عرض مشاركة واحدة
 
  #7  
قديم 08-16-2010
نائل أبو محمد نائل أبو محمد غير متواجد حالياً
عضو بناء
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 6,651
افتراضي رد: قرأت لك : نشرة بعنوان ( نصرت بالرعب )

من خارج النشرة :
ـــــــــــــــــــــــــــ

أخوف ما أخاف على أمتي

أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضِلُّون









عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : (( عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الْأَئِمَّةُ الْمُضِلُّونَ )) وعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ))

معنى الضلال :

لغة :

مصدر قولهم: ضلّ يضلّ، وهو مأخوذ من مادّة (ض ل ل) الّتي تدلّ على ضياع الشّيء وذهابه في غير حقّه، وكلّ جائر عن القصد ضالّ، ورجل ضلّيل ومضلّل، إذا كان صاحب ضلال وباطل . وقال ابن منظور: الضّلال والضّلالة: ضدّ الهدى والرّشاد، أي جار عن دين أو حقّ أو طريق. والإضلال في كلام العرب ضدّ الهداية والإرشاد. يقال: أضللت فلانا إذا وجّهته للضّلال عن الطّريق، وإيّاه أراد لبيد: من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال، ومن شاء أضل قال لبيد هذا في جاهليّته فوافق قوله التّنزيل العزيز: يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ (النحل/ 93) .

اصطلاحا:

قال الرّاغب: الضّلال: هو العدول عن الطّريق المستقيم . وقال الجرجانيّ والمناويّ: الضّلال فقد ما يوصّل إلى المطلوب، وقيل سلوك طريق لا يوصّل إلى المطلوب .

من معاني كلمة (الضلال) في القرآن الكريم:

1- الغواية: ومنه قوله تعالى في (يس): وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً (آية/ 60).

2- الخُسران: ومنه قوله تعالى في (سورة غافر): وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (آية/ 25).

3- الشّقاء: ومنه قوله تعالى في (سورة القمر): إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (آية/ 24).

4- البطلان: ومنه قوله تعالى في (سورة محمّد): فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (آية/ 4).

5- الخطأ: ومنه قوله تعالى في (سورة: القلم): وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ* فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (آية/ 25، 26).

6- الهلاك (الموت): ومنه قوله تعالى في (سورة السّجدة): أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ (آية/ 10).

7- النّسيان: ومنه قوله تعالى في (سورة البقرة): أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى (آية/ 282).

8- الجهل: ومنه قوله تعالى في (سورة الشّعراء): قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (آية/ 20).

9- الضّلال الّذي هو ضدّ الهدى: ومنه قوله تعالى: وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (الصافات/ 71).



المعنى الإجمالي للحديث :

يبين النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم في هذين الحديثين خوفه على أمته الأئمة المضلين الذين يُفسِدُون ولا يُصلِحُون ، والأئمة جمع إمام ، والإمام قد يكون إماما في الخير أو الشر، كما قال تعالى في أئمة الخير: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24). وقال في أئمة الشر: ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ) (القصص:41).



من هم الأئمة المضلون ؟

قال الشيخ العثيمين رحمه الله : والمراد بقوله : ( الأئمة المضلين ) : الذين يقودون الناس باسم الشرع، والذين يأخذون الناس بالقهر و السلطان ؛ فيشمل الحكام الفاسدين، والعلماء المضلين ، الذين يدعون أن ما هم عليه شرع الله، وهم أشد الناس عداوة له . وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ : والأئمة المضلون هم الذين اتخذهم الناس أئمة ، إما من جهة الدين ، وإما من جهة ولاية الحكم . والأئمة المضلون يملكون زمام الناس ، فيضلون الناس بالبدع وبالشركيات ، ويحسنونها لهم حتى تغدو في أعينهم حقا ، وكذلك أصحاب النفوذ وأصحاب الحكم فإنهم إذا كانوا مضلين فإن بيدهم الأمر الذي يجعلهم يفرضون على الناس أمورا ويلزمونهم بأشياء مضادة لشرع محمد صلى الله عليه وسلم من أمور العقيدة والتوحيد ، ومن أمور السلوك والعمل ، ومن أمور الحكم والتحاكم ، وهكذا وقع في هذه الأمة ما خاف منه عليه الصلاة والسلام ، فكثر الأئمة المضلون في الأمة : الأئمة المضلون من جهة الاتباع ، والأئمة المضلون من جهة الطاعة . وقال بعضهم : كان صلى اللّه عليه وسلم حريصاً على إصلاح أمته راغباً في دوام خيرتها فخاف عليهم فساد الأئمة لأن بفسادهم يفسد النظام لكونهم قادة الأنام فإذا فسدوا فسدت الرعية وكذا العلماء إذا فسدوا فسد الجمهور من حيث أنهم مصابيح الظلام .


تحذير المؤمنين من طاعة الأئمة المضلين :

سوف يندم أتباع الأئمة المضلين يوم القيامة على طاعتهم لهم ، حيث لا ينفعهم الندم ولا يُخلِّصُهم ممَّا هُم فيه أحد ممن كانوا يخلصون لهم الطاعة والمتابعة ، بل يدعون الله أن يضاعِف لهم العذاب وأن يلعنهم لعنا كبيرا وهذا ما أخبر عنه الله تعالى كما في قوله : (( يوم تُقلّبُ وُجوههم في النار ، يقولون ياليتنا أطعنا الله و أطعْنا الرسولا ، و قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكُبَراءنا فأضلونا السبيلا ، ربنا آتنا ضعفين من العذاب و الْعَنْهم لعْنا كبيرا )) سورة الأحزاب/67 وفي قوله تعالى : ((حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ )) سورة الأعراف / 38.



هدم الإسلام :

لقد اعتبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن من أسباب هدم الإسلام حكم الأئمة المضلين كما في الأثر عن زياد بن حُدير قال: قال لي عمر رضي الله عنه: (( هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا، قال: يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالقرآن، وحكم الأئمة المضلين )) . لله دره رضي الله عنه وكأنه يعيش وينظر إلى واقع هذه الأمة المرير، حيث كان هدم الإسلام والطعن فيه من قِبَل أبنائه المنتسبين إليه ، من جدال أهل الأهواء بالكتاب، وكثرة الآراء المخالفة للحق التي بها كثر أهل الضلال، وكثرت بها البدع، وتفرقت الأمة واشتدت غربة الإسلام، حتى عاد المعروف منكرا والمنكر معروفا، والسنة بدعة والبدعة سنة .

ولقد أحسن عبد الله بن المبارك رحمه الله إذ جمع في أبيات له المتسببين في إفساد وهدم الدين في ثلاث فقال :

رأيت الذنوبَ تميت القلوبَ *** ويورث الذلَ إدمانهـا

وتركُ الذنوب حياةُ القلوب *** وخير لنفسك عصيانُها

وهل أفسد الدين إلا الملوك *** وأحبار سوء ورهبانها؟



أحاديث في علماء السوء والأئمة المضلين :

عن حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله عنه َقُالُ : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ : نَعَمْ ، فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ : نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ . قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ قَالَ : قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ . فَقُلْتُ : هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ : نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا. فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ : نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا. قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ : تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ. فَقُلْتُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ : فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ )) .

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : (( فهذا الحديث العظيم الجليل يرشدك أيها المسلم إلى أن هؤلاء الدعاة اليوم ، الذين يدعون إلى أنواع من الباطل كالقومية العربية ، والاشتراكية والرأسمالية الغاشمة . وإلى الخلاعة والحرية المطلقة وأنواع الفساد كلهم دعاة على أبواب جهنم ، سواء علموا أم لم يعلموا ، من أجابهم إلى باطلهم قذفوه في جهنم ، ولا شك أن هذا الحديث الجليل من أعلام النبوة ، ودلائل صحة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بالواقع قبل وقوعه ، فوقع كما أخبر .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ : (( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ))

عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (( من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )) و في الآية (( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة ، وَمِنْ أَوْزَار الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ )) قَالَ مجاهد رحمه الله : حَمَّلَهُمْ ذُنُوبَ أَنْفُسِهِمْ وَذُنُوبَ مَنْ أَطَاعَهُمْ ، وَلَا يُخَفِّف ذَلِكَ عَمَّنْ أَطَاعَهُمْ شَيْئًا . وفي هذه الآية والحديث بيان خطر الضلال والإضلال،وأن من تسبب في إضلال غير تحمَّل وِزره ووزر من أضلَّه ، وفيه تحذير المؤمنين من طاعة هؤلاء الأئمة المضلين .
رد مع اقتباس