هناك مغالطة كبيرة، وهي الإدعاء أن المناقشة الفكرية لواقع الحزبين، اللذين يحملان الاسم نفسه: حزب التحرير. يخدم المخابرات..
الحقيقة أن المخابرات سعيدة جداً عندما رأت حزب التحرير بقيادة عطا أبو الرشتة يخرج في اعتصامات ومسيرات في الأردن ولبنان وتونس حتى أن الدكتور نبيل الكوفحي من الأردن كتب مقالة تحت عنوان:
نصائح للدولة بإستثمار خروج السلفيين وحزب التحرير من تحت الأرض!
http://www.aloulanews.com/News.aspx?id=4788&sid=2
كما كتب أحد المشاركين في هذا المنتدى باسم "أبو خالد" يقول:
وحديثا صرنا نسمع من بعض الإخوان المسلمين يقولون لقد بدأتم من حيث بدأنا ويقصدون المسيرات والمكاتب الإعلامية والتقديم للترخيص من الدول.
فهل، لا يجوز نقاش هذا التغيير الذي طرأ على حزب التحرير بقيادة عطا أبو الرشتة؟! وهل إذا ناقش أحد مسيرة الحزب أصبح يتهم بأنه مخابرات، أو أنه عميل لهم؟!!
الحقيقة أن على أتباع المهندس عطا أبو الرشتة أن لا يغلقوا آذانهم عن سماع كل ما يتعلق بحزبهم، فالشيخ تقي الدين النبهاني مؤسس حزب التحرير كان يقول: أن حزب التحرير يصيخ بسمعه لكل فكر في المجتمع، فكيف إذا كان هذا الفكر يتعلق بالحزب نفسه، بفكرته وطريقته وسيره وانضباطه بما تبنى وعدم خروجه عنه.. الخ؟!!!
أليس أن يكتب إخواني سابق عن الحزب ينصح الدولة باستثمار "خروج" حزب التحرير من تحت الأرض مدعاة للنظر والتفكير إلى الحال والمستوى الذي أصبح فيه الحزب؟!
لا يمكن لغربال الزهو بالانتشار والتمدد داخل وخارج المجال بشكل لافت للانتباه، وتحول العمل الحزبي والقيادي من الولايات إلى المكاتب الإعلامية، والترديد أن الخلافة على الأبواب .. لا يمكن لذلك كله أن يحجب التساؤلات الصادقة حول الوجهة التي يسير إليها الحزب، والثلة التي تقوده بعد أن أجرت عمليات جراحية كثيرة لفكره ولسيره واندفعت دون هوادة لدفع الحزب إلى السير في أعمال تحتاج إلى تفكير مستنير.. لمعرفة نهايتها والغاية منها، وبخاصة سير الحزب في تأييد ثورات شعبية ترفع شعارات العلمانية.. فإن طال الزمان أو قصر فلا بد يوماً أن تنتهي هذه الحراكات الشعبية المنظمة.. ويرى الحزب وشبابه أن هذه الثورات كانت منظمة وموجهة بطريقة عجز الحزب عن إدراكها، بل أصبح كغيره من العوام يسير مع الواقع وينجرف مع التيارات، فحينها وحينها فقط سيدركون أنهم قد انحرفوا كثيرا عن خط السير.. وحينها ولات حين مندم..
فلنوسع صدورنا ولنناقش بعقل وروية ففي ذلك إبصار للطريق وارتقاء بالحزب.. ولا خوف من كلا الأمرين..
والسلام عليكم