عرض مشاركة واحدة
 
  #33  
قديم 10-30-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ( الجزء الر ابع ) .


مصر: أزمة هوية وأزمة نظام لا أزمة انتخابات



وصفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، المشهد السياسي في مصر مابعد الثورة بأنه مرتبك، مؤكدة أن البلاد تعاني من «أزمة هوية»، ووصفت المشهد فيميدان التحرير بأنه «قاتم». وأضافت المجلة، في تقرير لها أعده ستيفن كوك، كبيرباحثي مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، أن «جميع القوى السياسية في مصر الآنتتصارع، حيث يخشى الليبراليون الهزيمة على يد الإخوان المسلمين في انتخابات نوفمبرالمقبل، كما أن الثوار يواجهون مشكلة في الحصول على الزخم من جديد»، وأشارت المجلةإلى أنه «على الرغم من ثقة الإسلاميين بثقلهم في الشارع فإنهم فشلوا تكتيكياً في ظلالبيئة السياسية الجديدة».
ولفت التقرير إلى أن حكومة شرف «عامل غير مؤثر» فيالأحداث، كما قالت إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة «مذهول» من حجم الضغوط بسببالدور السياسي «الذي لم يتعود عليه، وهذه الأجواء القاتمة نقطة تحول كبيرة في مسارالثورة المصرية». وتساءلت المجلة عما «إذا كانت الثورة المصرية انتهت أم لا؟»،مشيرة إلى أن هناك مشاكل تواجه ثورة يناير أبرزها «استمرار الثورة المضادة،والحقائق الاقتصادية، والنرجسية الثورية، وعدم الكفاءة التي أحبطت الفرصة لبناء مصرالجديدة».
واعتبرت المجلة أن شكل المسار السياسي في مصر الجديدة، والسؤال عنهويتها في المستقبل «أكثر أهمية من تنفيذ ونتائج الانتخابات المقبلة في البلاد»،مضيفة أن «الخطر ليس في كتابة الدستور في وقت طويل، أو من هيمنة جماعة الإخوانالمسلمين على العملية، بل الخطر الحقيقي هو من التسرع في صياغة دستور جديد ليسقادراً على صياغة دور مصر وموقعها في العالم، بشكلٍ كافٍ».
نعم، إن التحدياتالحقيقية التي تواجه مصر بعد مبارك، هي أزمة هوية الدولة، تلك التي تم العبث بهاتارة تحت ستار القومية العربية وتارة أخرى من خلال استدعاء الإرث الفرعوني بشكلمغلوط وإلباسه لحاضر مصر، مع تغييب للهوية الإسلامية وللنظام الإسلامي بكل أبعادهإلا من رتوش تستهلك عواطف الجماهير.
كما أن المشكلة في مصر ليست بمن سيحققالأكثرية في انتخابات مجلسي الشعب والشورى، أو فيمن سيسكن قصر عابدين ليحكم مصربإطار العملية «الديمقراطية» باسم الدولة المدنية. إنما المسألة تتعلق بالنظامالسياسي الذي سيحكم مصر، وفي تداعيات ذلك النظام على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وفي نمط العلاقات التي سيختطها النظام الجديد مع شعوب المنطقة ودولالعالم.
فتحديد هوية مصر ونظام حكمها هو الذي سيرسم حاضر ومستقبل مصر الجديدة،مصر التابعة للغرب والمرتبطة بـ(إسرائيل)، أو مصر رائدة النهضة الإسلامية والموحدةلبلاد المسلمين، تلك التي ترعى أهلها بأحكام الإسلام وتبني علاقاتها مع شعوبالمنطقة ودول العالم على أساس الشرع لا على أساس مواثيق ومقررات الدولالاستعمارية.
فهل يعي التيار الإسلامي حقيقة هذه التحديات وبالتالي يعمل علىاستعادة مصر ودورها وهويتها لتقود الأمة من جديد وتعيد سيرة قطز وصلاح الدين، أمأنهم يبقون غارقين في وهم الانتخابات والدوران في حلقة مفرغة في فلك النظام السياسيالقائم على النقيض من النظام الإسلامي!

منقول عن : مجلة الوعي، العدد 298 ، السنة السادسة والعشرون ،ذو القعدة 1432هـ ، تشرين الأول 2011م
__________________
[