عرض مشاركة واحدة
 
  #22  
قديم 09-05-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثالث ـ *

لا خيار.. إلا اجتثاث النظام من جذوره

احتلال.. وليس.. انفصال



لا خيار امام الشعب الليبي، والمجتمع الدولي، سوى الاستمرار في هذه الثورة العظيمة، من اجل تحطيم بقايا هذا النظام المنهار، واحلال نظام، يتمحور حول قيم الحق والعدل والحرية والمساواة والقانون.

يسعى النظام المنهار في ليبيا، الى خلق حالة من الانفصال القسري، بين شرق ليبيا وغربها، وهذا سر تركيزه على مصراتة والزنتان وطرابلس وتاجوراء وزوارة والزاوية، وغيرها من المناطق الغربية. فالنظام، يعتقد ان حالة الانفصال، ستكون في صالحه، او ستمد كما يتخيل، في عمره ولو لايام معدودة.

لذلك، على الشعب الليبي، بكامله، وخاصة المناطق المحررة، والمجتمع الدولي، باسره، ان يدعموا، الثوار في المناطق الغربية، وخاصة الزنتان ومصراتة وزوارة، بالاضافة الى الثوار في اجدابيا والبريقة، وفي جميع المناطق، التي يهاجمها الطاغوت، دعما شاملا، وبكل ما اوتيت ليبيا، والمجتمع الدولي، من وسائل وقوة وامكانيات.

والنظام لا يدري، انه لو تحقق هذا الانفصال الوهمي، الذي يسعى اليه، عبر الجرائم والفضائع التي قام، وما زال يقوم بها، ضد الليبيين، فسوف يعتبر، في معايير الليبييين والمجتمع الدولي، "احتلال" وليس "انفصال"، حتى لو اعترف به الجن والشيطان والهوام. بل وسيكثف، هذا الاحتلال، ويوسع من المقاومة الدموية المسلحة ضده، حتى يباد النظام المنهار، ورجاله، وقواته، واعوانه، الى اخرهم، مهما كلف الشعب الليبي ذلك.

خاصة وقد فقد النظام شرعيته، والى الابد، نتيجة لجرائمه البشعة، ضد الانسانية، التي قام بها، ضد الليبيين. ولا يمكن لنظام فقد شرعيته، في الداخل، امام شعبه، وفي الخارج، امام المجتمع الدولي، ان يبقى هو او اعوانه، او الموالين له، مهما كانت الظروف، بل لابد من محاكمتهم.

فالفضائع التى قام بها النظام، وميليشياته، ومرتزقته، في البيضاء، وطرابلس، ومصراتة، والزاوية، وبن جواد، واجدابيا، وبنغازي، وزوارة، والزنتان، وتاجوراء، هي جرائم حرب من الدرجة الاولى. بل وتعتبر - هذه الجرائم - من اعلى درجات الخيانة العظمى. وبالتالي، لم تترك هذه الفضائع، من خيار امام الليبيين، سوى اجتذاذ النظام من جذوره.

اضف الى كل ذلك، صحيفة سوابق النظام، قبل ان تقوم الثورة المباركة، فالشعب الليبي، والمجتمع الدولي، لم ينس، تصدير الارهاب، يمينا ويسارا، الى مصر، وتونس، والسودان، وتشاد، وبريطانيا، والمانيا، وقبرص، واليونان، وغيرها من الدول، ولم ننس، ايضا، اسقاط الطائرات المدنية، ولم ننس، الحروب التي شنها النظام، والتي راح ضحيتها الالاف، في الداخل والخارج، من المدنيين العزل الابرياء، ومن العسكريين، الذين وجدوا انفسهم، في حرب، لا ناقة لهم فيها، ولا طائل، ولا جمل.

ليس ذلك فحسب، بل ان حكم القذافي، او ابنائه، او احد اعوانه، او الموالين له، حتى لمنطقة واحدة، او شارع واحد، او مدينة واحدة، ولو ليوم واحد، يمثل نهاية الاستقرار في ليبيا، والى الابد. كما يشكل ايضا، تهديدا للاستقرار السياسي، والاقتصادي، ليس في ليبيا، ودول الجوار، فحسب، بل وللمنطقة ياسرها.

لذلك، لا توجد، خطوط رجعة، بالنسبة للشعب الليبي، ومجنون، من يعتقد ان منطقة او قرية او مدينة، يمكن ان ترضى بان تكون تحت حكم القذافي او ابنائه او نظامه الارهابي المنهار، او اعوانه، او الموالين له، ولو لثانية واحدة، او اقل.

فكيف يمكن لمواطن، يتوقع، حتى كتابة هذه السطور، ان يري مجرمو الحرب في بلاده، امام المحاكم، نتيجة لجرائمهم ضد الانسانية. تلك الجرائم، الموثقة، صوتا وصورة ونصا، فيراهم بدلا من ذلك، في مواقع الحكم او الادارة او القيادة، او في مواقع السيطرة، ولو على شارع، او قرية، او مدينة، واحدة، من مدن وقرى وشوارع ليبيا، التي نُكبت بجرائمهم.

لقد فشل النظام المنهار في ليبيا، ممثلا بالدرجة الاولى، في معمر القذافي، واولاده، في ادارة ليبيا، بعد ان تحصلوا على فرصة ذهبية، لمدة اربعة عقود، ويزيد، فشلوا فشلا ذريعا في ادارة البلاد، حتى وصل الحال، ببلادنا المسكينة، الى ما وصلت اليه اليوم، من اوضاع دموية مأساوية لا انسانية، بسبب رعونة، وغباء، وتصلف، وتخلف، وجهل هذا النظام المنهار واعوانه.

واظن ان اربعة عقود، تكفي، بمقاييس، الانس والحمير والجن، لاختبار النوايا، والاقوال، والتصريحات، والوعود، والمصداقية، والافعال، والبيانات. ان من يتحصل على فرصة، بهذا الحجم، يجب عليه ان يخجل، من ان يتشبت بموقع الادارة، او القيادة، او التوجيه، او الرئاسة، ولو لثانية واحدة او اقل.

ان الفرصة الوحيدة، والاخيرة، التي يجب ان تُعطى، لمجرمي الحرب، هي دقائق معدودة، امام قاضي محكمة جرائم الحرب، الدولية، او المحلية.

ولذلك فلا خيار امام الشعب الليبي، والمجتمع الدولي، مرة اخرى، سوى الاستمرار، في هذه الثورة العظيمة، من اجل تحطيم بقايا هذا النظام المنهار، واحلال نظام، يتمحور حول قيم الحرية والحق والعدالة والمساواة والقانون، والى نصر، باذن الله قريب، (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا، نَصْرٌ مِّنَ اللَّه،ِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ / الصف 13) والله المستعان على امره.



كتبت في 6 ابريل 2011م



د. فتحي الفاضلي
__________________________

لزيارة صفحة الكاتب على الفيس بوك


www.facebook.com/fathilibya

fathifadhli@yahoo.com

fafdhli@hotmail.com

لزيارة صفحة الكاتب

www.fathifadhli.com
__________________
[
رد مع اقتباس