[admin]

	بسم الله الرحمن الرحيم أخي الضيف الكريم أشكرك على هذا التعقيب الهام، فعلم الغيب هو لله وحده، وعظيم على مخلوقاته أن تدعي علم الغيب، يقول عز وجل في سورة النمل (قُلْ لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل27: 65)، حتى الجان التي تطير في الهواء وتسبح في الماء لا تعمل الغيب وإن إدعته، يقول عز وجل (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُم عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) (سبأ34: 14)، والملائكة لا تعلم الغيب أيضا، لذلك لما قالت الملائكة لله (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (البقرة2: 30)، كان جوابه عز وجل في نفس الآية (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، وأتبع بقوله في الآية 31 (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) وأتبع قوله في الآية 33 (أَلَم أَقُل لَكُم إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ)، فادعاء علم الغيب عظيم عند الله، يقول عز وجل (أَفَرَءَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِأَيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـنِ عَهْداً * كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً * وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً) (مريم19: 77-80)، وقد صدقت هذه الآيات رسولنا الكريم عندما حدّث عن العرافين الذين يدّعون علم الغيب، فقد قال صلى الله عليه وسلم (من أتى عرافا وصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد)، وفي حديث آخر (من أتى عرافا لم تقبل صلاته اربعون يوماً)، لأجل كل هذا فالمسلم يعيد المشيئة في حدوث الأمور لله تعالى، يقول عز وجل (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَايْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُل عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِن هَذَا رَشَداً) (الكهف18: 23-24)، وكلنا يعلم قصة إنقطاع الوحي عنه صلى الله عليه وسلم عندما قال أنه سيفعل ولا يقل (إن شاء الله)، فإن أنت قلت أن ستفعل شيئا دون أن تعيد القدرة والحول والمشيئة لله، فكأنك تدعي بنفسك القدرة على هذا الفعل، ونحن نقول (لا حول ولا قولة إلا بالله).