عرض مشاركة واحدة
 
  #20  
قديم 06-25-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

النصر بالتغيير الجذري


بقلم : عاهد ناصرالدين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وبعد :-
وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالنصر والتمكين{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21
وذكر الله لنا في كتابه منهج التغيير وبينه لنا، وأرانا صورة عملية لهذا المنهج، ولخص لنا القرآن هذا المنهج في قول الله –تعالى-{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }الرعد11.
إنه تغيير في أفكار الأمة ومشاعرها وأنظمتها ،ولا شك أن ما حصل ويحصل في البلاد العربية من ثورات على الحكام تطالب بتغييرهم وتنادي بإسقاط أنظمتهم يُعتبر نقلة نوعية واسعة وتقدما إلى الأمام، في طريق التغيير.
إننا أمام مشهد جديد وفجر جديد وشمس مشرقة ، أمام أمّة استطاعت بعون الله تعالى وبحركة ذاتية من أبنائهاأن تخلع فراعنة ذوي أوتاد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فاكتشفت أنها قادرةعلى تغيير واقعها، وأن تخلع كل حاكم مغتصب لسلطان الأمة، وأن تقول للظالم أنت ظالم، واستبشرت ببشارة نبيها محمد- صلى الله عليه وسلم « سيد الشهداء حمزةبن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» (المستدرك).
أصبحت الأمة تؤمن بقدراتها على التغييروالتفكير بما يتجاوز لقمة العيش وأعباء المدرسة والطبيب... إلى التفكير في السياسةوأنظمة الحكم والاقتصاد البديلة عن الأنظمة البالية التي أزكمت رائحتها الأنوف .
ولكن ما هو التغيير المنشود والذي يجب أن يكون لأمة تعاني الانحطاط والهبوط والتبعية للقوىالدولية الكبرى في شتى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والإعلامية...
هل هو إلغاءالدساتير الفاسدة، وسنّ قانون جديد للانتخابات، والتخلص من القوانين الجائرةللأحزاب، ومحاسبة رموز العهد البائد، واسترجاع الأموال التي نهبتها العصاباتالحاكمة، وإلغاء دَور الأجهزة القمعية ومحاسبة المجرمين الذين قتلوا وعذّبوا والأخذعلى أيدي (البلطجية) ؟ ، أو الشبيحة .
هل هو تغيير الوجوه للأشخاص الحاكمة مع بقاء الأنظمة الجبرية القمعية ؟ .
لنفرض الآن أن تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ما سيليها إن شاء الله تعالىمن أقطار العالم الإسلامي أزالت كابوس الطغاة والأمن المركزي والمخابرات والبلطجيةوالشبيحةوقلصت نفوذ العصابات الناهبة للثروات والتي سميت زوراً رجال أعمال وشركات استثماروإعمار، وجرت فيها انتخابات شفافة، وقامت محاكم فاعلة تردع المعتدين والمتجاوزين... بل لنبالغ كثيراً ولنقل: لنفرض أن الدول القائمة في بلادنا تحوّلت إلى دول قانونوشفافية يحاسب فيها من يتجاوز ويعتدي ويسرق ويرتشي، كما هو شأن العديد من دول الغربالآن، فهل هذا هو مطلب العالم الإسلامي؟! وهل تمثل هذه المطالب الحلول للمشكلاتالمعقدة والمتشابكة التي تعانيها الأمة؟، وهل هذا هو الفرض الشرعي ؟
هل الدساتير المستوردة المطبقة فيبلادنا منذ أن أُسقطت الدولة الإسلامية على يد المستعمر وإلى يومنا هذا، والتي تجعلالتشريع من اختصاص الشعب مُمَثَّلاً بما يسمى بالسلطة التشريعية والتي يطالبالثائرون اليوم بتعديلها وتصحيحها ، هل هذهالدساتير تعبر عن هوية الأمة الإسلامية، أم هي تؤسس من جديد للاستتباع للنمط الغربيفي الحكم والسياسة وطريقة العيش؟
هل النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي تكرسه هذهالدساتير تحت عناوين حرية التملك وحرية العمل والاقتصاد الحر... هل هو المخرج منالنكبات الاقتصادية والمعاشية التي تعانيها الأمة اليوم؟ أليس هذا النظام الذيتتربع على عرشه أميركا ودول الغرب هو الذي جلب الويلات على العالم، بما فيه شعوبالغرب نفسها؟! ولا سيما في السنوات الأخيرة التي شهدت الأزمة المالية العالميةوالتي حولت مئات الملايين من الناس من أغنياء إلى فقراء معدمين، ولولا أن الغرب جعلسائر العالم مزرعة له لانهار اقتصاده وأصبحت حضارته أثراً بعد عين.
هل الحريةالشخصية التي تصونها هذه الدساتير والتي تطلق سلوك الإنسان من أي قيد روحي أو خلقيأو إنساني تتوافق مع الهوية الإسلامية التي تتميز بها هذه الأمة؟
وهل الإعلامالمخرب للعقول والمفسد للأذواق والمدمر للأخلاق والعاصف بالعفة والطهارة يمكن أنيكون مقبولاً في العالم الإسلامي؟
ما الذي يمكن أن تقدمه الترقيعات التي يسمونهاإصلاحات والتي ينادى بها الآن في تونس ومصر وليبيا وغيرها من مخرج من الخضوع الشاملللغرب سياسياً واقتصاديا وعسكرياً وإعلامياً وصناعياً وتكنولوجياً وتعليمياً...؟
وما المنقذ من الذل والهوان أمام كيان يهود، حيث لازالت السلطة المصرية تستأذن هذاالكيان لإرسال فرق من الجيش إلى سيناء من أجل حمايته وحماية أنابيب الغاز الذيينهبه من مصر؟!
كيف يمكن للعالم الإسلامي الممزق إلى كيانات قطرية أن يعيش فيعالم التكتلات الكبرى المهيمنة، سواء أكانت تكتلات عسكرية كحلف شمال الأطلسي، أمكانت تكتلات اقتصادية كالعملاقين الأميركي والصيني وكالاتحاد الأوروبي؟
التغييرالحقيقي لا يحصل بدحرجة الرؤوس الكبيرة وحسب، بل يبدأ بالفكر ويستمر بالفكر والعملويحصد بوصول برنامج سياسي حقيقي إلى سدة الحكم، لإعادة صياغة المجتمع والدولة صياغةجديدة تنتج لنا حياة جديدة بطريقة عيش جديدة، ثقافةً وحكماً واقتصاداً واجتماعاًوتعليماً وقضاءً وإعلاماً وسياسةً خارجية، تقطع كل صلة بالحضارة الغربية التي اكتوىالعالم بلهيبها واحترق بنارها وحروبها واختنق بدخانها الأسود وتعفّن بنتنها وسُحِقباقتصادها وتاه بضلالها...
إنه خيار واحد لا غير، الإسلام من حيث هو مبدأ،عقيدةً وشريعةً، فكرةً وطريقةً، ومزجاً بين الروح والمادة، حضارةً متألقة زاهرة على أساس روحي عميق راسخ.
حُكماً يجعل السلطانللأمة لا لحزب ولا لعصابة ولا لعائلة ولا لطائفة ولا لمجلس عسكري ولا لحيتان المال،حيث يُبايع خليفة للمسلمين على السمع والطاعة، يرعى شؤون الناس، وحيث يحاسَب الحاكممن قبل الرعية ومجلس الأمة المنتخب ومن قبل الأحزاب السياسية والصحافة والإعلام،وحيث لا حصانة لأحد من الحكام والمحكومين من الخضوع لأحكام الشرع والقضاء، تنفيذاًلأمر الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُواالرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍفَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِوَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }.
واقتصاداً يرمي إلىإشباع الحاجات الأساسية للناس فرداً فرداً إشباعاً كاملاً، ويمكّن من شاء منهم أنيحقق سائر حاجاته الكمالية، باعتباره جزءاً من مجتمع يعيش طريقة معينة من العيش،اقتصاداً يحسن تحديد ما هو من الملكية العامة وما هو من الملكية الفردية تحديداًمحكماً بعيداً عن أهواء الرأسماليين ووحوش المال وبعيداً عن نقمة طبقة الكادحينالمسحوقين التي أنشأها النظام الرأسمالي.
اقتصاداً يوجب على الدولة توزيع المال بينالرعية على نحو يحفظ التوازن بينهم بعيداً عن أوهام المساواة والشيوعية، تنفيذاًلقوله تعالى {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِمِنْكُمْ }.
واجتماعاً، يضبط اجتماع الرجل بالمرأة بعيداً عن الاختلاط الماجنوالمستهتر، في ظل أحكام الإسلام التي حددت اللباس الشرعي للمرأة والرجل وشرعتالأحكام التي تجعل العلاقة بينهما في الحياة العامة وخارج إطار الزوجية علاقة إنسانبإنسان لا علاقة ذكورة وأنوثة، فتسود الطهارة والعفة والمروءة والشهامة المجتمع،بدلاً من الرذيلة التي نشرتها العلمانية والحرية الشخصية والحرية الإعلامية فيعالمنا اليوم.
وقضاءً يلغي الفصل بين محاكم شرعية وأخرى مدنية تحكم بغير ما أنزلالله تعالى، فيكون القضاء كله في الأحوال الشخصية والمعاملات المالية والجناياتوالقضايا السياسية... قضاء شرعياً يحكم بين الناس بشرع الله، ما عدا القضاياالروحية والعائلية لغير المسلمين الذين لا يجوز أن يُفتنوا عن دينهم ولا أن يجبرواعلى الأحكام الفردية التي شرعها الإسلام للمسلمين.
وتعليماً يهدف إلى بناءشخصية إسلامية بعقلية ونفسية إسلاميتين، فيساهم في صيانة المجتمع بعلاقات إسلاميةصرفة، ويحرص على اكتساب العلوم التي تلزم للمجتمع والدولة للقيام بأعباء الحياةوتأمين وسائلها وأسبابها، ويؤمّن للأمة أسباب القوة الاقتصادية والتقنية والعسكرية،والسلامة الصحية، وازدهار العمارة ووسائل الرفاهية والراحة...
وإعلاماً يهدف إلىصيانة المجتمع وتعزيز ثقافته وهويته وإطلاق الطاقات الفكرية والذهنية على أساسروحي، ويلتزم مقاييس الحلال والحرام، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم، ولا سيما فيزمن أضحت فيه الفضائيات سلاحا ً أمضى من الصاروخ والمدفع والبندقية.
إعلاماً يصون عفةالمجتمع بدلاً من تدمير العفة والطهارة الذي تمارسه عشرات الفضائيات العربيةاليوم.
وسياسة خارجية تنظر إلى العالم على أنه إنسانية اشتاقت إلى معاني السعادةوالهداية والرقي التي لا تتأتى إلا من خلال طريقة عيش تؤسَّس على الإيمان باللهتعالى خالقاً ومدبراً؛ فتضع الإنسان على طريق إشباع حاجاته وغرائزه وفق أوامر اللهتعالى ونواهيه، فتمزج بين الروح والمادة، وهي نظرة الإسلام الذي يرى الخلق جميعاًعيال الله، فيحمل المسلمون رسالتهم إلى العالم باتجاه أن يكون العالم عالماً واحداًفي ظل شريعة الرحمة، بعيداً عن النظرة الاستعمارية التي أفسد الغرب بها العالموملأه بالمآسي، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
هذا هوالتفكير الذي ينبغي للذين اكتشفوا قدرتهم على التغيير من أبناء أمتنا، ولاسيماأولئك الشبان الذين فاجأوا العالم بصاعقة دكت عرش فرعون بلمح البصر، بعون الله.
هذاهو التفكير الذي يليق بأمةٍ قال الله تعالى فيها {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍأُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِوَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }، وقال {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًالِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيداً} .
ومما يجب التنبه إليه وأخذ الدروس والعبر من هذه الثورات التنبه إلى خطورة الدعوات المشبوهة مثل الدعوة إلى العلمانية ، والدعوة إلى فصل الدين عن الحياة كالدعوة إلى الدولة المدنية {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162
لا بد أن ندرك أن النصرة التي تعتبر ركيزة هامة في طريقة الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد ظهر للمعاندين صدقيتها ؛ بل ولزومها وعدم الإستعناء عنها ذلك أن الجيش هو بيضة القبان ؛ فقد قال الجيش كلمته في مصر فنحى مبارك، ولم ينقسم على نفسه وكذا التونسي من قبله ، بخلاف ليبيا ، وما يخشى أن تصير إليه الأمور في اليمن ، وما نحذر منه الآن في سورية .
لا تدعوا الجاهلين والطامعين يسرقوا ثوراتكم ولا تجعلوهم يكتبون بدمائكم إصلاحات ترقيعية تطيل من أمد الظلم والحكم الجبري في الأرض .
واحذروا كل الحذر تدخلات الغرب وعملائه في ثوراتكم من أن يركبوا الموجة أو يدسوا أزلامهم ليشوشوا ويميعوا شعاراتكم، سواء أكان على شكل هيئات أو حركات أو مفكرين أو كتاب .
والحذر الحذر من المساومات ومن العروضات ومن المغريات الآنية التي تطيل من أمد النظام وتحسن صورته أو تحصر القضية في شخص الحاكم .
ونخاطب الجيوش أنه آن لكم أن تقفوا في صف الأمة، وأنكم من الأمة وللأمة , ولستم من الأنظمة؛ فلا تكونوا اليد التي تبطش بها الأنظمة بشعوبها , وأن تقولوا كلمتكم بإعطاء النصرة لدينكم وأمتكم لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية، التي ستباشر مهامّها فوراً فيتحرير الأمة من الهيمنة الغربية، وتطبيق أحكام الشرع رعايةً لشؤون الناس، وفي توحيدالعالم الإسلامي تحت راية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وفي إعلان الجهادلتحرير فلسطين والعراق وسائر البلاد الإسلامية المحتلة، وصولاً إلى حمل الإسلامرسالةً إلى العالم.
ويحاول الكافر المستعمر وأذنابه تضليل الأمة الإسلامية أنها لن تعود كما كانت، وأن الخلافة ضرب منالخيال والخرافة والجنون، ومن المستحيلات .
لكننا نعتقد اعتقادا جازما لا يتطرقإليه شك أن شمس الإسلام ستشرق من جديد دولة الإسلام قادمة بإذن الله-عزوجل- . قالرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( أمتي أمة مباركة لا تدري أولها خير أم آخرها ) رواه ابن عساكر عن عمرو بن عثمان وأشار السيوطي إلى حُسنه 0 وقد قال النبي – صلىالله عليه وسلم - (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا منخالفهم حتى يأتي أمر الله)) [رواه البخاري ومسلم]. وقد حفظ الله بمنه وكرمه أمةمحمد – صلى الله عليه وسلم – وجعلها خير أمة أُخرجت للناس وجعلها أمة وسطا بنصالقرآن الكريم فقد قال تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاًلِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداًوَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنيَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةًإِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْإِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143. وَرَوَى التِّرْمِذِيّعَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَفِي قَوْله تَعَالَى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطًا " قَالَ : ( عَدْلًا ) . قَالَ : هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح . وكأن رسول الله ينطق بيننا ويعيشبين أظهرنا، حين أخبرنا عن زماننا هذا. فقال كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديثأبي هريرة : ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء)). وفي روايةالإمام أحمد: ((قيل من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس)). على منهاجالنبوة)، فإن خليفة المسلمين هو الذي سيقود جحافل الفتح والتحرير قريباً بإذن اللهتعالى فهذه أمة عظيمة كريمة وهي خير أمة أُخرجت للناس، وهي أمة لا زالت حية وهيقادرة على النهوض والإرتقاء والتحرير وعلى ما فوق التحرير، ألا وهو تحقيق السعادةللبشرية جمعاء من خلال مبدأ الإسلام العظيم. أمة قادرة على تحقيق وعد الله تعالىوبشرى رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم - (ثم تكون خلافة. أمة فيها الرجال الرجالالذين يصلون ليلهم بنهارهم حتى تعود كما أخبر عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ) وليس ذلك فحسب بل وجعل بيت المقدس عقردارها عاصمة لها ، وليس كما يريدون شرقية وغربية لكيانات كرتونية .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24
__________________
[
رد مع اقتباس