عرض مشاركة واحدة
 
  #1  
قديم 10-22-2011
مستنير مستنير غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 45
افتراضي نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

"القرآن والكون"

يمتد هذا البحث من صفحة 15 وحتى صفحة 27 وهذا البحث كغيره من مواضيع كتاب حمل الدعوة الإسلامية واجبات وصفات مليء بالأخطاء والمغالطات والمخالفات اللغوية، والفكرية، والشرعية، والحزبية وهي ما يلي:-

أولا:- تسمية آيات القرآن آيات بسبب كونها معجزة

في صفحة 17 يقول المؤلف ما نصه:- "وحيث أن هذا القرآن المعجزة يتشكل من جمل، فان هذه الجمل فيها الإعجاز الدال على أن الله سبحانه هو قائل هذه الجمل وهو منزلها على نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم لهذا أطلق التعبير القرآني كلمة آية وآيات على هذه الجمل، والسبب في هذا الإطلاق أن الآية في اللغة هي العلامة أو الأمارة الدالة على شيء، وحيث أن هذه الجمل بسبب كونها معجزة تدل على القائل القدير وهو الله سبحانه فانه سبحانه سماها آيات، أي علامات دالة على وجوده سبحانه. فالقرآن يتشكل من جمل، كل جملة منه علامة دالة على وجود الله، لأن غير الله لا يستطيع الإتيان بمثلها ... فالقرآن سمى جمله التي يتشكل منها آيات، بمعنى علامات دالات على وجود الحق سبحانه". انتهى
التعليق: 1- قوله "وحيث أن القرآن المعجزة يتشكل من جمل" وقوله "لهذا أطلق التعبير القرآني كلمة آية وآيات على هذه الجمل" هذا القول غلط يدل على جهل باللغة لأن آيات القرآن ليست جميعها جملا ، فمنها ما يتكون من كلمة واحدة وذلك مثل الآيات التالية:
{ الرحمن }، { مدهامتان }، { القارعة }، { طسم }، { الم }، { المص } ،{ طه } ،{يس}، { حم }، { عسق }، ويوجد آيات تتكون من أكثر من كلمة ومع ذلك لا تعتبر جملا مثل الآيات التالية: { إن شجرة الزقوم }، { عن النبأ العظيم }، { إذا وقعت الواقعة } ، {إذا جاء نصر الله والفتح}،{إذا رُجت الأرض رجا } ، { وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} ، { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال } ، { إذا زُلزلت الأرض زلزالها } ، { وأخرجت الأرض أثقالها } ، {قال الإنسان ما لها }. فمثل هذه الآيات وما شابهها لا تسمى "جملا" ومع ذلك أطلق عليها القرآن كلمة آية وآيات، من هنا نجد أن الحزب يستعمل كلمة "اللفظ" أو "ألفاظ القرآن وجمله" عند الحديث عن القرآن ولا يقتصر على كلمة "جمله" فقط، فمثلا ورد في الشخصية الاسلامية الجزء الأول صفحة 29 ما نصه "فالقرآن كلام عربي في ألفاظه وجمله" وفي صفحة 143 ما نصه:"القرآن هو اللفظ المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بما يدل عليه من معانيه، فالقرآن هو اللفظ والمعنى معا" وفي صفحة 149 ما نصه "ثم إن المدقق في ألفاظ القرآن وجمله".
2- أما قوله "وحيث أن هذه الجمل بسبب كونها معجزة، تدل على القائل القدير وهو الله سبحانه وتعالى فانه سماها آيات أي علامات دالة على وجوده سبحانه" فقوله خطأ لأن التحدي كان أقله في سورة واحدة لا في آية واحدة، فالآية الواحدة من السورة الواحدة لا تعتبر معجزة لأن الله سبحانه لم يتحد العرب بأن يأتوا بآية واحدة، ولأن العرب عجزوا عن الاتيان بسورة مثله لا بآية من مثل آياته، لذلك لا يقال عن آية "مدهامتان" أو آية "حم" ولا حتى آية الدَيْن في سورة البقرة والتي تملأ صفحة كاملة وهي أطول من كثير من السور أنها آية معجزة لأنه لم يتحد بها وشرط المعجزة أن يجري التحدي بها وأن يعجز المتحدي عن الاتيان بما تُحُدي به، وهذا هو ما تبناه الحزب حيث يقول "المعجزة هي أمر خارق للعادة مع وجود تحد، وهي لا تحصل إلا لنبي لأنها لاثبات نبوته بناء على التحدي له" والغريب في الأمر أن المؤلف نفسه ينص على أن العرب عجزوا عن الاتيان بسورة واحدة من القرآن وأن أقل سورة في القرآن تتكون من ثلاث آيات فهو يقول في صفحة 15 ما نصه "كيف عجز العرب عن الاتيان بمثل سورة واحدة من القرآن ولو بلغت ثلاث آيات كسورة الكوثر وهم أهل الفصاحة وأرباب اللغة".
3- لم يتخذ الحزب من إعجاز القرآن دليلا على وجود الخالق عز وجل ولم يقل بذلك مطلقا، وإنما قال أن القرآن هو معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوته وذلك مثل قول الحزب "والقرآن هو معجزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم" ومثل قوله "ولذا نقول أن القرآن هو معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي بها ثبتت رسالته منذ نزول القرآن عليه إلى يوم القيامة".
4- وحتى يتأكد لنا خطأ ما ذهب إليه المؤلف في سبب تسمية آيات القرآن آيات استعرض هنا ما قاله أهل اللغة وأهل التفسير في هذا الموضوع:-
ورد في لسان العرب لابن منظور ما نصه "والآية: من التنزيل ومن آيات القرآن العزيز، قال أبو بكر: سميت الآية آية لأنها علامة لانقطاع كلام من كلام. ويقال: سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن. وقال ابن حمزة: "الآية من القرآن كأنها العلامة التي يُفضى منها إلى غيرها كأعلام الطريق المنصوبة للهداية كما قال: إذا مضى عَلَم منها بدا عَلَم.الفراء في كتاب المصادر: الآية من الآيات والعبر، سميت آية كما قال تعالى: {لقد كان في يوسف واخوته آيات} أي أمور وعبر مختلفة.
أما الطبري فيقول في تفسيره "وأما الآية من آي القرآن، فإنها تحتمل وجهين في كلام العرب:-
أحدها: أن تكون سميت آية، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآية التي تكون دلالة على الشيء يستدل بها عليه ... والآخر منها : "القصة، كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:- ألا أبلغا هذا المُعَرَّض آية: أيقظانَ قال القول إذ قال، أم حَلَمْ يعني بقوله آية: رسالة مني وخبر عني فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول".
وأما القرطبي فيقول في تفسيره "وأما الآية فهي العلامة، بمعنى أنها علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها وانفصاله، أي هي بائنة من اختها ومنفردة. وتقول العرب: بيني وبين فلان آية، أي علامة، ومن ذلك قوله تعالى "إن آية ملكه"... وقيل: سميت آية لأنها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه، كما يقال: خرج القوم بآياتهم أي بجماعاتهم. وقيل: سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها". وهذا القول الأخير الذي أورده القرطبي غير منسوب لأحد، قد بينت وجه الخطأ فيه.

ثانيا :- تسمية مخلوقات هذا الكون آيات بسبب إعجازها.

يقول المؤلف في صفحة 17 ما نصه "إن الناظر في هذا الكون يجد أن كل جرم، بل كل شيء يتكون الجرم منه أو عليه هو أيضا معجزة لا قدرة للبشر على الاتيان بمثله، وحيث أن هذه المخلوقات وجودها معجز، فإن مما لا شك فيه أن يصح أن يطلق عليها مجتمعة أو متفرقة لفظة آيات أو آية لنفس المعنى المقصود لآيات القرآن، فكما أن جمل القرآن معجزة ولذلك أطلق عليها لفظة آيات، فان مخلوقات هذا الكون لا شك في إعجازها، ولهذا يطلق عليها هي الأخرى لفظة آيات، أي علامات دالات على وجود خالقها القدير". انتهى
التعليق:-
1- هذا النص، والنص الذي قبله ونصوص أخرى في هذا الكتاب تشير بوضوح الى أن عقلية مؤلف الكتاب أسيرة لأسلوب التفكير المنطقي في الاستدلال ثم الاستنتاج، فالمؤلف في النص السابق لهذا النص يقول في سبب إطلاق لفظة آية على جمل القرآن ما نصه: "إن الآية في اللغة هي العلامة أو الامارة الدالة على شيء" مقدمة أولى ثم يقول "وحيث أن هذه الجمل بسبب كونها معجزة تدل على الخالق القدير وهو الله سبحانه" مقدمة ثانية ثم الاستنتاج فيقول "فانه سبحانه سماها آيات، أي علامات دالة على وجوده سبحانه" واضح هنا أن النتيجة المنطقية لهذا التسلسل المنطقي ارتكزت على وجه الشبه بين الآية والمعجزة وهو كون المعجزة تصلح أن تكون علامة دالة على شيء.
ثم يتابع المؤلف سلسلة المقدمات المنطقية في هذا النص إذ يقول "فكما أن القرآن معجزة ولذلك أطلق عليها لفظة آيات" مقدمة أولى ثم يقول "فان مخلوقات هذا الكون لا شك في إعجازها" مقدمة ثانية، ثم تأتي النتيجة المنطقية فيقول "ولهذا يطلق عليها هي الأخرى لفظة آيات، أي علامات دالات على وجود خالقها القدير".
2- انتهاج المؤلف أسلوب التفكير المنطقي وعدم تقيده بالطريقة العقلية التي تبناها الحزب في التفكير أوصله الى الخروج على طريقة الحزب ومخالفته في كيفية الاستدلال على وجود الخالق المدبر.
فالحزب في نظام الاسلام على سبيل المثال لا الحصر يقول في صفحة 5 ما نصه:- "على أن كل من كان له عقل يدرك من مجرد وجود الأشياء التي يقع عليها حسه، أن لها خالقا خلقها، لأن المشاهد فيها جميعها أنها ناقصة، وعاجزة ومحتاجة لغيرها، فهي مخلوقة قطعا. ولذلك يكفي أن يلفت النظر الى أي شيء في الكون والحياة والانسان ليستدل به على وجود الخالق المدبر. فالنظر الى أي كوكب من الكواكب في الكون، والتأمل في أي مظهر من مظاهر الحياة، وإدراك أي ناحية في الانسان، ليدل دلالة قطعية على وجود الله تعالى. ولذلك نجد القرآن الكريم يلفت النظر الى الأشياء، ويدعو الانسان لأن ينظر إليها وإلى ما حولها وما يتعلق بها، ويستدل بذلك على وجود الله الخالق المدبر إدراكا قطعيا. وقد وردت مئات الآيات في هذا المعنى... وقال تعالى {ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم} وقال تعالى في سورة البقرة {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها، وبث فيها من كل دابة، وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} الى غير ذلك من الآيات التي تدعو الانسان لأن ينظر النظرة العميقة الى الأشياء وما حولها وما يتعلق بها، ويستدل بذلك على وجود الخالق المدبر، حتى يكون ايمانه بالله ايمانا راسخا عن عقل وبينة". لقد اضطررت لكتابة النص كاملا لأن المؤلف خالف الحزب في كل ما جاء في هذا النص- عدا نص الآيات- وذلك على النحو التالي:-
الحزب لم يستدل مطلقا في كتبه ومنشوراته على وجود الخالق المدبر بكون مخلوقات هذا الكون معجزة، أما المؤلف فانه الى جانب استدلاله بمعجزة المخلوقات للدلالة على وجود الخالق القدير لم يتطرق الى العجز والنقص والاحتياج كدليل على أن الانسان والحياة والكون مخلوقة لخالق فالحزب يقول أن العجز والنقص والاحتياج المشاهد في الانسان والكون والحياة هو الدليل على أن لها خالقا خلقها والمؤلف يقول أن الاعجاز في مخلوقات هذا الكون هو العلامة الدالة على وجود خالقها دون أن يشير مجرد إشارة الى دليل الحزب. وفوق ذلك فان المؤلف هنا يخالف الحزب مخالفة صريحة في فهمه لوجه الاستدلال بآيات القرآن التي تدعوا الانسان للتفكر في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، واختلاف ألسن الناس وألوانهم، فالحزب يقول أن الآيات تلفت نظر الانسان الى العجز والنقص والاحتياج، أما المؤلف فيقول انها تشير الى الإعجاز في مخلوقات هذا الكون.
ومن الجدير بالملاحظة أيضا أن المؤلف وهو عضو في حزب التحرير تجنب استخدام مصطلحات الحزب التي تختص بمثل هذا البحث تجنبا تاما على امتداد ثلاثة عشرة صفحة متتالية أي على امتداد جميع صفحات هذا البحث، فإلى جانب تجنبه الاشارة الى العجز والنقص والاحتياج، تجنب أيضا استعمال تعبير "الانسان والكون والحياة" واستعاض عنه بتعبير "مخلوقات هذا الكون" وتعبير "فالكون سماوات وأرض وما في هذه السماوات والأرض"، وهذا ينطبق على كل الكتاب.

ثالثا :- التحدي بخصوص الآيات الكونية كالتحدي بخصوص الآيات التنزيلية.

يقول المؤلف في صفحة 19 ما نصه:"ويكفي مثالا على الإعجاز في خلق هذه المخلوقات قوله سبحانه في الحديث الذي رواه أبو هريرة قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة" رواه البخاري وأحمد، فالتحدي بخصوص الآيات الكونية كالتحدي الذي جاء بخصوص الآيات القرآنية الوارد في سورة الاسراء: "قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا". فكما أن البشر يعجزون عن الاتيان بمثل الآيات التنزيلية، فانهم كذلك يعجزون عن الاتيان بمثل الآيات الكونية، أي أنهم عاجزون عن صياغة مثل جمل القرآن عجزهم عن خلق مخلوقات مثل هذا الكون". انتهى
التعليق:-
1- تبنى الحزب أن التحدي شرط لاعتبار المعجزة معجزة، وقد ورد هذا التبني في أكثر من مكان، فعلى سبيل المثال ورد في كتاب الشخصية الجزء الأول صفحة 143 ما نصه: "والقرآن هو معجزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وإنه وإن كانت هناك معجزات أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم قد جرت على يده غير القرآن، كما ورد ذلك في القرآن نفسه وفي صحاح السنة، فان النبي عليه السلام لم يتحد بها، بل كان التحدي بالقرآن وحده. ولذا نقول أن القرآن هو معجزة النبي "محمد صلى الله عليه وسلم" التي بها ثبتت رسالته منذ نزول القرآن عليه الى يوم القيامة. وقد أعجز القرآن العرب عن أن يأتوا بمثله وتحداهم أن يأتوا بمثله...".
وبما أن الاستدلال بالمعجزة إنما هو على أمر مطلوب فيه الاعتقاد وهو هنا الدلالة على وجود الخالق القدير، لذلك لا بد من ثبوت المعجزة بالدليل القطعي اليقيني، ولما كان التحدي شرطا في اعتبار المعجزة، معجزة، فان الدليل الذي يثبت به التحدي يجب أن يكون قطعيا لا ظنيا، وعلى ذلك لا يصلح الحديث الذي رواه أبو هريرة للاستدلال على وجود التحدي بمعجزة الخلق، لأن الدليل الظني لا يصلح للاستدلال به على العقائد. وبما أن المؤلف لم يستدل بغير هذا الحديث على إثبات التحدي بمعجزة الخلق فانه يكون قد خالف الحزب بأخذه بالظن في الاعتقاد.
2- القرآن لم يتحد العرب بمعجزة الخلق، والتحدي حتى يثبت يحتاج الى دليل قطعي وعلى المؤلف أن يأتي بدليل قطعي يثبت به وجود التحدي حتى يصح له أن يعتبر معجزة الخلق معجزة تدل على وجود الخالق تعالى. علاوة على أن العرب كانوا يقرون ويعترفون بأن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء قال تعالى {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله* قل أفلا تذكرون* قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم* سيقولون لله* قل أفلا تتقون* قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون* سيقولون لله* قل فأنى تسحرون* بل اتيناهم
رد مع اقتباس