عرض مشاركة واحدة
 
  #33  
قديم 04-05-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي المشهد التاسع - إجراءات عقابية


بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح أنه من الصعب أن أتذكر كل ما مر بي من إجراءات عقابية بسبب قيامي بالتصوير داخل المسجد الأقصى فلم يخطر على بالي أنني سأكتب ما اكتبه الآن في يوم من الأيام، لذلك سأحول تذكر بعض هذه الإجراءات العقابية أو التأديبية التي صادفتها، قد لا تكون هذه الأحداث بالترتيب الزماني الذي حصلت به، ولكنها حصلت، أما الأكيد أنه هناك كثير من الأمور التي حصلت إنطوت من الذاكرة وأصبحت طي النسيان، والآن إليكم بعد هذه الإجراءات:-

الشرطة الإسرائيلية تقودني للتفتيش الجسدي لمركز الشرطة
في أحد ايام الجمع أوقفتني الشرطة الإسرائيلية على باب الغوانمة لتفتيش أغراضي ووجدت كاميرة التصوير معني، سألتني الشرطي عن سبب حملي لهذه الكاميرة وأجبته أنني أريد تصوير المسجد الأقصى كنوع من الذكرى، فقال للذكرى وأين الستاند، فقلت له لا يوجد معي ستاند فقط كاميرة، تكلم هذا الشرطي بجهاز الإتصالات الذي يحمله مع المركز قائلا: عندي المغربي ومعه الكاميرة، ومع أنه تكلم بصوت خافت ولكن كان من الواضح من كلامه كأنه (قبض على ضالة) وكأنني مطلوب للعدالة، وكان الجواب من الداخل تحفظ عليه سيصل الكابتن بعد قليل، طلب هذا الشرطي هويتي، ومن الواضح أن طلبه للهوية كان من أجل حجزي عنده، فهو يعرف من أنا وذكر أسمي للمركز قبل أن يأخذ الهوية، أعطيته الهوية، قال: ستنتظر بضع دقائق، سألته: لماذا؟ فقال: أوامر، سياتي الآن الكابتن ويمكنك أن تسأله بنفسك، في نفسي بدأت أتكلم مع نفسي، أن المقصد من هذا الموقف هو أن أثور على الشرطة وأسب وأشتم حتى يكون عندهم ذريعة لمنعي من الدخول للمسجد لمدة ثلاثة أشهر كما يفعلوا مع كل من لا يريدون إدخاله للمسجد، فبدأت أهدئ نفسي، إصبر، إصبر، إصبر وإحتسب ولا تعطهم هذه الفرصة، وبقيت أردد في نفسي، وجودي في المسجد مصلحة لنفسي ولغيري، تدريس في المسجد مصلحة لنفسي ولغيري، تصويري في المسجد مصلحة لنفسي ولغيري، لا تهدم كل هذه الأمور، لا تضيع على نفسك الأجر، حتى هدءت نفسي ودخلت الطمئنينة في قلبي، وفي هذه اللحظة وصل الكابتن المسؤول عن المسجد الأقصى ومعه إثنين من الشرطة، نظر لي وقال (الشيخ خالد)، قلت له نعم هذا أنا، سألني لماذا معك كاميرة، فأجبته لتصوير خطبة وصلاة الجمعة، فقال لي: حسناً، نريد منك أن تأتي معنا لمركز الشرطة، ألديك مانع؟ قلت له، طبعاً لا ليس لدي مانع، أنت شرطي وأنا مجبور بحسب القانون أن أستجيب لك، ولكن عندي رجاء، قال وما هو، فقلت له: أن تقوم بعملك بسرعة حتى أستطيع الوصول لصلاة الجمعة في موعدها، فقال حسنا، طلب الكابتن من شرطي الباب هويتي، أخذ الهوية والكاميرة وبدأ يمشي مبتعدا عن المسجد، صعد الدرجات التي تؤدي للزاوية الأفغانية، وسار شرطي خلفه والشرطي الثاني قال لي تحرك خلف الشرطي وبدء يمشي خلفي، ثم إلتف الكابتن يسارا بإتجاه شارع الواد وسرناه كله، ثم أكمل بإتجاه باب السلسلة، وهناك مركز للشرطة ما بين مدخل حائط البراق ومدخل المسجد الأقصى من باب السلسلة، وضع الكابتن الرقم السري على لوحة إلكترونية من الخارج ففتح الباب، دخل هو والشرطي الأول ودخلت أنا ومن خلفي الشرطي الثاني، نادى الكابتن على أحد رجال المخابرات في المركز، أعطاه الكاميره وطلب منه أن يفحصها ويفحص المادة المسجلة عليها، وطلب من أحد الشرطيين المرافقين له أن يقوم بتفتيشي، طلب مني الشرطي التوجه لأحدى الزوايا وإفراغ كل ما في جيوبي وما في كيسي ووضعها على الطاولة ثم قام بفحصي جسدياً إذا كان معي شيء أم لا، ثم تفحص كل ما معي بدقة، ولكنه لم يجد معي ما يثير إهتمامه، بعض المال، قلم، سواك، سجادة صلاة صغيرة، بشكير صغير، محارم، كتيبات صغيرة لأذكار الصباح والمساء، هذا كل ما وجده، طلب مني إعادة الأغراض لجيوبي أو وضعها في كسي، وقال لي يمكنك أن تجلس إذا شئت، قلت له: شكراً، جلست على كرسي حديدي في ساحة المركز، وكان عناصر من المخابرات تدخل وتخرج، والغريب أن بعض الوجوه التي كنت أراها، كنت أراها سابقاً بين المصلين وأنا أعتقد أنهم مسلمون عرب عاديين، ولكن يظهر أنهم من المستعربين الذين يندسون بين المصلين، بعد حوالي النصف ساعة خرج الكابتن ومعه الكاميرة وقال لي تفضل، يمكنك إستعادة الكاميرة ولكن ممنوع أن تدخلها للأقصى، فسألته، عفوا ولكن هل يمكنني أن أسأل لماذا، وهناك عدد كبير من المصلين الذين يدخلون المسجد الأقصى يحملون كاميرات، فقال (يوم الجمعة يمنع إدخال الكاميرات)، فقلت له: ولكن الكثير يدخلون الكاميرات يوم الجمعة، فقال (ممنوع يعني ممنوع) إذا أردت الصلاة اليوم في الأقصى عليك أن تعيد الكاميرة، نظرت لساعتي فوجدت أن موعد الخطبة قد إقترب ولم يبقى له إلا حوالي عشرة دقائق أو أكثر بقليل، فقلت له، هل يمكنني أن أترك الكاميرة أمانة عند شرطي الباب أو عند حارس الأوقاف، فقال لا ممنوع، ولكن إذا أردت ضعها عند البقال الفلاني (هو ذكر أسمه وأنا لا أتذكره) فقلت له ولكنني لا أعرفه ولربما رفض، فقال لي تعال خلفي أنا سأطلب منه أن يضعها لك عنده، خرجنا وتوجهنا يمينا ثم يسرا لنصبح في رواق باب السلسلة المؤدي للأقصى، وهناك بعض البقالات في هذا الرواق، نادى الكابتن على صاحب البقالة وقال له ضع هذه الكاميرة عندك للشيخ خالد وسوف يمر ويأخذها بعد الصلاة، فقال له (ماشي)، أخذ الكاميرة، وأنا هرولت ودخلت للمسجد الأقصى، ولكني خرجت من باب الغوانمة وأسرعت للمحل وأحضرت مسجل صوت إم بي 3، وعدت للأقصى ووصلت مع اول الخطبة، وسجلت الخطبة صوتياً وهو أفضل ما إستطعته يومها، وأنزلتها كعادتي على موقع منتدى المسجد الأقصى، يعني منتدانا هذا.

كنت أعتقد أنني سأذكر عقبات أكثر، ولكن أناملي نملت من الكتابة، سأكتفي الآن، وسأذكر لكم عقبات أخرى في مشهد قادم، فترقبوني.

__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس