عرض مشاركة واحدة
 
  #84  
قديم 02-18-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: كتاب : الفرية الكبرى صفين والجمل

ومن الأمارات الدالة على أن قتالهم كان قتال فتنة لا قتال بغي، تخلف الغالبية العظمى من الصحابة عنه، فلو أن أهل الجمل وصفين كانوا بغاة حقاً وقطعاً لما صح أن يتخلف أحد من الصحابة عن قتالهم من غير عذر، ولكنها حرب فتنة اشتبهت عليهم، فلم يشاركوا فيها بخلاف مشاركتهم لعلي في قتاله للخوارج لأن بغيهم كان واضحاً لا لبس فيه، فيتضح بذلك الفرق بين قتال الفتنة وقتال البغاة.
ومن الأمارات التي تدل على أن تلك الحروب إنما هي حروب الفتنة لا حروباً ضد بغاة أيضاً إضافة إلى عدم مشاركة جمهور الصحابة فيها، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ندم ندماً شديداً على قتاله لهم، فقال يوم الجمل: "وددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة" ، وقال يوم صفين: ليت أني مت قبل هذا بثلاثين سنة" ، وفي رواية قال وهو عاض على شفته "لو علمت أن الأمر يكون هكذا ما خرجت" ، وقال أيضاً: "لله در مقام عبد الله بن عمر وسعد بن مالك -وهما ممن اعتزلا الفتنة- إن كان براً إن أجره عظيم وإن كان إثما إن خطره ليسير" ، وفي رواية "لله منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، والله لئن كان ذنباً إنه لصغير مغفور، ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور" ، في حين لم يندم على حربه للخوارج ولم ينكر عليه أحد من الصحابة حربه لهم ، مما يدلل على أن حربه لأهل صفين والجمل لم يكن فرضاً، وإلا لم يصح منه الندم على القيام بما فرضه الله عليه.
فإن قيل بأنه روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه وصفهم بالبغاة حين قال "إخوة لنا بغوا علينا".
رد مع اقتباس