عرض مشاركة واحدة
 
  #4  
قديم 08-09-2009
سليم سليم غير متواجد حالياً
عضو مرابط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 554
افتراضي رد: مس الجن...والعلاج بالقرآن الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أن القرآن الكريم فيه علاج وشفاء ...ولكن هل هذا العلاج والشفاء الذي في القرآن من شآنه أن يعالج الأمراض العضوية او النفسية؟؟
لقد وردت لفظة الشفاء في القرآن الكريم أربع مرات ,واحدة قرنت بالعسل الذي يخرج من بطون النحل وفي سورة النحل حيث يقول الله تعالى:"ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "...وثلاث آيات ربطها الله عزوجل بالقرآن :
1.من سورة يونس:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ "
2.من سورة الإسراء:"َنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً"
3.من سورة فصلت:"َلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ"...
في الآية من سورة النحل لا شك أن المراد هو الشفاء العضوي لما في العسل من خصائص طبيعية وإحتوائه على مصادر الغذاء الرئيسية للإنسان...
وأما في الآيات الآخر ...سوف أنقل اليكم قول أحد المفسرين ذوي الباع في هذا المضمار_إبن عاشور_:
"والشفاء تقدم عند قوله تعالى:
{ ويشف صدور قوم مؤمنين }
في سورة [براءة: 14]. وحقيقته: زوال المرض والألم، ومجازه: زوال النقائص والضلالات وما فيه حرج على النفس، وهذا هو المراد هنا.والمراد بالصدور النفوس كما هو شائع في الاستعمال."اهـ
وأما قوله _رحمه الله في آية الإسراء:"
والشفاء حقيقته زوال الداء، ويستعمل مجازاً في زوال ما هو نقص وضلال وعائق عن النفع من العقائد الباطلة والأعمال الفاسدة والأخلاق الذميمة تشبيهاً له ببرء السقم، كقول عنترة:
ولقد شَفَى نفسي وابرأ سُقمها===قيلُ الفوارس: ويْكَ عنترَ قَـدّمِ
والمعنى: أن القرآن كله شفاءً ورحمة للمؤمنين ويزيد خسارة للكافرين، لأن كل آية من القرآن من أمره ونهيه ومواعظه وقصصه وأمثاله ووعده ووعيده، كل آية من ذلك مشتملة على هَديٍ وصلاحِ حالٍ للمؤمنين المتبعينَه، ومشتملة بضد ذلك على ما يزيد غيظ المستمرين على الظلم، أي الشرك، فيزدادون بالغيظ كراهية للقرآن فيزدادون بذلك خساراً بزيادة آثامهم واستمرارهم على فاسد أخلاقهم وبُعْدِ ما بينهم وبين الإيمان. وهذا كقوله:
{ فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون "زاهـ
وقوله في آية فصلت:"وحقيقة الشفاء: زوال المرض وهو مستعار هنا للبصارة بالحقائق وانكشاف الالتباس من النفس كما يزول المرض عند حصول الشفاء، يقال: شُفيتْ نفسه، إذا زال حَرجه، قال قيس بن زهير:
شَفَيْتُ النفسَ من حَمَلِ بنِ بدر===وسيفي من حُذيفة قـد شفانـي
ونظيره قولهم: شُفي غليله، وبرد غليله، فإن الكفر كالداء في النفس لأنه يوقع في العذاب ويبعث على السيئات.اهـ
فهذه هي حقيقة الشفاء الذي وردت في حق القرآن...وهذا لايعني أن القرآن لا آثر ولا تأثير له في نفوس البشر...فقد ورد في الآثر عن النبي عليه الصلاة والسلام أن بعض الآيات لها وقعها على المرضى ...وواقع هذا العلاج هو أن الإنسان سريع العطب والتأثير نفسيًا ,وقد يكون للحالة النفسية آثر شديد على الحالة المرضية العضوية,وقد أثبتت التجارب العلمية أن الحالة النفسية قد تشفي الامراض وحتى العضال منها...كما وأن الغرب قد وعى آثر الحالة النفسية على البشر فأنشأوا المصحات النفسية لعلاح هذا النوع من المرضى..ولوحظ أن الذي يعاود هذه المصحات قد شفى جمع كبير من مجرد إنصات الأطباء لهم وسماع المرضى لأصوات أطبائهم...والقرآن الكريم وهو كلام الله أحرى أن يكون له آثر على نفوس البشر ويكون تأثيره إيجابيًا هذا مع وجود إيمانهم بالله والقرآن الكريم .
وأما مسألة علاج لبس الجن للبشر ..فهذا ما لم يقل به أحد من الصحابة او التابعين أو من بعدهم بقرن..ولبيان حقيقة مس الجن ولبسه بدن الإنسان...فالمعلو م أن امراض الصرع إما أن تكون أصولها عضوية كتلف بعض الخلايا العصبية او الدماغية ومن هذا الأمراض ما يسمى بالإنكليزية Epilepsy,وهذا مرض يتخلله حالات صرع يسقط فيها الإنسان ويفقد وعيه...وهناك امراض اصولها نفسية وهي موجودة منذ القدم...ولاحظها الأطباء على مختلف إعتقاداتهم وأجناسهم ومنهم الأطباء المسلمون ...وقد ذكر لنا التاريح حالات عالجها هؤلاء الأطباء المسلمون ودون اللجوء الى الشعوذة والتدليس...فإبن سينا ذكر حالة نفسية لأحد المرضى كان يخيل أليه أن على رأسه جرة ودائمًا يتخوف من سقوطها من على رأسه ..فتتبع حالته ووصل الى علاجه بطريقة ذكية فطنة...وغيرها كثير من كتب الطب للعرب والمسلمين...وأما العلاح بالشعوذة وما يطلقون عليه العلاج بالقرآن فقد ثبت بالإحصاء والمتابعة ان كثير من المرضى النفسيين (اللذين بهم مس من الجن كما يدّعون) قد مات تحت تأثير الضرب او الخنق لإخراج الجن,فقد جاء في مؤتمر "العلاج بالقرآن بين الدين والطب" المنعقد في ابو ظبي :"ومن المواضيع الساخنة في المؤتمر مسألة ضرب المريض أو خنقه بحجة إخراج الجن منه، الأمر الذي أدى إلى موت عدد من الأفراد، وهو تقليد شائع نقله بعض المعالجين عن الإمام ابن تيمية وبالغوا فيه وأضافوا إليه من عندهم.
وصرح المتحدثون من الجانب الشرعي ومن الأطباء استنكارهم لهذا الأمر فلا يجوز ضرب المريض أو خنقه تحت أي دعوى، وبين علماء الشريعة أنه لم يرد أي شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته الكرام يبيح ضرب المريض أو خنقه بحجة الرقية الشرعية، وأن ابن تيمية كأي عالم يؤخذ منه ويرد."اهـ
وقد أدان المؤتمر المعالجين بالقرآن وذلك للامور التالية:
- ادعاء العلم بالغيب، كأن يؤكد للمريض أنه متلبس بالجن أو مسحور أو محسود، فهذه أمور غيبية لا يعلم وجودها في أحد من الناس أو عدم وجودها إلا الله
- أكل أموال الناس بالباطل.
- عدم الالتزام بالمظاهر والسلوكيات الإسلامية.
- غالبا ما يطلب أشياء غريبة (مثل فأر يتيم، أو غراب ملون، أو أرنب أسود، أو أثر من آثار المريض، أو معرفة اسم الأم)
- يطلب من المريض أن يتوقف عن الصلاة أو عن الاستحمام لعدة أيام، أو يأمره بأشياء محرمة، أو يوقع العداوة والبغضاء بين الناس حين يقول " فلان أو فلانة هم الذين سحروك ".
- يكتب حروفا من لغات مختلفة وبشكل غامض لا يفهمه أحد، أو يطلب من المريض أن يقضي يوما أو عدة أيام كاملة في دورة المياة.
هذا وكما ذكرت آنفًا ان هذه الحالات كانت موجودة زمن النبي عليه الصلاة والسلام وحديث المرأة التي تصرع لأكبر دليل على عدم وجود مثل هذا الحالات التي يسمونها مس الجن...فقد ورد في الآثر ان أن امرأة سوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أصرع, وإني أتكشف فادع الله لي, فقال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك , فقالت: أصبر"...فهذه المرأة يبدو أنها كانت تعاني من مرض تنوبها فيه حالات تفقد وعيها وتسقط على الارض فتتكشف..فطلبت من الرسول _وهو رسول الله الذي يوحى أليه_ ان يدعو ((هو )) اللهَ أن يشفيها كي لا تنكشف عورتها عند جدوث حالات الإغماء...فقال لها رسول الله الجنة أم ((الدعاء )) بالشفاء؟؟؟..فلم يقل لها الرسول تعال لأخرج الجن منك...ولم يقل لها هذا جن قد لبسك...ولم يستعمل الرسول نبوته في إخراج الجن__إن وجد___وهو بالنسبة أليه يسير...ولم يك الرسول يترك المرأة المسلمة ألعوبة في يد الجن يفعل بها ما شاء وكيفما شاء ,فلو كان جنًا قد مسها لطرده في الحال...
والله أعلم
__________________
رمضان أسم حروفه ناصعة=فالراء رحمة من الله واسعة
وميمه مغفرة منه جامعة=والضاد ضياء جنة رائعة
والألف احسان وألفة ماتعة=ونونه نُزل الصائمين ناعمة
رد مع اقتباس