عرض مشاركة واحدة
 
  #6  
قديم 07-20-2014
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: هل صحيح أن خلافة النبوة الثانية لا تكون إلا للمهدي

وللعلم فإنه لو سلمنا جدلاً بفرضية العمل لخلافة غير خلافة المهدي، فإن أكابر العلماء كإمام الحرمين والماوردي والفراء وغيرهم قد حصروا هذا الفرض بصنفين من المسلمين دون بقيتهم، (أهل الحل والعقد وأهل الولاية) على أعتبار أنهم وحدهم أهل الكفاية لهذا الفرض الكفائي، وبذلك أيضاً يسقط اعتراضهم ومزايدتهم ويسقط قولهم أن كل من ترك العمل للخلافة آثم.
ثم على ذكر القعود وترك العمل، فإنه قد وردت نصوص صحيحة تأمر بالقعود في البيوت في عصر الفتن كما جاء في الصحيح من حديث حذيفة بن اليمان المطول جاء فيه: (فما تأمرني إن أدركني ذلك قال: فالزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال:فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك) فهل يقال بأن هذا الحديث يدعو إلى الإحباط والتثبيط والانبطاح والهزيمة؟!!!، ثم قد رواه أحمد في المسند بلفظ مثير للاهتمام قال : (ثم تكون دعاة الضلالة فإن رأيت يومئذ خليفة الله في الأرض فالزمه وإن نهك جسمك وأخذ مالك، وإن لم تره فاضرب في الأرض ولو أن تموت وأنت عاض بجذل شجرة) ومعلوم أنه لم تطلق لفظة خليفة الله في الأرض على أحد من خلفاء المسلمين إلا على المهدي خليفة آخر الزمان كما علمت من الروايات أنفاً، فيفهم منه أنه لا يمكن أن يكون خليفة بعد عصر الفتن ودعاة الضلالة التي نعيشه إلا خليفة الله المهدي. ثانياً: إننا لم نقل إلا أن خلافة النبوة الثانية لا تكون إلا للمهدي، فعلى الذين يعملون للخلافة أن يكون عملهم توطئة وتمهيداً له، على اعتبار أنه خليفة آخر الزمان كما جاءت به الأخبار الصحيحة آنفاً وهذا موافق لكون خلافة النبوة الثانية هي آخر خلافة ولا يكون بعدها إلا عيسى بن مريم عليه السلام على نفس المنهاج، وموافق لكونها على منهاج النبوة أن يكون قائدها من قريش كما كانت خلافة النبوة الأُولى وكما في الحديث المتواتر(الأئمة من قريش) وموافق أيضاً لاتصاف أصحاب خلافة النبوة الأُولى بالمهدوية كما جاء في الحديث (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ) ولا نهتم بوجود خلافة على غير منهاج النبوة، علماً أن هذه أيضاً لا يمكن إثباتها إلا بخبر صحيح متواتر لأنها من الغيبيات ولا تثبت بالآحاد أو بالاستنتاج بل بالقطع، ولم يثبت لها شيء من ذلك، بل يردها أنها إن لم تكن على منهاج النبوة فعلى أي منهاج ستكون؟!!! أم ستكون ملكاً جبرية فنرجع إلى الوراء مئات السنين، ولا أظن مسلما عاقلاً يقول بذلك، لأن مراحل الخلافة كما في حديث حذيفة الآتي هي أربع مراحل فقط، خلافة نبوة أُولى، خلافة نبوة ثانية وأخيرة في آخر الزمان، بينهما ملك عاض، وملك جبري، لا خامس لها.
رد مع اقتباس