عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 03-04-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: السياسة في قصة .

حزب التحرير والشعور بالحرج بقلم : يوسف حسونة الحسيني

تاريخ النشر : 2007-02-25
القراءة : 1853


كبر الخط صغر الخط استعادة الافتراضي

حزب التحرير والشعور بالحرج بقلم: يوسف حسونة الحسيني

يشعر بعض اتباع حزب التحرير في فلسطين هذه الايام بالحرج والضيق من تبني الافكار والمواقف المطروحة القادمة اليهم من بعيد ؛ حيث انهم وفق مذهبهم عليهم بتبني جميع افكار ومواقف حزبهم ؛ رغم اننا كمسلمين سنة ليس عندنا معصوم عن الخطأ بعد محمد صلى الله عليه وسلم .

فحزب التحرير ومنذ ان وطأت افكاره ارض فلسطين واتباعه لا ينفكون عن طرح افكارهم ومجادلة العلماء والحركات الاسلامية الاخرى ، رغم ماحملت الكثير من افكارهم من مخالفات واراء غريبة ، فتجدهم يجادلون هذا عن عذاب القبر ان الايمان به غير واجب وان احاديثه آحاد وغير متواترة ، رغم ما اكده علماء الحديث جميعا بما فيهم العلامة الالباني بتواتر احاديث عذاب القبر وبوجوب الايمان به وان الايمان به من الايمان بيوم القيامة . وتجدهم يجادلون آخر عن المسيح الدجال وان الايمان به ايضا غير واجب كعذاب القبر ؛ رغم تواتر احاديثه بالاجماع ايضا ؛ ويجادلون آخر عن مفهوم الايمان بالله ؛ فمذهبهم يرى ان الايمان هو التصديق الجازم المطابق عن الواقع بدليل . في ما مذهب اهل السنة جميعا :ان الايمان هو قول وعمل ونية . ولا يكفي ان تصدق بالله دون ان تنطق بالشهادتين ، ولايكفي ان تنطق بهما دون ان تعمل بالاركان ، ثم تجدهم يحرمون الشركات المساهمة والعمل بها لان المساهمين لا يعرفون بعضهم حسب زعمهم ، رغم ما اكدته المجامع الفقهية على جواز الشركات المساهمة التي تتعامل في امور مباحه ، وان المساهم قد وكل مجلس الادارة في ادارة امواله ، فباب الوكالة باب واسع في الاسلام فيه توكيل بالتجارة والايجار والتزويج والطلاق وغيرها الكثير من الامور .

ان المقام لايتسع لذكر تلك المخالفات الشرعية والرد عليها الا ان مايثلج الصدور ان الكثير من اتباعهم قد انكر هذه المعتقدات بعد هداية الله له وتراجع عنها وانبرى يرد عليها ، وقد كان من قادتهم من امثال الشيخ محمد شويكي من القدس والشيخ عمر بكري من لندن وغيرهم الكثير .

وبالعودة الى فلسطين فقد حرموا اقامة الجمعيات الخيرية الاسلامية التي ترعى الايتام وتقيم المستشفيات بدعوى انها تجعل الناس يقيمونها ويتركون العمل للخلافة ، وعندما بدأ عصر المقاومة والانتفاضة رفضوا المشاركة في الجهاد بدعوى غياب الخليفة ، ثم كانت الانتخابات الاخيرة فحرموها ايضا ؛ ثم جاء عرض الهدنة من الفصائل فرفضوها ايضا بدعوى ان الخليفة هو المخول بعرض الهدن واقامتها . ثم كان الاقتتال بين فتح وحماس ثم ماتلى ذلك من صلح مكة او ما عرف باعلان مكة فاصدروا منشورا يهاجم الاعلان ويعتبره بالكارثة وحرموا حكومة الوحدة الوطنية .

لقد استطاع اتباع حزب التحرير ان يصمدوا طوال تلك المراحل التاريخية في الزود عن تلك الافكار والمعتقدات في مذهبهم وما يأتيهم من الخارج من مواقف عليهم بتبنيها . الى ان كان منشورهم الاخير الذي يصف حقن دماء المسلمين بالكارثة ؛ هذا الاتفاق الذي اجمع الشعب عليه من اسلاميين وعلمانيين . لذلك يجد العديد من اتباعهم الحرج والخجل من عرض هذا الموقف ومواجهة الناس به . فماذا يقولون لهم ؟

فشباب حزب التحرير هم من الغيورين على دينهم الباحث عن الخلافة الاسلامية التي توحد الامة وتزيل الحدود وتقيم العدل . الا ان فئة اضاعتهم بمخالفة مذهب اهل السنة بمذاهبها الاربعة . وجعلتهم يتيهون في بحر من الجدال الذي لا طائل منه . وصورة لهم ان الناس يعيشون في عصر مكي ليس فيه الا طلب النصرة . لاقامة دولة الاسلام مهما طال هذا العهد بهم ؛ وان النصرة لاتكون الا من الجيوش العربية والاسلامية . رغم ان العهد المكي لم يدم برسول الله صلى الله عليه وسلم سوى ثلاثة عسشرة سنة . وان الاسلام قدتم واصبح الاسلام بنعمة الله كاملا تاما . كما قال سبحانه وتعالى : "اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ". واخيرا ان البيت لايبنى الاحجرا حجرا بعد ان توضع له القواعد ولا يسقط من السماء . وان سيدنا موسى عليه السلام (كليم الله ) لم يستطع من فتح فلسطين لان الذين كانوا معه قالوا : اذهب انت وربك فقاتلا . اما سيدنا عمر رضي الله عنه وهو ادنى منزلة من سيدنا موسى عليه السلام فقد تمكن من فتح فلسطين والقدس اذ دخلها باربعة الاف صحابي . لان الذين كانوا مع عمر خير من الذين كانوا مع موسى عليه السلام .

وبعد ......فاني اسال الله ان يهديني ويهديكم ويهدي المسلمين جميعا .
رد مع اقتباس