[نائل أبو محمد]

الثلاثاء 9 جمادى الثانية 1430

	على الهامش : الكوز والجرة والكهرباء 21/2/2008 قرع شديد على الباب.. من هذا الذي دعت عليه أمه فاستجاب الله دعاءها ،فجاء في مثل هذه الساعة المنحوسة!!؟،نهضت أتبين طريقي بصعوبة ،فالكهرباءعلامة التطور والحداثة:مقطوعة .. فتحت الباب ،إنه إياه الذي تعرفونه،قلت له بشيء من الضيق والبرم: و... وألله لا يسعد صباح إبن الزنى، وانفتلت،قال وصوت أقدامه خلفي :«آمين ».ضوء شمعة خافت مايكاد ينير إلا حول حامله هذا كل مالدينا من نور،فور جلوسه قال:أنا أعلم أنك تستيقظ باكراً،وأنك تتذكر الرعاة الذين يستيقظون مع الفجر ،كما أعلم أن الكهرباء مقطوعة،فعاصفة البارحة التي تحدثوا عن قدومها وصلت والحمد لله ،وكان من آثار خيراتها انقطاع الكهرباء،وأنا أعرف أيضا أنه حين ينقطع التيار تشعر بانقطاع الأوكسجين .. نظرت إليه كمن يريد أن يفرغ شحنات قهره من هذا الإنقطاع وقلت له: والله فيك الخير.تابع :«قلت أجيءأسليك» قلت كمن يحدث نفسه «ونعم التسلية»، وتابعت وأنا أتوجه إليه بالكلام :«أنا لا أفهم ما يجري ،كلما دق الكوز بالجرة تنقطع الكهرباء«!!قال كمن يشرح لي شيئا لاأعرفه :«سيدنا،العاصفة .. العاصفةهي السبب»انحرفت نحوه قليلا كمن يود الإشتباك معه وقلت:«العواصف في أوروبا والهواء والأمطار لاتتوقف طوال فصل الشتاء،ولا تنقطع الكهرباء»!! قال:«قصدك أن تقارننا بأوروبا؟!!ألله يصلحك » قلت:«ولماذا لانقارن بأوروبا ؟،الآلآت التي بين أيدينا استوردناها من بلدانهم ،فلماذا هي كالساعة عندهم وعندنا:لا؟،ألعلة ليست في الآلة بل في المتابعة ،والمراقبة والصيانة ،والاهتمام ،أعني في الإنسان،في الشتاء يقولون العواصف ،والجليد ،والهواء الشديد،وفي الصيف يقولون ارتفاع الحرارة يسبب فقدان الكثير من التيار والخطوط لاتتحمل ،وأنا لاأفهم مثل هذا الكلام،في دول الخليج بعامة ،ولاأريد الذهاب بعيدا،تصل الحرارة إلى خمسين درجةفي الصيف ولا ينقطع التيار،فهل نحن تفصيلة خاصة؟ العاملون من المهندسين والفنيين في شركة الكهرباء يعرفون هذا فلماذا نتلطى وراء سواتر لاتستر نفسها»؟!! قال :«والله معك حق،ألله يكون بعون العمال الذين يذهبون في مثل هذا الجو البارد لتوصيل ماانقطع» قلت :!!هؤلاء الله يعطيهم ألف عافية ،وحين نتكلم فلسنا نعنيهم ،كما أننا لا نعني شخصاً محدداً بعينه،بل نتكلم عن التكرار ،والتكرار يشكل ظاهرة ،فأين هي العلة الحقيقية ،ثم لا تنس أن أولى الإهتمامات في إعادة التيار تكون للأحياء التي فيها أناس يحسب حسابهم،بهذه الدرجة أو تلك قال وهو مطمئن وواثق مما يقوله:«هل تريد أن يكون الإهتمام من هذه الناحية واحداً بين حي عشيرة مثلاً وضهر الكرّ والشماس و00حيين أو ثلاثة في المدينة تعتبر مسكن الأكابر»؟! قلت مستنفراً :«لو كان الأمر كما أريد فَ00نعم،هذا ما أريده،وهذا هو أيضاً ما أؤمن به وأدعو للنضال من أجله،ولا يعنيني في هذا المجال أن تركض قطعان بأكملها باتجاه حرية السوق الذي تريده أمريكا ،لأن صفة (الإجتماعي)التي أقرت في المؤتمر القطري العاشر هي الأساس، لا أعلم حجة لهم في الكهرباء غير التحجج بالفصول فمن أين نأتي لهم بفصول لا حرّفيها ولا برد ؟!! قال:«كلام ما عليه رد،بالمناسبة ماذا ستطبخون اليوم »؟ قلت له بنرفزة :«سنطبخ اليوم(وبا)،هل سمعت ب(الوبا)؟،نحن نطبخ على الكهرباء ، والكهرباء مقطوعة،وحين تنقطع الكهرباء نطبخ (وبا)0 قال وهو يتمطق بريقه:»الحقيقة (الوبا)أكلة طيبة000‏