عرض مشاركة واحدة
 
  #13  
قديم 07-08-2011
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: مشروعية الخروج على الظلمة والطواغيت

ومن اعتراضاتهم الموهومة أيضاً: اعتبارهم الخروج بالسيف على الحاكم وإن ظلم فيه قتل للمسلمين والحديث يقول (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) الجواب عليه: أولاً: هذا الاقتتال المذموم هو الاقتتال على الباطل، كالاقتتال على الدنيا والملك، والاقتتال عصبية، أو لا يدري على ما قاتل ولا على ما قُتل، بدليل ما رواه البزار (إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النار) وما رواه مسلم (لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قَتل ولا المقتول فيم قُتل، قيل كيف يكون ذلك؟ قال الهرج، القاتل والمقتول في النار) وروى الإمام مسلم وأحمد وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه جاء فيه (ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبته وينصر عصبته فقُتل فقتلته جاهلية) ثانياً: إن الذي يؤكد أن موضوع الحديث هو في الاقتتال على الباطل، أن الشرع أمر بقتال البغاة مع وصفه لهم بالمؤمنين، وبقتال الصائل على المال والحريم ولو كان مسلماً، وإلا كان تعارضاً ثالثاً: إن سلمنا بعموم الحديث فإن أدلة منابذة الحاكم الظالم ومن معه بالسيف يعتبر مخصصاً لعمومه، كتخصيصه بأدلة قتال البغاة والصائل سواء بسواء. رابعاً: ماذا لو كان الحاكم كافراً كحكام هذا الزمان ممن يعتقد المبادئ الغربية كالعلمانية والاشتراكية، وكان أعوانه الذين يدافعون ويقاتلون عنه هم من المسلمين؟!! فلا أظن مسلماً عاقلاً فقيهاً يقول بأن القاتل والمقتول في النار، لأن الذين يدافعون ويقاتلون عن الحاكم الكافر وعن نظامه إنما يقاتلون عن الباطل ولأجله، أما الذين يقاتلون الكافر وأعوانه فإنما يقاتلون الباطل ويدافعون عن الحق وأهله، ثم هنالك أدلة صريحة من الكتاب والسنة تبين أن أعوان الظلمة والكفرة على باطل وأنهم من أهل النار، قال الله تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) وقال (فلا تكونن ظهيراً للكافرين) وروى الإمام أحمد والبزار وغيرهما بإسنادٍ صحيح من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه في إمارة السفهاء كما تقدم ذكره (فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي حوضي) وروى الديلمي في الفردوس من حديث حذيفة رضي الله عنه (الظلمة وأعوانهم في النار) ورو أبو نعيم في الحلية من حديث ابن عمر رضي الله عنه (الجلاوزة والشُّرط وأعوان الظلمة كلاب النار) وروى الطبراني وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنه (من أعان ظالماً بباطل ليدحض به حقاً فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله) وروى الطبراني والضياء وغيرهما من حديث أوس بن شرحبيل (من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام) وروى الديلمي من حديث معاذ رضي الله عنه (من مشى مع ظالم فقد أجرم يقول الله تعالى"إنا من المجرمين منتقمون") وروى الديلمي من حديث أنس رضي الله عنه (من أعان ظالماً على ظلمه جاء يوم القيامة وعلى جبهته مكتوب آيس من رحمة الله) فإن قيل بأن هذه الأحاديث ضعيفة، الجواب عليه: على فرض ضعفها عند الجميع، فإن الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه ارتقى إلى رتبة الحديث الحسن كما هو مقرر في علم المصطلح، أضف إليه أن هذه الأحاديث تتفق في معناها مع النص القرآني آنفاً ومع حديث كعب بن عجرة الصحيح، فصح بذلك كله الاستشهاد بها، والحمد لله رب العالمين.
رد مع اقتباس