عرض مشاركة واحدة
 
  #10  
قديم 11-30-2013
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: الأدلة السبعة على عودة المسيح عيسى عليه السلام إلى الأرض

7 الدليل السابع من سورة المائدة و آل عمران :

الدليل الآخر على عودة عيسى إلى الدنيا مرة أخرى ذكر كلمة ( كهل ) في الآية 110 من سورة المائدة والآية 46 من سورة آل عمران يقول الله تعالى :

( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ ) آل عمران 46

( إِذْ قَالَ الله يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) المائدة 110

وهذه الكلمة لم تستعمل في القرآن الكريم سوى في هاتين الآيتين ولم تستعمل في وصف أحد غير عيسى عليه السلام وكلمة ( كهل ) تعني الشخص عمر ما بين الخامسة والثلاثين والخمسين أي الذي أنهى مرحلة الشباب ودخل في مرحلة متقدمة من العمر.

و الكهولة تعني الفترة التي تلي الخامسة والثلاثين من العمر وقد إستند بعض العلماء المفسرين إلى بعض الآثار وتبين لهم أن عيسى عليه السلام رفع وهو ابن ثلاثين أو ابن ثلاث وثلاثين على الراجح وأنه سوف يعيش أربعين عاماً بعد رجوعه إلى الأرض، وأن كهولة عيسى ستكون بعد رجوعه. وهو القول المشهور في تفسير الطبري ولهذا يقول العلماء أن هذه الآية دليل على ظهوره مرة أخرى

عند تفحص هذه الآيات، بإمكاننا تأييد وجهة النظر هذه التي يوردها العلماء المسلمون وعند التأمل في آيات القرآن الكريم نستطيع تبيين أن هذه العبارة لم تستعمل لنبي آخر غير عيسى عليه السلام فكل الأنبياء والرسل دعوا الناس إلى الدين وكلهم قاموا بواجبهم في الدعوة في أعمار متقدمة لكن لم يتم وصف أي نبي بهذا الشكل سوى عيسى فهذه العبارات في القرآن الكريم لم تستعمل لغير عيسى ووضعه المعجز ذلك أن عبارات ( فِي الْمَهْدِ ) وَ ( كَهْلًا ) وردت بشكل متتابع لجلب الانتباه إلى هاتين الفترتين من عمر الإنسان وما يقترن بها من إعجاز.

فتكلم عيسى وهو في المهد معجزة وأمر غير معهود كذلك من المحتمل أن تكون كلمة كَهْلًا - التي تعقبها - دليلا على معجزة أيضا فَذكََْر تكلمهِ كهلاً بشكل متعاقب لتكلمهِ في المهد فيه إشارة إلى حدوث معجزتين في زمانين مختلفين الأول هو تكلمه في المهد والثاني تكلمه وقت كهولته بعد عودته الثانية إلى الأرض (والله أعلم).

لكن بعض المفسرين يفسرون كلمة ( كهل ) بمعنى مخالف لمعناها الحقيقي وبشكل مخالف للمنطق العام للقرآن الكريم حيث يقول هؤلاء إن الأنبياء أشخاص ناضجون وكاملون في جميع مراحل حياتهم وأن هذه العبارة تشمل الأنبياء في كامل حياتهم وبالتأكيد فإن الأنبياء أشخاص ناضجون وكاملون في جميع مراحل حياتهم لكن الله تعالى يقول في سورة الأحقاف أن سن النضوج هو الأربعين :

( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) الأحقاف 15

ولهذا وبالنظر في هذه الآية فإن كلمة ( كهل ) تشير إلى قدوم عيسى مرة أخرى إلى الأرض والله أعلم .
رد مع اقتباس