عرض مشاركة واحدة
 
  #3  
قديم 11-19-2011
خلافة خلافة غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 56
افتراضي رد: أين وصل العمل لإقامة الخلافة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو البراء الشامي مشاهدة المشاركة
أما على مستوى حزب المهندس:
...
2. ثبت حزب المهندس على فكرته وطريقته، رغم ما واجه من تضييق وتعذيب يفضي أحيانا إلى الاستشهاد.

3. بلور حزب المهندس الفكر الإسلامي المتعلق بالخلافة وحمل الدعوة، بشكل يعيد ثقة المسلمين بإسلامهم. ناهيك عن مقدمة الدستور التي تميز بها حزب المهندس وأيضا كتاب أجهزة الحكم والإدارة.

6. عقد حزب المهندس مؤتمرات نوعية، كمؤتمر العلماء والاقتصاد والإعلام والثورات. ناهيك عن الندوات والمهرجانات والإعتصامات والمسيرات، التي أصبح الإعلام لا يجد بدا من ذكرها ولو على استحياء.

7. طلب ومازال يطلب الحزب النصرة من ضباط الجيوش المسلمة كما في الأردن وسوريا ومصر والعراق وباكستان وغيرها، حتى أصبحت استجابة بعض الضباب لحزب المهندس أمرا علنيا تتناقله وسائل الإعلام.

كتبه الأستاذ أبو عيسى

22 من ذي الحجة 1432
إخفاق حزب المهندس من ناحية تكتلية


يقول حزب التحرير في كتابه "التكتل الحزبي": ((...الدارس لهذه الحركات، أن السبب الرئيسي في إخفاقها جميعها يرجع من ناحية تكتلية إلى أربعة أمور:
أولها- أنها كانت تقوم على فكرة عامة غير محددة، حتى كانت غامضة، أو شبه غامضة، علاوة على أنها كانت تفقد التبلور والنقاء والصفاء.
وثانيها- أنها لم تكن تَعرف طريقة لتنفيذ فكرتها، بل كانت الفكرة تسير بوسائل مرتجلة وملتوية، فضلاً عن أنه كان يكتنفها الغموض والإبهام.
وثالثها- أنها كانت تعتمد على أشخاص لم يكتمل فيهم الوعي الصحيح، ولم تتمركز لديهم الإرادة الصحيحة، بل كانوا أشخاصاً عندهم الرغبة والحماس فقط.
ورابعها- أن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يضطلعون بعبء الحركات لم تكن بينهم رابطة صحيحة سوى مجرد التكتل الذي يأخذ صوراً من الأعمال وألفاظاً متعددة من الأسماء.


لنرى الآن مدى انطباق هذه الأمور الأربعة على حزب المهندس، لنقدّر مدى إخفاقه من ناحية تكتلية:

بالنسبة للأمر الأول- منذ وصول عطا أبو الرشته إلى إمارة حزبه، غيّر الفكرة التي كان حزب التحرير قائما عليها قبل هذا الوصول، من فكرة تفصيلية محددة واضحة إلى فكرة عامة شبه محددة وشبه غامضة، فقد نجح بكل جرأة وصراحة [عكس عبد القديم زلوم الذي نجح -جزئيا- ببطء وبتحايل منذ أواخر 1997] في أن يفقد هذه الفكرة التبلور والنقاء والصفاء، التي كانت عليه قبل توليه الإمارة وبخاصة في زمن الشيخ المؤسس تقي الدين النبهاني... فإذا قامت الحركات الأخرى على الفكرة العامة "الإسلام هو الحل"، وتدعو إلى الإسلام بشكل مفتوح عام، فإن حزب المهندس صار يقوم على فكرة شبه عامة لديه هي "الخلافة هي الحل".
والمقصود من كون حزب المهندس قام على فكرة شبه عامة لديه هي "الخلافة هي الحل" (على فرض أنها صالحة للقيام على أساسها)،...، أن فكرته لم تتجسّد في شبابه بشكل مبلور، نقي وصافي... فتجسّد الفكرة في شبابه هو المقصود، وليس المقصود عدم وجود هذه الفكرة مفصلة في كتبه،...، فالمناقش لبعض شباب حزب المهندس يجد أن فكرتهم (الخلافة هي الحل) غير مبلورة لديهم، بشكل يميزون به بينها وبين غيرها، ولعلّ أكبر مثال على ذلك كتاب "أجهزة دولة الخلافة في الحكم والإدارة" نفسه لا تجده يميّز بشكل واضح ومبلور بين الحكم وبين الإدارة... وموضوع الإعلام في الكتاب السابق من أمثلة ذلك... بل أن حزب المهندس ومعظم شبابه لا يفرقون حين الإستدلال بأدلة الطاعة بين الأمير العام والأمير الخاص، فأدلة طاعة الخليفة عندهم هي نفسها أدلة طاعة أمير الحزب... بل أن شيئا بسيطا مثل عدد أجهزة نظام الحكم تجده في كتبه مختلفا فالعدد في كتاب "الأجهزة" ليس هو نفسه في كتاب "الدولة الإسلامية" وليس هو نفسه في كتاب "نظام الإسلام"...إلخ.
فالمهم هو مدى تجسّد فكرة حزب المهندس في شبابه، لا تواجدها في بطون كتبهم ... وحتى بعض ما هو موجود في بطون كتبهم غير الذي يصرحون به، فمثلا لازال رأيهم في أخذ العقيدة، المكتوب في كتبهم هو أن العقيدة لا تؤخذ إلا عن يقين، ولكن في الواقع تجدهم يصرحون ويكتبون عن مواضيع عقيدية دون أخذها من القرآن الفطعي والسنة المتواترة، ولعل مثال ما تناوله أميرهم عطا أبو الرشته في موضوع الطائفة الظاهرة أكبر مثال على ذلك.

بالنسبة للأمر الثاني- أن حزب المهندس لم يعد يعرف طريقة لتنفيذ فكرته العامة، فقد أصبحت الفكرة تسير بوسائل مرتجلة وملتوية مثل إقامة المؤتمرات والمظاهرات والمسيرات، فضلاً عن اكتناف الغموض والإبهام لهذه الطريقة، وبخاصة بعد محاولاته طلب رخصة العمل قانونيا في كل من تونس ومصر منذ دخوله حلبة المشاركة في الثورات العربية وتأييدها... وفضلا عن ذلك فإن حزب المهندس أصبح يفتخر بأنه حزب عالمي، فهو يفتخر بأنه موجود في أمريكا وأستراليا وأوروبا (هولندا، بريطانيا، الدانمارك،...)، روسيا، أوكرانيا، أوزباكستان، بنغلاديش، باكستان، إندونيسيا، أفغانستان، كينيا...وفي البلاد العربية (فلسطين، لبنان، تونس...) وتجاهل أو جهل بأنه ليس من طريقة الإسلام أن يُعمل له من البدء بشكل عالمي، بل لا بد أن يُدعى له عالمياً وأن يُجعل مجال العمل له في قطر من الأقطار العربية حتى يتمركز فيه، فتقوم الدولة الإسلامية التي تنموا نمواً طبيعياً حتى تشمل جميع البلاد الإسلامية أولاً، ثم تحمله الدولة الإسلامية لباقي أنحاء العالم، باعتباره رسالتها، وباعتباره رسالة إنسانية عالمية. فحزب المهندس بحسب مواقعه الأنترنتية موجود في كل مكان من العالم، ما عدا البلاد العربية التي هو فيها في حكم غير الموجود سياسيا او على الأقل الحزب السياسي المجهول (كما بيّنت ذلك الثورات العربية التي يؤيدها ويشارك فيها فلم يظهر نسبيا إلا في لبنان وتونس ولولا الإعلام الذي يسلط الضوء على كل أطياف المشاركين في الثورات كما تريد أمريكا لما سمع بمشاركته أحد) رغم أن البلاد العربية أوْلى البلاد بالبدء في حمل الدعوة.
أصبح شباب حزب المهندس – كما يلمس كل واحد منا ذلك عند مناقشتهم مباشرة أو على المنتديات- غير واعين على لا على الفكرة ولا على الطريقة، بعد أن صارت فكرة حزبهم عامة شبه محددة وشبه غامضة، وصارت طريقته شبه غامضة وشبه مبهمة، لدرجة انه لا يميّزونها إلا على أنها لا تستعمل العمل المادي المسلح، رغم أنه يقومون بالأعمال المادية مثل المظاهرات، ويؤيدون العمل المسلح كما جرى في ليبيا. ولذلك أصبح هؤلاء الشباب غير واعين، ولكن –وهم قد لمسوا نوعا ما فرقا بين حزبهم والحركات الأخرى- يحسبون أنفسهم أوعى الناس على الأرض، وهم في الحقيقة سذج أو مضللين على الأقل من ناحية سياسية، وبخاصة بعد أن أصبح همهم وهم قيادتهم تكلم الإعلام عنهم وعن حزبهم فقط دون إدراك أن الإتصال الحي ومحاولة أخذ قيادة الناس هو الذي يعتبر عملا في الأمة وبها، لا ذكر الإعلام عن مظاهرة له هنا ومسيرة له هناك. فقد اعتقد شباب حزب المهندس ومن ورائه أميره أن التكتل المسبوق بذكر الإعلام له سيجعل منه تكتلاً مؤثراً، حتى أنه أصبح يلوم الإعلام على عدم احتضانه له وتكفله به. فأخذ ينشأ المكاتب الإعلامية، والمواقع الأنترنتية، ويكثر من المؤتمرات والمظاهرات وبخاصة مع هذه الثورات الأمريكية الصنع.... ولعل هذه الثورات قد كشفت عن عدم وعي شباب حزب المهندس والذي يتجلى في واقعيتهم السلبية نتيجة إنتقالهم منذ تكتيلهم من الإحساس إلى العمل رأساً وهذا ما جعلهم ويجعلهم واقعيين رجعيين يسيرون في عقلية منخفضة، وجعل ويجعل الواقع مصدر تفكيرهم لا موضع تفكيرهم،...، والذي يحس بالواقع ثم يعمل، لا يعمل لتغيير الواقع بل يعمل لتكييف نفسه حسب الواقع، فيبقى متأخراً منحطاً... ومن أدلة رجعية حزب المهندس وشبابه استعمال الأسلوب الأدبي بكثرة، فمراجعة سريعة لمعظم إنتاجه تري ذلك جليا، فقد تخلى حزب المهندس وشبابه –في المناقشات والنشرات ومنتدى العقاب والتصريحات الإعلامية...- عن الأسلوب الفكري، وأخذ يقوم بتحريض الناس على العمل قبل وضع الفكر الذي يريد منهم أن يعملوا به في أذهانهم وتركيز تصديقهم به.

بالنسبة للأمر الثالث- أصبحت الرابطة التي تربط شباب حزب المهندس في حزبهم، رابطة خاطئة عقيمة. فحزب المهندس تخلى عن جعل طريقة الربط في تكتله النضج في الثقافة الحزبية، وأصبحت طريقته التجميع كما يجري الحال الآن في مصر من تجميع 5000 عضو لطلب رخصة العمل القانوني تلبية لما ينص عليه قانون الأحزاب المصري، ولذلك أصبحت الهيئة الإدارية في الحزب هي المقررة لصلاحية تكتل الشباب، لا النضج في الثقافة الحزبية المنبثقة عن العقيدة الإسلامية، فقد أصبح القانون والملف الإداري هو المسيّر لهم والرابط بينهم، وربما قانون الأحزاب في المستقبل.

بالنسبة للأمر الرابع- أصبح حزب المهندس يشير إلى أنه متميّز عن الأمة التي يعيش معها، فهو أصبح يرى نفسه الطائفة الظاهرة، وأصبح شباب المهندس نتيجة لذلك يحسون بأنهم متميزون عن أمتهم، بل أن قيادتهم أصبحت طبقة فوقهم لا يطالها النقد ومن غير المقبول توجيه النصائح لها، ولذلك برزت الزعامة في حزب المهندس لدرجة أن لأميرهم رأيه الذي يوقّع به، وصار شبابه يطيعونه ولو خالف المتبنى لديهم، وهو يغيّر المتبنى في كل مرة بدون حتى أن يعلموا به.
كما صار شباب حزب المهندس يعلنون أن قيمتهم تنبع من كثرة عددهم وإنتشار حزبهم في بقاع العالم، وأن قيمة عملهم تنبع من ذكر الإعلام لهم، وصاروا يشعرون الأمة بأن حزبهم يعمل وعليها اتباعه فقط حتى ينصره الله، وهم حين إعلانهم عن قيمتهم العددية لا يشيرون أدنى إشارة إلى مدى احتضان أمتهم لهم، رغم أن مهمتهم هي التفاعل مع الأمة، والسير معها في الكفاح وإشعارها أنها هي التي تعمل.


إن إخفاق حزب المهندس طبيعي، لأنه لم يقم على فكرة صحيحة واضحة محددة، ولم يعرف طريقة مستقيمة، ولم يقم على أشخاص واعين، ولا على رابطة صحيحة.

اللهم إنا نسألك العفو والعافية

والسلام عليكم
رد مع اقتباس