عرض مشاركة واحدة
 
  #5  
قديم 05-20-2009
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: القدس ملف على الرف *

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي نائل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرد على مقالك بنقاط سائلا المولى عز وجل العون والسداد والتوفيق:-
1- بالنسبة لوجود مركز يقوم برعاية الطلاب ومساعدتهم في التحصيل الدراسي والعلمي وإعداد الأبحاث عن طريق الإنترنت وطباعتها، فأنا كما تعلم لدي (المركز الشعبي لفن التجارة واللغات)، ولقد قمت في مرحة من المراحل بتخفيض أسعار الدورات بشكل كبير جدا بحيث أصبحتُ أتقاضى عن كل ساعة تدريسية 5 شواقل بدل 50 شيكل كانت في السابق، فماذا كانت النتيجة، ستستغرب يا أخي أن عدد الطلاب هبط بعد أن كان بالمئات ليصبح بالأحاد، وذلك يرجع للفكر الخاطئ الموجود في عقول الناس، أن كل شيء رخيص هو شيء سيء، لذلك عدت لرفع رسوم الساعة الدراسية لتصبح 25 شاقل، فتعدل الوضع من جديد، لم يعد كما كان، إنما اصبح الطلاب بالعشرات.
2- وكما تعلم يا أخي نائل، فإنني أضفت ملحق للمركز الشعبي هو عبارة عن مختبر للحاسوب يحتوي على 25 جهاز من النوع المتطور، متصلين بشبكة، وطابعة، ومتصلين بشبكة الإنترنت، وعليهم كم هائل من البرامج التي تساعد الطالب من الألف إلي الياء للقيام بعملية البحث العلمي، والدراسة، وإعداد الأبحاث، وجعلت رسوم إستخدام الجهاز للساعة الواحدة خمسة شواقل، وهي بالكاد تكفي لتغطية مصاريف هذا القسم، من رواتب وإنارة وأجرة محل وضائب وما إلى هذا، فماذا كانت النتيجة، كانت النتيجة وللأسف الشديد، أن كل من حضر لهذا القسم إستخدم الأجهزة لللعب، وفي بداية الأمر، تفاجئنا أن المستخدمين يستخدمون الأجهزة بصورة قبيحة في دخولهم لمواقع إباحية على شبكة الإنترنت، حتى أننا وقعنا في مشاكل مع بعض الناس عندما قمنا بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
3- لقد زودنا جميع الأجهزة ببرنامج بلال، المؤذن الذي يقوم بتلاوة القرآن والآذان عند موعد الصلاة، فماذا كانت النتيجة، النتيجه أنه عندما يبدأ الجهاز بتلاوة القرآن للتحضير للآذان، يقوم المستخدم بإطفاء السماعات كي لا يسمع نداء الصلاة.
4- لقد زودنا كل الأجهزة ببرنامج الماسنجر الذي من شأنه أن يصل الناس بعضها ببعض لليتذاكروا ويتدارسوا ويذكروا الله ويصابر بعضهم بعضا، فماذا كانت النتيجة، كانت النتيجة إن معظم المستخدمين كانوا يستخدمون هذا البرنامج للدردشة التافهة وأحيانا المؤذية والجارحة.
5- لقد وصلنا أجهزة الكمبيوتر مع طابعة ليقوم الطلاب بطباعة ابحاثهم ومقرراتهم وأعمالهم، فماذا كانت النتيجة، كانت النتيجة أن معظم من يستخدم الطابعة، يستخدمها لطباعة صورة الممثلين والمغنين والمغنيات.
6- من هنا فإنني اقول، ليس الخطأ في عدم توفر مراكز لتأهيل ومساعدة الطلاب على التحصيل العلمي، فهذه موجودة فعلاً، ولكن الخطأ في الطلاب أنفسهم ، حيث ان توجهاتهم خاطئة، لللهو والأذية، والعياذ بالله.
7- لكني مع كل هذا لم أقم بإغلاق الباب، مع أنني فكرت كثيراً بإغلاقه، ففي لحظات اليأس يرسل لك الله طالباً تراه منكباً على جهاز الكمبيوتر يبحث ويجد ويجتهد ويطبع بحثاً جميلاً، يعيد لك الأمل، ويجعلك تدرك أن طالب واحد جيد يعدل في الكفة ألفاً سيئين، ومن أجل هذا الطالب الجيد عليك أن تحتمل الألف.
8- وفي النهاية وبعد تفكير عميق تدرك حقيقة الأمر، فالأمور جميعها مقدرة ومكتوبة، ونحن نؤمن بالقضاء والقدر، فإن أنا قمت بإفتتاح قسم للكمبيوتر ليخدم الناس، لن يغيير هذا في أحوالهم، وإن أنا قمت بإغلاق هذا القسم، ايضاً لن يؤثر هذا فيهم، فما يحدث معهم هو قضاء الله وقدره، ولن أستطيع أنا أن أغير أمورهم، ولكن قيامي بإفتتاح هذا القسم، هو خيري أنا، مصلحتي أنا، حتى لو لم أغير احوال الناس.
9- ومن هنا أقول، أولا لنفسي، أن كل ما أقوم به هو لوجه الله، ومردوده ومصلحته لنفسي أنا، بغض النظر غيّر ذلك وبدل في الناس أم لا.
10- وأقول لأهل بيت المقدس، أن رباطهم في المسجد الأقصى، لن يغير ما كتبه الله لهذا المسجد الشريف، ولكن من رابط هو المستفيد، ومن تخاذل وبخل فإنما يبخل عن نفسه، ولا ننسى أن أجر الرباط عال جداً عند الله، حيث في حديث الرسول أنه (من مات في يوم من أيام الرباط وقي فتنة القبر ونم له عمله إلى يوم الدين).
11- وأقول لليهود الذي يحتلون بيت المقدس، إن جبروتكم وسلطانكم وقوتكم، ليست هي التي مكنتكم من إحتلال المسجد، ولكن الله شاء، لذلك فإن مخالفتكم لأوامر الله، ومعصتكم له، في دخولك المسجد، إنما وبالهم عليكم يوم القيام، نار جهنم تصلونها خالدين فيها أبدا، فليس ببنادقكم هي التي تقتل وليست طائرتكم هي التي تدمر ولا دباباتكم هي التي ترمي، إنما يسخدمكم الله بشر أنفسهم ليقضي أمراً كان مفعولا.
12- وأقول لحكام العرب والمسلمين، إن تخاذلكم عن نصرة بيت المقدس، ليس هو السبب في بقاء المسجد في يد اليهود، وحتى لو إجتمعتم لنصرته، فإنكم لن تنفيذوا إلا مشيئة الله، لذلك إن تخاذلتم أو نصرتم، فإنما تخذولون أنفسكم أو تنصرونها.
13- فإن نحن عصينا أوامر الله وجب علينا مصائبه سبحانه وتعالى إكتسبنا بما قدمت أدينا، يقول عز وحل (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى: 30).
14- وإن نحن أطعنا وغيرنا ما بدخلنا بحيث أصبح توجهنا لطاعة الله، غير الله شؤوننا وأحوالنا، يقول عز وجل (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
15- وأذكر نفسي ببعض آيات الله عز وجل، حيث يقول (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:6)، حيث جاء الكفر قبل الإنذار، فلن يغير الإنذار الأمور، ولكن لا زال الإنذار تكليفاً من الله، وفي الإنذار طاعة لله، أما الهداية فهي على الله، ويقول عز وجل (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) (الإنسان: 30)، ويقول سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد: 7)، ويقول جل في علاه (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (آل مران: 126).
16- فصلاحنا وطاعتنا وعبادتنا لله، إنما هي مصلحةٌ لنا، وليس لله بها من حاجة، فهو غني يتنزه عن الحاجة سبحانه وتعالى، لذلك ندعوا ونهدي ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر طاعة لله، ونحن نعلم أن تغيير النفوس والقلوب وهدايتها وضلالها إنما هي على الله تبارك الله وعز في علاه.

اللهم إنا نسالك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والدين والآخرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه وسلم
أخوكم الشيح: خالد المغربي



آخر تعديل بواسطة admin ، 05-20-2009 الساعة 07:34 PM
رد مع اقتباس