عرض مشاركة واحدة
 
  #15  
قديم 11-22-2011
رفيق بالخصم رفيق بالخصم غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 50
افتراضي رد: حزب التحرير، نشأته وسيرته ،ملف الوثائق والنشرات, أرشيف لوثائق انطلاق مسيرة حزب التحرير

رسالة أحد قياديي الحركة التصحيحية إلى شباب حزب التحرير


بسم الله الرحمن الرحيم
"الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله وأولئك هم أولو الألباب" صدق الله العظيم.

أيها الاخوة الأعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
انه امتثالا لأمر الله واقتداء برسوله (صلى الله عليه وسلم)، أكتب لكم هذه الرسالة، لبيان حقيقة ما جرى في الحزب، سيما وأن الأمر من الخطورة ما يوجب على كل فرد من أفراد الحزب أن يعين موقفه إزاء ما جرى.
وذلك أن الحزب قد علمنا طريقة منتجة في التفكير تدفعنا لقول الحق ولو على أنفسنا قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم."

أيها الاخوة،
قال تعالى: "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب".
إن شباب الحزب هم أكثر الناس إحساساً بفكرهم، لأنه متجسد فيهم بتبنيهم له. لما فيه من الوضوح والصفاء والنقاء والتبلور، ولأنهم يملكون مقاييس محاكمة الأفكار والأحكام.
فمن الطبيعي أن يحسوا بما قد يطرأ عليه من هبوط وتشويه يعكر صفوه، أو يخدش شفافيته، لأنهم أصحاب حسٍ مرهف، وفكر مرتفع، فهم أقدر الناس على فهمه واحرص الناس محافظة عليه.
لذلك لم يعد يخفى على كثير من الشباب ما آلت إليه أوضاع الحزب من هبوط وتخبط بمستوى أدائه الفكري والسياسي والإداري. والذي أدى إلى فساد الأجواء الحزبية إلى حد التردي والانتكاس والجمود التام في سيره.
وكون الفكرة التي هي أساس الحزب، مركز التنبه لدى الشباب وموضع الحراسة فيه، هي التي أيقظت الإحساس لدى الشباب بالخطر الداهم على الفكرة والحزب مما أوجب عليهم النهوض لاستنقاذ الحزب من الوهدة التي تردى فيها. ذلك أن الخطر المحدق بالفكرة التي هي أساس الحزب ليس آت من أعداء الإسلام وجهلة المسلمين فحسب، بل جاء على أيدي بعض من كان يفترض فيهم حراسة الإسلام وحمل دعوته، فالحراسة الحقة للإسلام توجب دوام التنبه للفكرة الإسلامية من أن يطرأ عليها أي تشويه أو مسخ يعيد لها الغموض والإبهام.

أيها الاخوة،

لقد قامت قيادة الحزب المعزولة، بتبني كتاب يدعى ((حمل الدعوة الإسلامية واجبات وصفات)) أسقطته على فكر الحزب، مما هال جمهرة الشباب الواعين المخلصين، لما فيه من حرف وتشويه للفكرة التي قام عليها.
حيث كان تبني الكتاب كارثة من شأنها أن تطيح بالدعوة الإسلامية، وتمزق الحزب، وتغير معالم الفكرة التي قام عليها وإنه لا قدر الله إن لم يتم إنقاذ هذا الحزب فإنه سيزول من الوجود الفكري والسياسي ويصبح حركة مخفقة في تاريخ هذه الأمة. وإنقاذ هذا الحزب لا يكون إلا على يد شبابه الذين بذلوا جُل جهدهم ولم يبخلوا بالمهج والأرواح في سبيل تحقيق غايته. الذين جعلوا الفكرة أولاً فالحزب ثانياً فالدولة ثالثاً.
وإنقاذ الحزب هو بالتفافكم حول الفكرة التي قام عليها. وحول الشباب المخلصين الذين نهضوا للدفاع عن الفكرة والمحافظة على صفائها ونقائها وتبلورها. وإنكم لتدركون أن الذي قادنا للحزب إنما هي الفكرة، وليس شخصية الأمير أو أي مطمع دنيوي. بل امتثالا لأمر الله عزِّ وجل وطلبا لرضوانه. وكون المشكلة التي عليها الحزب هي قضيةٌ فكرية، فإن كل واحد منكم قادر على تحديد مكمن الحق. وموضع الخلل والانحراف.
لذلك رأيت أن أضع بين أيديكم صورة واضحة عن الحالة التي آل إليها الحزب، وعن المسوغات التي دفعت جمهرة الشباب المخلصين للقيام بعمل قسري من أجل تصحيح مسار الحزب. ومن أجل أن يدرك انحراف القيادة المعزولة في تبنيها للكتاب المذكور لابد من معرفة كيف يجري التبني في الحزب.

أولاً: إن حزب التحرير تكتل يقوم على مبدأ آمن أفراده به، يراد إيجاده في المجتمع. وهنا يتبين بوضوح لا لبس فيه، أن التكتل يقوم على مبدأ وليس على شخص الأمير، ومن المعلوم أنه لا يوجد أي تكتل في التاريخ قام على شخص إلا تكتل الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأنه يبلِّغ عن الله عزَّ وجل. ولا يمكن لكتلته الاستغناء عنه، أو الاستعاضة عنه بشخص آخر. بينما التكتل في حزب التحرير يقوم على المبدأ، ولا ينتهي التكتل إذا زال الأمير لأي سبب من الأسباب.
وحزب التحرير لديه غاية حددها الشرع؛ وهي إيجاد الإسلام في واقع الحياة والدولة والمجتمع. وهذه الغاية حددت واقع التبني في الحزب. وهي حصر التبني في الحزب بما يلزم لتحقيق الغاية. من إقامة الدولة وبناء المجتمع وإنهاض الأمة وحمل الرسالة الإسلامية إلى العالم، بحسب طريقة خاصة في الفهم. وكون الغاية التي يسعى إليها الحزب واجبة شرعاً، ولا تتم إلا بتبني أفكار وأحكام ووسائل وأساليب. يصبح التبني على وجه يحقق الغاية التي يسعى إليها الحزب واجباً شرعاً عملاً بقاعدة ((ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)) والتبني على وجه يحقق الغاية التي يسعى إليها الحزب يتمثل في أمرين:
1- حصر التبني بما يلزم للوصول إلى الغاية. وهذا هو واقع التبني في الحزب. وليس له أن يتبنى في كل أمر لازم للمسلم، لأنه حزب سياسي يعمل لتحقيق غاية محددة، وليس بمذهب، أو مفتٍ، أو مدرسةٍ فكرية، أو شخص من الأشخاص.
2- أن يجري التبني بحسب طريقة خاصة في الفهم، أي بحسب قواعد لتبني الأفكار والأحكام.
وهذا ما أشار إليه الحزب بنشرة صادرة بتاريخ 21 / 4 / 1974 م ص 272 - تكتلية. حيث قال: ((إلاّ أنه بالرغم من أن الفكرة حسب فهم الحزب هي سر حياته، وغاية وجوده، فإنه ليس مذهبا من المذاهب، ولا طريقة من الطرق ولا شخصاً من الأشخاص، وإنما هو حزب مبدؤه الإسلام أي هو تكتل يقوم على فكرة آمن أفراده بها، يريد إيجادها في المجتمع وحملها إلى العالمين. وهو وإن كان له طريقة خاصة في الفهم، ولكنه ليس مجتهداً، ولا مذهباً، والطريقة هي من أجل التبني، لا من أجل الاجتهاد، وللحرص على هذا التبني، لا من اجل إلزام الناس بها، وبالفهم بحسبها. وفوق ذلك فإنه مع تبنيه طريقة معينة في الفهم، فإنه لم يتبن جميع الأفكار اللازمة للمسلم، بل تبنى فقط ما يلزم لما يعمل له، فهو لم يتبن في العقائد إلا ما كانت أعماله تستوجب التبني فيها، ولم يتبن في العبادات إلا ما كان لابد منه لنشر الأفكار كأحكام الجهاد، ولم يتبن في التشريع إلا ما كان أخذه للسلطة يستوجبه. فهو وإن تبنى في نظام الحكم، ولكنه لم يتبن في المعاملات، ولا في العقوبات. فهو إذاً ليس مذهبا من المذاهب، ولا طريقة من الطرق ولا مجتهداً من المجتهدين)).

ثانياً: التبني في الحزب شرط للتكتل، وشرط في عضوية شبابه. فلا يكون التكتل تكتلاً إلا إذا كانت هناك رابطة تربط بين أفراد التكتل. وتميزهم عن غيرهم من التجمعات والأفراد . والرابطة في حزب التحرير هي العقيدة الإسلامية والثقافة المتبناة، وذلك لأن العقيدة الإسلامية ليست خاصة بحزب التحرير وحده بل قام عليها كل تكتل إسلامي وكل فرد من أفراد الأمة الإسلامية. ولكن قيام الحزب على الفكرة الإسلامية بشكل تفصيلي، أي قيامه على أفكار وأحكام محددة من الإسلام هو الذي جعله حزباً وأعطاه صفة تكتلية تميز بها عن باقي التجمعات والأفراد ? فكانت علاقة شباب حزب التحرير بالمسلمين هي علاقة عقيدة، بينما علاقتهم فيما بينهم هي علاقة تبنٍ مع علاقة العقيدة الإسلامية. فكان التبني شرطا في التكتل، وصار التبني هو الذي يحدد جزئية الشباب في الحزب. فمن تبنى ما تبناه الحزب صار عضواً فيه ومن ترك فكراً أو حكماً متبنىً يكون قد قطع علاقته بالحزب وخرج عن جزئيته الحزبية، لا فرق في ذلك بين مسؤول أو غير مسؤول.
وقد أشار الحزب إلى ذلك في نشرات التبني في ملف النشرات التكتلية ص 183 بما نصه: ((والفكرة التي يقوم عليها حزب التحرير وتتجسد في مجموعة أفراده هي الفكرة الإسلامية أي العقيدة الإسلامية بما ينبثق عنها من أحكام، وما يبنى عليها من أفكار. إلا أن هذه الفكرة الأساسية والعقيدة الإسلامية ليست خاصة في حزب التحرير بل تقوم عليها الأمة الإسلامية كلها بل كل فرد منها، ويقوم عليها كل تكتل إسلامي بل كل فرد من أفراد أي تكتل إسلامي، ولذلك لا يكفي التكتل أن يقوم على الفكرة الإسلامية أي العقيدة الإسلامية بشكل إجمالي حتى يكون حزباً معيناً بل لابد أن يقوم على الفكرة الإسلامية بشكل تفصيلي بالقدر الذي يلزمه كحزب سياسي، أي بالقدر الذي يلزم إيجاد الإسلام في المجتمع أي تجسيد الإسلام في العلاقات. ومن هنا كان لابد لكل حزب إسلامي حتى يكون حزبا سياسياً أن يتبنى الفكر الإسلامي بشكل تفصيلي يكفي لإيجاد الإسلام في العلاقات، أي لابد أن يتبنى أفكارا معينة وأحكاما معينة منبثقة عن العقيدة الإسلامية أو مبنية عليها يريد أن يجعلها تتحكم في العلاقات وان يجعل تصريف شؤون الناس وتسيير أمورهم بها وحدها، ولذلك كان لابد لحزب التحرير حتى يكون حزبا سياسيا أي حتى تتوفر له الأمور الثلاثة: الفكرة التي يقوم عليها والتي يريد إيجادها في المجتمع، أن يتبنى الفكر الإسلامي بشكل تفصيلي يكفي لإيجاد الإسلام في المجتمع. ولذلك تبنى أفكارا وأحكاما معينة وقام على هذه الأفكار والأحكام وتبناها وتكتل عليها من أجل إيجادها في المجتمع. فكانت هذه الأفكار والأحكام المعينة وهي الفكرة الإسلامية بشكل تفصيلي. ومن هنا كانت هذه الأفكار والأحكام، كل فكر وكل حكم منها روح الحزب أساس حياته وهي التي تجعله حزبا سياسيا وبدونها لا يكون له وجود. ولذلك كان تبني الأفكار التي تبناها فكرا فكرا بعينه وكما تبناه الحزب وهو الذي جعل الفرد جزءا من الحزب أي هو الذي يجعله عضوا في الحزب، وبدونه لا تحصل له العضوية ولا يكون جزءا في الحزب. ولهذا فإن الشخص الذي لا يتبنى أفكار الحزب لا يكون قد دخل الحزب ولا صار جزءا منه ولو انتسب إليه لأن شرط جزئية الحزب تبني ما تبناه، أي قيام الشخص على نفس الفكر الذي قام عليه الحزب، وإذا لم يقم عليه لا يكون منه ولا بوجه من الوجوه)) .

يتبع
رد مع اقتباس