عرض مشاركة واحدة
 
  #7  
قديم 10-22-2011
مستنير مستنير غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 45
افتراضي رد: نقض كتاب حمل الدعوة واجبات وصفات

"قصص الانبياء والمرسلين"

تبنى الحزب أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا، وتبنى أيضا ان حمل الدعوة من الطريقة، وان الطريقة هي أحكام شرعية مستنبطة من الادلة الشرعية اي من الكتاب والسنة واجماع الصحابة والقياس. كما تبنى اننا لسنا مأمورين باتباع الانبياء والرسل ولا الاقتداء بهم لا في حمل الدعوة ولا في شرعهم ولا حتى في أصل التوحيد.
فالحزب يقول "وأما شرع من قبلنا فانه لا يعتبر شرعا لنا ولا يعتبر من الادلة الشرعية" ويقول "لكن معنى الايمان بهم هو التصديق بنبوتهم ورسالتهم وبما أنزل عليهم من كتاب، وليس معنىالايمان بهم اتباعهم" ويقول "فان المراد بالآية الاولى انه أوحي اليه كما أوحي الى غيره من النبيين، والمراد بالآية الثانية أنه شرع أصل التوحيد وهو ما وصى به نوحا، والمراد من الآية الثالثة اتبع أصل التوحيد لان الملة معناها أصل التوحيد" ويقول "وأما ما روي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال "الانبياء اخوة من علات وامهاتهم شتى ودينهم واحد" فان معنى دينهم واحد يعني التوحيد الذي لم يختلفوا عليه أصلا، ولا يعني ان ما بعثوا به من دين هو واحد عند الجميع بدليل قوله تعالى: " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"" ويقول أيضا "وأما الادلة التي أوردوها دليلا على قولهم فإنها كلها لا دلالة فيها فقوله تعالى : "فبهداهم اقتده" المراد به التوحيد، لأنه قال:"فبهداهم" ولم يقل : "بهم" فيما اهتدوا به وهو التوحيد" أما الطريقة فالحزب يقول فيها "وما دامت الطريقة موجودة في الشريعة فيجب ان يقتصر فيها على ما ورد به الشرع وما يستنبط من نصوصه" ويقول "هذا من ناحية الطريقة وكونها أحكاما شرعية يجب ان نلتزم بها ولا نخالفها".
أما المؤلف فقد خالف الحزب في كل ما سبق ذكره دون استثناء، ولا قيمة لما أورده المؤلف بقوله "وهنا قد يتبادر الى الذهن أننا نقول بأن شرع من قبلنا شرع لنا ..." لأن ما قاله المؤلف وما أورده من نصوص في هذا الكتاب تدل بدلالة ألفاظها لا بدلالة مقاصد المؤلف على أن الكتاب يدعو الشباب والناس الى الأخذ بشرع من قبلنا والى الاقتداء بالانبياء والمرسلين في حمل الدعوة وإلى إتباعهم في أصول الدين والتوحيد والطاعة الاجمالية. وكذلك نهج المؤلف نهج المتكلمين في تأويل النصوص الشرعية بتحميلها ما لا يقصد منها للاستدلال بها على آرائه المتعلقة بشرع من قبلنا. أما بيان ذلك كله وتفصيله فعلى النحو التالي:- يقول المؤلف في مقدمة هذا الكتاب الذي أسماه "حمل الدعوة الاسلامية" ما نصه :- "فتبليغ الشرائع ونشر الهدى هو أفضل عمل وأكرمه على الاطلاق، فان نهض مسلم بمثل هذا العمل اقتداء بهم وامتثالا لامرهم" وفي صفحة 13 يقول "فان اقتدى مسلم بهم وقام بما قاموا به أي قام بنشر الهدى وتعليم الشرائع وحمل الدعوة...". واضح من هذين النصين دعوة المؤلف الصريحة للتأسي بهم في حمل الدعوة لأن الاقتداء بهم معناه التأسي بهم، والتأسي في الفعل هو ان تفعل مثل فعله على وجهه من أجل فعله، وقد نص المؤلف على هذه الشروط الثلاثة تصريحا لا تلميحا، وحمل الدعوة هو موضوع التأسي، وحتى لا يلتبس الأمر على الشباب وعلى الناس يوضح المؤلف أكثر في صفحة 29 فيقول "وبعبارة أخرى فإن قصص الأنبياء والمرسلين ما هي إلا نماذج لكيفية حمل الدعوة الى الامم المختلفة" ثم يؤكد على ذلك في صفحة 30 فيقول "فان المسلم يحتاج الى الوقوف على عدد من النماذج لكيفية حمل الدعوة الى جميع الاقوام والامم، فحبانا رب العالمين بنماذج عدة لكيفية حمل الدعوة التي تصلح لحامل الدعوة في التسلح بها والاستفادة منها". أما حزب التحرير فانه إضافة الى ما مر ذكره يقول في صفحة 48 من كتاب مفاهيم حزب التحرير ما نصه: "ولذلك كان لزاما علينا أن نجعل نبراس الهدى سيدنا محمدا رسول الله فنأخذ أحكام الطريقة من عمله الموجود في سيرته ومن قوله وسكوته كما نأخذها من القرآن لأن ذلك كله شريعة، ونجعل قدوتنا في فهم السيرة الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة، كما نجعل عقلنا الأداة الفعالة للفهم والاستنباط حسب الوجه الشرعي". لكن المؤلف وهو عضو في حزب التحرير قد أفرد فصلا خاصا بقصص الانبياء والمرسلين امتد على طول ثلاثة عشر صفحة متتالية من صفحات كتاب "حمل الدعوة الاسلامية"، وما فات المؤلف ان يفتتح مقدمة هذا الكتاب بالدعوة الى الاقتداء بالانبياء والمرسلين والامتثال لامرهم في حمل الدعوة، ولم ينس المؤلف ان يختتم آخر فصل من فصول حمل الدعوة الاسلامية بأن يعيد الى الاذهان ويرسخ فيها ان حمل الدعوة هو عمل الانبياء والمرسلين، وعمل من تبعهم وسار على نهجهم كما نص على ذلك في صفحة 107. ولم يكتف المؤلف بتخصيص طلب الاقتداء بالانبياء والمرسلين والامتثال لامرهم في موضوع حمل الدعوة، بل عمم ذلك ليشمل شرعهم ومنهاجهم كله، ففي صفحة 14 يقول المؤلف:- "وهذا هو السبيل القويم والمنهاج المستقيم الذي جاءت به رسل الله سبحانه، قال تعالى في سورة الاعراف: {لقد جاءت رسل ربنا بالحق} وهو السبيل نفسه والمنهاج نفسه المطلوب من المسلمين العاملين المخلصين الداعين الى الله، قال تعالى في سورة الاعراف {وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون}. هذا النص لا يصطدم مع ما تبناه الحزب فحسب بل يصطدم مع نص الآية في قوله تعالى "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا". ورد في كتاب الشخصية ج1 ص314 ما نصه "نعم ان القرآن قص علينا تاريخ الانبياء وبعض الامم الاخرى، للعظة بالنسبة للايمان ولطاعة الله وبيان عاقبة من يعصيه، لا لنتخذ أخبارهم وأعمالهم منهجا للسير بحسبه". وقد برز موقف المؤلف من شرع من قبلنا بشكل واضح أيضا في صفحة 28 في هذا النص:- فإننا ولا شك مطالبون بتعلم آيات القرآن كلها وتعليمها والعمل بها، ومنها آيات القصص، وإلا لما كان لإيرادها الكثيف في القرآن معنى، وإلا لما أنزلت علينا بالحق، والله سبحانه منزه عن العبث واللغو". ينص المؤلف هنا بشكل واضح وصريح على أننا مطالبون ب"العمل بآيات القصص"، وآيات القصص تشمل العقائد والأحكام. وكلمة "العمل" تدل على أن موضوع الطلب هو الأحكام لا العقائد لأن العقائد لا يقال بخصوصها العمل بالعقائد لأن العقيدة هي التصديق الجازم، فالعقيدة يطلب فيها التصديق الجازم ولا يطلب فيها العمل يقول الحزب "ان الله تعالى طلب الايمان بأشياء والتصديق بها، وطلب العمل بأشياء والقيام بها فقال "آمنوا بالله ورسوله" وقال "أقيموا الصلاة" فما طلب الأيمان به لا محل للقول بهل يجب العمل به ام لا يجب. لان المطلوب هو الايمان وليس العمل ولأن العمل به غير متأت اذ الموضوع تصديق وعدم تصديق وليس عمل وعدم عمل فالايمان بيوم القيامة وبوجود الشياطين وبالجن ... الخ لا يتأتى القول يعمل بها ام لا وهو غير مطلوب واذا كان هناك عمل فهو ليس عملا بها وانما هو عمل بما يترتب عليها كالايمان بيوم القيامة والحساب يترتب عليه الخوف من عذاب الله فيترك المعاصي، اما نفس ما طلب الايمان به فقضية العمل به غير واردة وهي ليست ذات موضوع. ويقابله ما طلب العمل به فانه لا محل للقول بيجب الايمان به ام لا يجب لأن المطلوب هو العمل بالشيء والقيام به وليس الايمان والتصديق، فالموضوع عمل وعدم عمل وليس تصديقا وعدم تصديق ...". وعليه فحزب التحرير يفرق بين الايمان والعمل ولا يحدث خلطا بين المسألتين، فعلى ضوء فكر حزب التحرير نفهم قول المؤلف بأن مطالبته بالعمل بآيات القصص تعني المطالبة بأخذ الاحكام أي بأخذ شرعهم، لكن لما كان المؤلف لا يفرق بين الايمان والأعمال ويخلط بين المسألتين فيجعل الإيمان عملا والعمل ايمانا، فتكون مطالبته بالعمل بآيات القصص شاملة للعقائد والاحكام في آن واحد. من هنا نفهم مطالبة المؤلف بالعمل بآيات القصص بأنها دعوة الى الاخذ بشرع من قبلنا. أما قول المؤلف في صفحة 31 "فنجيب على هذه الشبهة بأن الاقتداء بهدى الأنبياء والمرسلين متعلق بأصول الدين والتوحيد والطاعة، وليس بالأحكام التفصيلية" وكذلك قوله "وانما المقصود اتباع هؤلاء الانبياء في اصول الدين والتوحيد والطاعة الاجمالية وهذه عند الله واحدة" فقد خالف فيه الحزب في أكثر من مسألة:- 1- أكد المؤلف في هذا النص على أنه يقول بان شرع من قبلنا شرع لنا ودلل فيه على أنه ليس صادقا في نفي الشبهة عن نفسه وذلك لانه لم يستثن اتباعهم بالاحكام مطلقا بل قيد الاستثناء بالاحكام التفصيلية فقد قال "وليس بالاحكام التفصيلية" ومفهوم ذلك ان الاحكام الاجمالية ليست مستثناة من الامر باتباعهم، والدليل ايضا على عدم صدق المؤلف في نفي الشبهة انه بدل ان يقول ان المقصود بهدى الانبياء هو "اصل التوحيد" فحسب قال "اصول الدين والتوحيد والطئاعة الاجمالية" وهذا من شأنه ان يوجد شبهة بدل ان ينفيها لان الحزب نص على ان المراد من هذه الآيات هو "اصل التوحيد" فحسب ولأن ما أضافه المؤلف الى التوحيد وهو اصول الدين والطاعة الاجمالية تدل على اننا مأمورين باتباعهم بأمور اخرى اضافة الى التوحيد. ومما يؤكد هذه الدلالة هو ان اصول الدين أعم من التوحيد اذ ان اصول الدين تشمل التوحيد اي "لا اله الا الله" كما تشمل امور اعتقادية اخرى مثل الايمان بالجن وكالأيمان بأن القرآن كتاب
رد مع اقتباس