عرض مشاركة واحدة
 
  #8  
قديم 01-09-2012
المحرر السياسي المحرر السياسي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 106
افتراضي رد: منظمة التحرير الفلسطينية منظمة ضرار، والعمل على إحيائها خزي في الدنيا والآخرة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد مشاهدة المشاركة

السلام عليكم

شكرا أخي الكريم

أعلم أنكم كنتم قد أشرتم في نشراتكم السابقة عن أن المرزوقي قد يكون رئيسا للدولة أو رئيسا للحكومة في تونس وقد كان ذلك في سنة 2009 أو 2007 ولكن للأسف حاولت الحصول على النشرة كاملة فلم أفلح، هل من الممكن أن تزودني بها؟

بورك بك
الأخ الكريم أبا خالد، تحية طيبة، وبعد:
هذا نص النشرة التي ذكرت، وهي بعنوان "دردشات":

بسم الله الرحمن الرحيم
دردشات

أولا: جولة رايس في المنطقة

تأتي جولة رايس الحالية في المنطقة والتي تلت إعلان الرئيس الأميركي بوش عما أسمي باستراتيجية جديدة للإدارة الأميركية في العراق، لتؤكد تلك الجولة على مضي أميركا بالسير قدما في مشروعها لمنطقة الشرق الأوسط، والذي يقضي بحل قضية فلسطين، باعتبارها القضية الأولى في المنطقة، والتي سيكون حلها أو قطع خطوات واسعة وحقيقية تجاه حلها مفصلاً كبيراً يشد أنظار أهل المنطقة بعد ما ألفوه من انحياز كامل تجاه "إسرائيل".

وواضح في جولة رايس الضغط على الحكومة "الإسرائيلية" حيث تحدثت عن خطة خارطة الطريق، وأنه لن يتم تجاوز أي من مراحلها، في الوقت الذي ظهر فيه محمود عباس بجانب رايس في مؤتمرهما الصحفي يرفض فيه قيام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، كموقف بدا أنه تفاوضي رغم تمثيل رايس دور المستطلع للآراء في المنطقة، ويتضح من معطيات جولة رايس استعجال أميركا في الحل، وبخاصة وأنها قد أخذت موافقة أولمرت وعباس على عقد اجتماع قريب معها بعد عودتها للمنطقة قريباً، إضافة إلى التهيئة لعقد اجتماع للجنة الرباعية والمكلفة أصلاً بتنفيذ خطة خارطة الطريق في واشنطن الشهر القادم، والإعلان عن العزم على إنشاء "رباعية" عربية للمساعدة في مسيرة السلام.

وتعيد جولة رايس الحالية إلى الذاكرة ما تم التصريح به إبان الحرب اللبنانية الأخيرة سواء ما كان من تصريحات رايس نفسها حول حل قضايا المنطقة وتصريح عمرو موسى بأنه سيكون حل في منطقة الشرق الأوسط بالجملة (باكج)، أو ما كان قد تحدث عنه هنري كيسنجر من أن هناك صفقة ضخمة تعد لمنطقة الشرق الأوسط سيتم العمل على تحقيقها؛ ولذلك تم الحديث في هذه الجولة عن ملفات ثلاثة؛ وهي استراتيجية أميركا الجديدة في العراق، والملف الفلسطيني "الإسرائيلي" _وهو ما جاءت رايس لأجله خاصة في زيارتها الأخيرة_، وملف لبنان.

والمرجح أن نرى تطورات سريعة سواء كان على صعيد الملف الفلسطيني "الإسرائيلي" أو الملف السوري "الإسرائيلي"، وبخاصة بعد أن تم التسريب في صحيفة هآرتس عن اجتماعات حصلت من وراء الكواليس بين شخصيات سورية و"إسرائيلية" غير رسمية تحت إشراف مسؤول أميركي كبير، والخروج بورقة تفاهمات غير ملزمة كما أطلق عليها، ومع أنه تم نفي الخبر من قبل الطرفين السوري و"الإسرائيلي" الرسميين، إلا أن ما يسرب هو بالونات اختبار لتهيئة الأوضاع للدخول في مفاوضات في المستقبل القريب. ويرجح فتح الملف السوري بعد عقد المؤتمر المنتظر بين عباس وأولمرت برعاية بوش والمرجح أن يكون في واشنطن ويعلن فيه إقامة دولة فلسطينية مؤقتة على حدود السياج الأمني (الجدار).

ثانيا: وضع العراق بعد إعدام صدام

إن إعدام صدام يؤشر على انتهاء حقبة سياسية سابقة، حيث أتبِعَ بإعدام أخيه غير الشقيق برزان وعواد البندر، وليكون إعدامه بتوقيته وإظهار من أشرفوا عليه معمقاً للعداء بين "السنة" و"الشيعة" ليس في العراق فحسب، بل وفي العالم الإسلامي. بعد كل ذلك فإن طلائع القوات الأميركية الإضافية التي أعلن عنها بوش قد بدأت بالوصول إلى العراق ليجري استخدام معظمها لتأمين مركز العاصمة بغداد، مما يشير إلى عزم أميركا على المضي بفدرلة العراق، حيث ينبغي طرد المقاتلين خارج مركز العاصمة، وليس المقصود مقاتلي "السنة" فحسب بل وبعض عناصر ومقاتلي جيش المهدي. وقد ذُكِرَ أن المالكي قد طلب نشر القوات القادمة في ضواحي العاصمة فرُفِض طلبه.

كما أن انتشار الاحتراب خارج مركز بغداد سوف يعجل في وضع حدود فاصلة بين الأقاليم، وبخاصة وأنه يتوقع انسحاب تدريجي للقوات الأميركية نحو قواعد محددة بذريعة تسليم الأمن للقوات العراقية، التي لا يتوقع أن تحكم السيطرة على منطقة الأنبار بسبب قوة ضربات المقاومة، التي أعلن جزء منها إقامة "إمارة إسلامية" ما زالت في حدود مناطق "السنة". ولا يستبعد إعلان فدرالية "شيعية" وبخاصة مع حدوث اشتباكات مع جيش المهدي. ومع الوجود الفعلي لإقليم الأكراد ، تكون أميركا قد أشرفت على الانتهاء من تقسيم العراق باسم الفدرالية، وإعداد مركز آمن في بغداد لتلك الفدرالية يتولى الإشراف على السير في إنجاز الخدمات التي افتقدها الجمهور في أنحاء العراق، وإعادة بناء جيش مختلط لحراسة الحدود مع انسحاب الجيش الأميركي إلى قواعد محددة، تحظى بقبول واسع مستقبلا لمساعدتها على استقرار الأمن. وقد ذكر أحد مسؤولي "السنة" أنه يقبل بدخول البشمركة الكردية لأحياء "السنة" ويقبل بدخول القوات الأميركية، ولكنه لا يقبل بدخول الجيش أو قوات الأمن العراقية لأحياء "السنة"؛ لما أصبح الناس يختزنونه في ذاكرتهم عن الصورة الطائفية لتلك القوات.

ويتوقع استمرار أميركا في أعمال احتواء زعماء "السنة" ودفعهم للرضى بالفدرلة، وإرضائهم بتوجيه ضربات لـ"الشيعة"، وتخفيف وطأة قانون اجتثاث البعث، وإقالة المالكي، وظهور أميركا بوجه جديد يبدو فيه الحيادية، وبخاصة مع بدء ظهور نتائج متعلقة بحل قضية فلسطين.

ثالثا: التطورات الأخيرة في الصومال

يبدو أن ما عرضته أميركا على زعماء المحاكم من خلال الوسيط لم يحظ بقبول وترحيب عندهم، أو عند معظمهم. وحيث أن أميركا كانت قد اخترقت صفوفهم، وظهر ذلك من خلال توجيه محمد سياد إنذاراً لخروج القوات الإثيوبية خلال أسبوع، والذي قيل أنه لم يُشاور فيه زعماء المحاكم الأساسيين، والذين كان معظمهم خارج البلاد. حيث يبدو أنه تم إغراء أغلبهم بأداء فريضة الحج، أو الذهاب بزيارة خارج البلاد. مما هيأ الأجواء في ظل وجود فراغ قيادي، وضعف تماسك جبهة المحاكم لضعف تجانس مكوناتها، إضافة لضعف خبراتهم القتالية، كل ذلك وبوجود التصريحات النارية للوصول إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا قد هيأ الوضع لوجود مبرر قوي لدخول القوات الإثيوبية بغطاءٍ أميركي سياسيٍ مما أدى إلى ذلك الانهيار الكبير لقوات المحاكم.

فقد ذكر أحد القادة الميدانيين للمحاكم طلب عدم الكشف عن هويته أنه: "في الوقت الذي كنا فيه متمركزين في محيط مدينة بيداوة (مقر الحكومة الانتقالية) وكبدنا القوات الإثيوبية خسائر فادحة خصوصا في دينوناي (30 كم شرق بيداوة) فوجئنا بأن العاصمة في طريقها للسقوط بعد هزائمنا المتلاحقة في مدن مهمة مثل بلدوين وجوهر حيث شعرنا أن هناك قبائل تتخلى عنا ومن بينهم أحد وجهاء قبيلة الهوية أكبر القبائل الصومالية في الجنوب".

ويضيف المصدر نفسه فيقول: "الشيخ سياد هو الذي أعلن قرار الحرب على إثيوبيا (أعطى إثيوبيا مهلة أسبوعا للانسحاب) في وقت كان القادة الرئيسيون خارج البلاد، الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم، والشيخ حسن ضاهر أويس رئيس مجلس شورى المحاكم اللذين عادا للبلاد قبل ساعات من سقوط مقديشو بطائرة خاصة. كما أن نائب رئيس مكتب الدفاع والأمن أبو المنصور مختار كان أيضا خارج البلاد في الحج مع مسؤول التوجيه المعنوي والاثنان من ذوي الخبرة الذين كانت مشورتهم مطلوبة قبل إعلان قرار الحرب مثلهم مثل العلماء الذين كان أغلبهم أيضا يؤدي فريضة الحج". والأغرب من هذا كله -يوضح القائد الميداني- "أن الشيخ سياد الذي أعلن قرار الحرب سافر بعد تصريحه الشهير لأداء الحج مع أسرته ولا زال خارج البلاد حتى الآن".

ويخلص هذا القائد الميداني قائلا: "لا أشك أن قادتنا مخلصون مثل الشيخ شريف شيخ أحمد والشيخ حسن ضاهر وغيرهم، ولكن هناك من نشك أنهم يعملون لدول عدوة للإسلام مثل أميركا بما في ذلك كل جهة لها علاقة بإرسال أهم قادتنا إلى الحج".

ويبدو أن أميركا تريد إشراك بعض زعماء المحاكم في الحكم، وبخاصة وأن جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية قد أثنت على تحقيق المحاكم للعدالة في مقديشو، ودعت إلى إشراك كافة الأطراف الصومالية في حكم البلاد بمن فيهم بعض زعماء المحاكم الإسلامية الذين يبدو أنه سيتم إخراجهم بوجه جديد يظهر فيه الاعتدال.

رابعاً: أحداث تونس الأخيرة

الاشتباكات التي جرت في الضاحية الجنوبية لمدينة تونس والتي قيل أنها أسفرت عن مقتل 25 عنصراً من قوات الأمن التونسية ومن وصفتهم الحكومة التونسية بـ"المجرمين"، تبين لاحقاً أنهم من التيار "الجهادي"، حيث تبنى تنظيم يسمى "شباب التوحيد والجهاد" مسؤوليته عن الاقتتال والاشتباك مع قوات الحكومة التونسية في بيان أصدروه في 6/1/2007م، منسوباً للتنظيم المذكور.

إن من نتائج ما أحدثه وجود التيار الاستئصالي المسيطر على الحكم في تونس أنه أفرز احتقانات شديدة عند الناس، وبخاصة في ظل ملاحقة رواد المساجد ومنع الحجاب في دور التعليم والدوائر الحكومية، وتمادي الدولة في إكراه النساء على نزع الحجاب، أو نزعه بالقوة كما حصل بالفعل. وهذا يحفز فئة الشباب المتدين بخاصة على إيجاد مخرج من المأزق الذي تم حشرهم فيه، مما يهيئ لتكوين بؤر لديها الحماس للتصدي لممارسات النظام القذرة، ويسهل في خضم ذلك إلصاق أية أعمال مقصودة ونسبتها للتيار "الجهادي"، هذا إذا لم يتم اختراق تلك البؤر "الجهادية" سلفاً وتوجيهها للوجهة المراد الوصول إليها.

وبالتدقيق في الحالة التونسية يتبين أن هناك بعض المعطيات والتي تشير إلى قرب حدوث بعض التغييرات، وبخاصة بعد تأسيس جبهة باتت تزداد اتساعاً تطلق على نفسها اسم "حركة 18 أكتوبر للحقوق والحريات" حيث مضى على تأسيسها عام ونيف، واللافت أنها تضم إلى جانب الأحزاب العلمانية واليسارية "حركة النهضة" ذات التوجه الإسلامي، والموصوفة بأنها حركة إسلامية "معتدلة" إضافة لجمعيات حقوقية .. وقد برزت مطالبة تلك الجبهة بحرية تأسيس الأحزاب وحرية التعبير والإعلام والصحافة وإطلاق سراح السجناء السياسيين وإعادة الاعتبار لمن خرجوا طالبين اللجوء السياسي .. ومن المتوقع أن تأخذ الحركة شكلاً رسمياً فعلاً في المستقبل القريب. ومن المعطيات المهمة لإنجاز التغييرات هو تأكد مرض الرئيس بن علي. لذلك فإنه من المرشح أن يكون "المنصف المرزوقي" رئيس حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" والذي يطالب بإيجاد حكومة انتقالية "تعيد للحوار مكانته..." هو مرشح الحركة (18 أكتوبر) لرئاسة الحكومة المتوقعة بعد مسرحية تخرجها أميركا لاستبعاد التيار الاستئصالي المسيطر على الحكومة الحالية، واحتواء تيار "الإسلام المعتدل" الذي سيغطي ظهوره على الساحة في تونس من جديد على التيارات الإسلامية "المتطرفة" وينسجم ذلك تماماً مع توجهات أميركا لاستخدام ما يسمى بالتيار الإسلامي المعتدل لتنفيذ مشروعها للشرق الأوسط الكبير؛ لقطع الطريق على أي تغيير حقيقي وجذري، وتنفيس المشاعر الإسلامية من خلال ما يسمى بالتيار الإسلامي المعتدل، والذي سيقوم بمهمة تمييع الفكر الإسلامي النقي، ودمجه مع الفكر الغربي المراد استقراره في العقول كما يخطط لذلك ويهيأ له.

28/ذي الحجة/1427هـ
17/1/2007م
رد مع اقتباس