العباد... فتذكرت قوله تعالى وهو أصدق القائلين:﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ا الفتح – 23 وقول الفاروق عمر : ( والله لو عثرت دابة في العراق لسُئلت عنها يوم القيامة يا عمر )، ويبكي ويردف : ( ألا ليت أمّ عمر لم تلد عمر ).

ومن مفهوم الآية الشريفة الذي فهمه الفاروق عمر حيث رد على من أنتهر القائل للخليفة ( أتقي الله يا عمر ) قائلا: ( دعهُ فلا خير فيهم إن لم يقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها ونعمل بها ) نرى أنه يُحظر على من ولي من الأمر شيئاً من أمور المسلمين معاملة رعيته بفوقية وتعالي أو بفظاظة وتكبر وتغطرس مهما كانت الحالات، لأنّ ذلك أكثر ما يباعد بين ولاة الأمر وبين من استخلفوا عليهم ويخلخل الثقة والود بينهم ، ويبعد التعاون المنتج ويشكل حائلا أمام المصارحة المطلوبة المنتجة للتعاون. وقد يحول المسئول إلى شخص مرعب مرهوب الجانب، في حين أن المفروض أنه أخ وراعٍ ومقوم، مما يعيق العمل ويحرفه عن اتجاهه الصحيح

وهذا نداء من رب العالمين المنتقم الجبار شديد العقاب موجه لكل مسؤول قبل المسؤولية مهما كانت، ولكل مسؤول اختاره الناس، ولكل مسؤول فرض نفسه عنوة وتسلطا على الناس، كالمسؤولية في الحياة العامة ، والمسؤولية في الأحزاب السياسية الساعية للتغيير،وإمارة السفر، والإدارة التجارية، ومسئولي الدوائر الحكومية... ألخ وأهم المسئوليات وأخطرها المسئولية في المناصب الحكومية،وكذلك المسئولية في الأحزاب والتكتلات السياسية.وفيها _ أي الأحزاب والتكتلات والتنظيمات السياسية _ أرى في مثل تلك الحالة أحد مقاصد ما ورد في كتاب " التكتل الحزبي، لحزب التحرير " بالخطر الطبقي الذي يتسرب إلى رجال الحزب لا الأمة. ، وظهور الطبقية فيها يعني زيغ وانحراف وفشل منبئ بانهيار ولا بُدَّ.

إنّ المفروض في تولي المناصب العامة عند المسلمين – خاصة في جهاز الدولة أو في الأحزاب السياسية - أنّها خدمة يُراد فيها ثواب الله ونيل رضاه، وأنّ توليه المنصب ما كان إلا لتسيير الأمور بحسب أوامر الله ونواهيه. ومن ينظر للأمر من هذه الزاوية يرضي الله ويُريح ويستريح، وخلاف ذلك يضل ويشقى، مُتعساً نفسه والآخرين. والنفس البشرية تخضع في أحيان متعددة لنقيصة حب التسلط الناجمة عن جنون العظمة وهوس الشهرة ، فمن ولي الإمارة أو الريادة أو القيادة قد يظن في نفسه أنه بتوليه الأمر أنه قد تولاه لأنّ غيره ليس أهلاً لذلك وأنّه فريد عصره وزمانه ، وأنّه أقدر الناس على الإمارة والريادة والرئاسة، فيصيبه الغرور الموصل لأقصى درجات جنون العظمة، وما درى المسكين أنه ربما قد ولي الأمر لعزوف بعض أهل التقوى عن تولي المناصب. فيجمع به الغرور للتعالي والتطاول على إخوانه ممن ولي أمرهم فكتم أنفاسهم وشلّ حركتهم متباهياً مختالاً فيضل ويطغى، ويساعده في ذلك جمع من من مرضى النفوس من أصحاب المصالح الخاصة يزينون له سوء عمله نفاقا وتزلفا للنفاذ عن طريقها لتحقيق مصالح آنية خاصة، فيجمح به الغرور فيضل ويطغى، وقد شاهدنا ذلك بكل سفور فيمن ابتليت به أمّة الاسلام من حكام الردة وبطانتهم وفي التكتلات السياسية القائمة على تكتل حول مشاهير وأسماء لامعة . وصاحب المنصب الذي يصيبه الكبر والغرور فيجمح ويتعالى ولا يتقي الله في ادارة شئون من ولي أمرهم ناسياً أو متناسياً أنّ الأصل في المسلم التواضع لله أولاً، وأنّ يتذكر دوماً أنّ الله سائله عما استرعاه، هو أتعس الناس يوم القيامة حيث يقف أمام الله لا حجة له. فمكانكم يا أصحاب المناصب اتقوا الله ولا تخالفوا أمره

فمكانكم يا أصحاب المناصب اتقو ا الله فيمن استخلفتم عليهم.مكانكم يا أصحاب المناصب على اختلاف مواقعكم ومسئولياتكم، اياكم والكبر والغرور وحب الذات والطبقية الجوفاء ، والتعالي على من وليتم أمرهم، وتذكروا دائماً أنهم أخوتكم وأصحاب الحقوق عليكم، ابتلاهم الله بكم، وابتلاكم بهم، فكونوا كما أمر الله تعالى أشداء على الكفار رحماء بينكم وامتثلوا لقوله تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. ﴾ الشعراء 215. ولقوله تعالى:﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ . ﴾ الحجر 88- 89

طالب عوض الله


* عدة حلقات مختارة تصل عبر البريد .
رد مع اقتباس