عرض مشاركة واحدة
 
  #43  
قديم 08-13-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

تحليل ورأي يحتاج لنقاش

البديل السياسي في ليبيا..

ودولة ما بعد "الثورة"



دور الحركة الاسلامية في ليبيا..


اذا اختارت الحركة الاسلامية في ليبيا، ان تتجنب التصادم مع النظام، فلا يجب ان يكون التعاون مع النظام، او الاصلاح من داخله، بديلا، عن التصادم معه، فالاصلاح من داخل قبضة النظام، انتحار سياسي.



ان من اهم اولويات، وثوابت، النظام في ليبيا، هو تحطيم وطمس، ومسخ، اصالة شعبنا، واستبدال ثقافته، بثقافة دخيلة، لا صلة لها، بمكونات، واسس، واصول الثقافة في ليبيا. ويعتبر هذا الارهاب الفكري، خطوة، نحو تحويل مجتمعنا، الى مجتمع ذي ثقافة غريبة، عن ديننا، وعقيدتنا، وتراثنا، بقصد تمزيقه، واحكام السيطرة عليه، وضياعه في متاهات، لا اول لها ولا اخر.



فمن ينسلخ عن ثقافته، سينسلخ حتما، عن تراثه، وقيمه، وتقاليده، واصالته، ويفقد انتماءه، لشعبه ومحيطه، ويجد نفسه، في دوامة البحث، عن هوية ثقافية اخرى، قد تستوعبه، دون ان يستوعبها، فيصبح كماً مهملاً، لا انتماء، ولا دور له، في هذه الحياة. بل سيصبح ضحية، من ضحايا التقليد، الخاوية من الاصالة، والابداع.



بل وحتى الامة، التي تفقد هويتها، تفقد تراثها، واصالتها، وتذوب في ثقافات، وهويات، امم اخرى، فتصبح امة بلا هوية، وبلا اصالة، فتستعبدها الامم الاخرى، وتحولها، الى مسخ مشوه، تابع لغيرها، اينما تقودها تقاد، واينما توجهها توجه، دون ارادة، او وعي، او ممانعة.



وليبيا، لا تختلف عن الامم والشعوب الاخرى، فيما يخص هذه النواميس والسنن الثقافية. والانسان في ليبيا، لا يختلف عن غيره، من البشر، فيما يخص ذلك ايضاً. فقوانين الانتماء، والانسلاخ، والاستيعاب الثقافي، ونتائج ذلك، سلباً او ايجاباً، تنطبق على ليبيا، كما تنطبق على غيرها، من الملل، والامم، والشعوب، والنحل.



والشعب الليبي، ليس شعبا لقيطا، بل، وكغيره من الشعوب الاسلامية، شعب اصيل، تمتد جذوره، الى اعماق التاريخ الاسلامي، وهو في مجمله، شعب طيب، ذو قيم واصول عريقة، مستمدة من عقيدته السمحاء، فترسيخ الهوية الاسلامية، لدى هذا الشعب، ووراثة قيم الاسلام، وتبادلها، وتوريثها، هي مهمة، لن تبدأ، في ليبيا، من الصفر.



ومن الافضل، للحركة الاسلامية، في ليبيا، بكافة اطيافها، التصدي لهذا الارهاب الفكري، الذي يمارسه النظام، ضد هويتنا، وان تلعب، دورا رئيسيا، في هذه المعركة الحساسة والهامة، معركة الثقافة، والهوية، والانتماء، بدلا من ان تشغل كوادرها، وطاقاتها، وامكانياتها، في حل مشاكل النظام، حتى بنية حسنة. فيخرج النظام رابحا منتصرا، وتفقد الحركة ارضيتها، بل وتفقد ثقة الشعب فيها.



وعلى الحركة الاسلامية، اذا قبلت ان تتصدى لارهاب النظام الفكري، ان تدرك، ان ثقافة الحركات، والجماعات، والاحزاب الاسلامية، وغير الاسلامية، هي ثقافة فوقية، نخبوية، تستهدف، وتتعامل مع طبقة مثقفة، متعلمة واعية، مما اوجد استثناء، لباقي فئات الشعب، كالجندي، والعامل، ورجل الشارع، والفلاح. والذين حُصر مجال تعليمهم، او تثقيفهم، او توعيتهم، او دعوتهم، في الجانب التعبدي، من جهة، وعلى نطاق ضيق جدا، من جهة اخرى.



نحن اذاً امام تجزئة ثقافية..



فاما تثقيف، او توعية، او دعوة اسلامية شاملة، موجهة الى طبقة نخبوية خاصة (حسب فكر ومنهج كل حزب وجماعة وحركة)، واما تثقيف اسلامي، موجه الى الجماهير، لكنه محصور في الجانب التعبدي، اى ثقافة اسلامية محدودة جداً، وان كانت هامة ايضاَ. وهاتان الظاهرتان (الشامل الخاص، او الجزئي العام)، هما احد اسرار انعزال الجماهير، عن الحركات الاسلامية، بل واحد اسرار، استثناء الجماهير، من معادلة التغيير.



ان التثقيف وسط النخب، ووسط الطبقة المثقفة، والمتعلمة، بصفة عامة، امر، بالرغم من اهميته، لا جديد فيه، ولا يشكل خطورة على الانظمة. فتجزئة ثقافة الجماهير، الى ثقافة اسلامية، خاصة بالمنتمين الى تنظيمات اسلامية، وثقافة اسلامية اخرى، عامة (للجماهير فقط)، ستؤدي (هذه التجزئة)، الى عزل الجماعة، او الحركة، عن الناس، وتحولها، الى حركة نخبوية، يستطيع النظام ان يميزها، ويعزلها، ويهاجمها، ويضربها، او يستوعبها، متى شاء، وكيفما يشاء.



والانظمة العربية، بمختلف توجهاتها، بما فيها النظام الليبي، ادركت ذلك، فاهتمت قولاً وعملاً، بجميع طبقات المجتمع، وخاطبتها باساليب مدروسة، تناسب فهم وادراك وطموح ورغبات، جميع الفئات، بدقة وخبث ودهاء، بما في ذلك، اساليب المخاطبة، واللهجات، والمظاهر التي تناسب طبقة، من الطبقات، او فئة، من الفئات.



وحتى سخريتنا، من اساليب، ولهجات، ومظاهر، بعض زعماء العالم العربي، هو استهزاء في غير محله، فهم يخاطبون الاغلبية، التي تجاهلتها الحركات والاحزاب السياسية، في الوطن العربي، محاولين الوصول اليها، بجدية، ومثابرة، واخلاص. وقد ابدعت الانظمة، في عالمنا العربي، في ذلك. فعلى الحركة الاسلامية في ليبيا، ان تدرك هذه الحقيقة، وان تكون اكفأ من الانظمة، في استيعاب الجماهير، بمختلف فئاتهم.



ان اول مهمة تواجه الحركة الاسلامية، بعيدا عن النظام، ودون التعاون معه، هي اذا، "تثقيف" الجماهير، لا مجرد "تعبئتها"، او "توعيتها". فالتعبئة، امر مؤقت، ينتهي مع الحدث، والظرف. كما ان التوعية المجزئة (حدث بحدث، وواقعة بواقعة، وحالة بحالة)، ستنتج ثقافة مجزئة، مؤقتة، تنتهي فائدتها مع نهاية الحدث، والواقعة، والحالة. اما التثقيف، فيولد انتماء، ويرسخ هوية.



فاذا قبلت الحركة الاسلامية، مرة اخرى، ان تسد هذه الثغرة، اي ثغرة الارهاب الفكري، فيجب ان تمرر، ثقافة النخب لباقي الجماهير، اي ان تمرر، او تهدي، او تورث، ثقافتها كاملة للجماهير، فتصبح ثقافة المواطن، غير المنتمي للحركة الاسلامية، تنظيميا، تضاهي، ثقافة المواطن، المنتظم.



ولابد، قبل كل ذلك، من تحديد وصياغة، ملامح، لثقافة اسلامية عامة، ثم التعامل بها، ونشرها بين الاجيال الحاضرة، وتوريثها الى الاجيال القادمة. ومن المهم التنويه، الى ان نحديد ملامح هذه الثقافة، ونشرها، وترسيخها، وتوريثها، ليس هدفاً نهائياً، في حد ذاته، بل خطوة نحو خلق تيار، تجمعه، وتوحده ثقافة واحدة، وخطوة نحو ترسيخ هوية وانتماء، وخطوة نحو بناء ارضية صلبة، مشتركة، يقف عليها، من شاء ان يقف، وينطلق منها، من شاء ان ينطلق.



على ان تكون هذه الثقافة الاسلامية العامة، ثقاقة معاصرة، وميسرة، وشمولية، ومبسطة، بحيث تستطيع جميع الفئات استيعابها، بدون استثناء، وبصرف النظر، عن مذاهب هذه الفئات، وخلفاياتها الثقافية، والسياسية، والعلمية، وبصرف النظر ايضاً، عن انتماءات هذه الفئات، القبلية، والجهوية، والمهنية، بل وبصرف النظر، عن الجيل الذي تنتمي اليه، هذه الفئات.



فاذا استطاع التيار الاسلامي، انطلاقاً مما سبق، ان يوحد الناس، تحت هذا النوع من الثقافة، "المبسطة"، و"الميسرة"، و"الشمولية"، و"السهلة"، و"الواقعية"، و"المعاصرة"، فسينجح في خلق ثورة اسلامية، سلمية، مضادة لخطاب النظام برمته، بل وسيعتبر ذلك، في الواقع، عملية "احياء" دائمة، لا عملية "معارضة"، مؤقتة.



كما يجب ان تكون هذه الثقافة، ذات علاقة بالقضايا والمصالح اليومية، التي تخص الانسان في ليبيا، وتكون ثقافة متجانسة، مع التاريخ والتراث والانسان فى ليبيا، فلا تكون ثقافة لا صلة لها بالواقع. وان تكون ثقافة، مع بساطتها، ثقافة مفصلة، حسب الوقائع اليومية، وشاملة في نفس الوقت، لجميع جوانب الحياة، بما في ذلك، العقائد، والعبادات، وتزكية النفس، والوعي السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والعسكري، مع التحفيز على الانتاج، والبناء، والتعليم، وفن التعامل مع قضايا الحياة اليومية، الاجتماعية، والثقافية، والتعليمية، والاقتصادية، بالاضافة الى نظام الحكم، ودور المسلمين في ليبيا، ومساهمتهم تجاه الامة الاسلامية، والدور الحضاري للاسلام، مع لمس ومخاطبة ومعالجة، اساليب ووسائل الاصوات المضادة، للتيار الاسلامي، واسس الحرب الاعلامية، ضد الاسلام والمسلمين، واساليب محاربة الاسلاميين، واهداف هذه الحرب.



ويجب ان تركز هذه الثقافة، على ان لليبيا، وجها اخر، غير الوجه العسكري الحالي، وان تاريخها، لا ينحصر في العهدين الملكي والعسكري، بل يمتد الى قرون، كان الاسلام فيها، هو القوة السياسية المركزية، وان هذه القوى الاسلامية، تحاول في هذا العصر، العودة الى موقعها. ويجب ان تتجنب الحركة الاسلامية، اثناء جهودها، الصيغة الاكاديمية، اثناء تناولها لتاريخ ليبيا، فيجب ان يكون حديثها عن التاريخ، حديثاً يفسر الحاضر، عبر العودة الى جذورنا التاريخية، ولا نغرق في الماضي، الا بقدر الحاجة الى تفسير، لاحداث معاصرة، تؤثر فينا اليوم، وتمس مصالحنا الشخصية، المشروعة، وتؤثر في امور حياتنا، ثانية بثانية، وهنا يصبح التاريخ، مصدراً من مصادر القوة، اما بصيغته الاكاديمية، فيصبح خطابا تعليميا، نخبويا.



ثم يجب ان تشمل هذه الثقافة، معالجة ومحاربة الجهوية، وسد الهوة، بين اهل الريف، والقرية، والجبل، والصحراء، والمدينة، وبين اهل الشرق، والغرب، والجنوب. وتسد الهوة، بين المثقف، وغير المثقف، واهل الداخل، والخارج، والمهاجر، وغير المهاجر. فيجب على التيار الاسلامي، ان يتحسس، عبر تصديه، لارهاب النظام الفكري، وعبر مسيرته، لترسيخ الهوية الاسلامية، هذه الاختلافات، ويصل الى اسبابها، وجذورها، ومسبباتها، ووسائل التعامل معها، ووسائل القضاء عليها.



ثم وفوق كل ذلك، التأكيد على ان ليبيا، جزء من الامة الاسلامية، تتاثر بها، وتؤثر فيها. وان لكل فرد في ليبيا، دور، على مستوى ليبيا، وعلى مستوى الامة، كل حسب جهده، وكل حسب موقعه. وان التفاضل بين الناس، يكون، بعد تقوى الله، في مجال الابداع، والانتاج، في اي مجال، من مجالات الحياة، من علوم، وثقافة، وتجارة، وسياسة، وجندية، وصناعة.



وان تكون ثقافة، تهدف الى عشق الحرية، وزرع الامل، واجتثاث جذور الياس، من قلوب، ونفوس الناس. وان تكون ثقافة، تبني في المواطن، الثقة في النفس، على ان تُستمد هذه الثقة، من الثقة بالله، في كل صغيرة وكبيرة.



وتكون ايضا، ثقافة، تزرع في قلب المواطن، حب الوطن، وحب ليبيا، كما احب الرسول الكريم، مكة المكرمة، وان يكون هذا الحب، دافعاً لاصلاح الوطن، من اجل اجيال قادمة.



وثقافة، ايضا، تحارب عبادة الفرد، بما ذلك، محاربة الطاعة العمياء لبشر، لا يملكون لانفسهم ضراً ولا نفعا. مع التركيز على صلة الارحام، والتواصل بين الناس، والتوازن بين القيم والمال.



و ثقافة تصنع مؤمنا، ذا نفس تواقة، تتطلع الى التفوق، وتتألم اذا لم ترتق في عطائها، وتبدع في انتاجها، وتسمو فوق اهوائها.



وثقافة تصنع مؤمناً، لا يطوع المبادىء لرغباته، بل تقوده قيم ثابتة، يمشي بها بين الناس، وتصنع مؤمناً متواضعاً، لا مكان للانا في نفسه، فلا يترفع على من شاء، من عباد الله، بل عزيز النفس بدون كبر، ومتواضع بدون مذلة، وليس بالامعة، يرضخ لمن شاء له الرضوخ، بل لا ينحني للبشر، ولا يبجلهم، ولا يعظمهم، لا قولاً ولا عملاً، اي ان يكون عزيزاً، قويا،ً شامخاً، لا عبداً ذليلاً، خانعاً، يجذبه طاغوت المال، والمنصب، والجاه، ويرهقه التسلط الفكري، وتضربه تيارات الاستبداد السياسي، اينما كان، واينما توجه.



فالثوار يبدعون في انتاج الاحرار، بينما يبدع الطواغيت، في صناعة العبيد. لذلك، انتج قائد الغر الميامين، محمد صلى الله عليه وسلم، احرارا، لا يحنون هاماتهم، الا لقيوم السماوات والارض. ولذلك ايضاً، صنع طغاة الارض، ولا يزالون يصنعون، عبيداً، فاق وفاؤهم للطواغيت، وفاء الكلاب لاسيادها.



فلابد ان يكون هدف هذه الثقافة، تخريج احرارا، لا يحنون هاماتهم، الا لقيوم السماوات والارض، ولا يخشون في الله لومة لائم، اي ان تكون ثقافة، ذات مخالب حادة.



تلك كانت خطوط عريضة، لخصائص وطبيعة وملامح، ثقافة اسلامية عامة، سترسخ الهويه الاسلامية دون منازع، حاضراً، ومستقبلا، باذن الله، وتلك ايضاً، معارضة استراتيجية دائمة.



ولكي يتم ذلك، يجب ان يكون خطاب التيار الاسلامي، خطاباً مناسباً للجميع، وقريباً من مدارك ومفاهيم، رجل الشارع البسيط. وخطاباً معاصراً، يعالج قضايا الساعة، ويتناولها، ويفسرها، ويقدم لها الحلول، والبدائل. وان يكون خطاباً واقعياً، يتعامل مع المؤثرات، التي تحقق مصالح المواطن اليومية، وينميها، ويحافظ عليها. ويكون ايضاً، خطابا، يقدم تفسيرات، وبدائل لجميع قرارت النظام اليومية، وياخذ في الاعتبار، العوامل التي تؤثر في المجتمع وتحركه، كعوامل الدفع والتدافع، والتي تختلف، وبكل تاكيد، من مجتمع الى اخر، تبعاً لطبيعة المجتمعات، والبيئة، والارض، والعادات، والتقاليد. فادراك تلك العوامل، اول خطوة، نحو الوصول الى طبيعة الانسان، في اي مجتمع، من المجتمعات، واولى خطوات الوصول الى عقليته، وطرق تفكيره، وطبيعة نظرته للامور، وهي ايضاً، اول خطوة، نحو توحيد الثقافة، في اي مجتمع، بما في ذلك المجتمع الليبي، واول خطوة، نحو استيعاب الصوت الاسلامي وقبوله.



كما ان نوعية خطاب الحركة الاسلامية، يجب ان يتطور، بتطور الوقائع والاحداث، بما يناسبب الوسط الذي يعملون فيه، وان تدرك الحركة الاسلامية، ان لكل مجتمع واقعا مميزا، يجب دراسته، وسبر اغواره، واستخراج العوامل التي تساعد منتسبي الحركة، على زرع افكارهم ومناهجهم فيه. فادراك العناصر المؤثرة في المجتمع، كطموح الناس، ودوافعهم، وعوامل تحميسهم، واحباطهم، ونقاط ضعفهم، ومصادر قوتهم، واسباب غضبهم، وسخطهم، ورضاهم، وغير ذلك من العناصر، جسر، سيعبر عليه، خطاب الحزب، او الحركة، او الجماعة الاسلامية، الى المجتمع.



وعندما تكون نشاطات وبرامج الحركة الاسلامية، مبنية، ومستندة، على دراسة طبائع المجتمعات، ومستندة كذلك، على ما ذكر من عوامل، وعناصر، خاصة بكل مجتمع، ستستوعب الجماهير فكرة الاسلاميين، وتستوعب برامجهم، واهدافهم، واستراتيجياتهم، وسينضج، باذن الله، زرع الاسلام والاسلاميين، ويصل خطابهم، الى جميع الفئات، بما في ذلك، العامل، والفلاح، والجندي، والطالب، ورجل الشارع البسيط، وجميع الفئات، التي لم تكن مستهدفة من قبل. وسيخرج الاسلاميون، بذلك من فخ النخب، والنخبة، وسيصنعون الاحداث، بدلاً من ان تكون تحركاتهم، مجرد ردود افعال، لقرارات النظام، وممارساته. وسيحولون الجماهير، من مجرد كتل من البشر، تتفرج على الطواغيت، وهم يصنعون الاحداث والتاريخ، الى صناع للتاريخ، وسترسخ الحركة الاسلامية، فوق كل ذلك، الهوية الاسلامية في ليبيا، الى الابد باذن الله، تغير النظام، او لم يتغير.



ولكي يتم ذلك، ايضا، لابد ان يقوم العلماء، والائمة، والشيوخ، والمثقفون، والمتعلمون، بصفة عامة، بدورهم، في هذا الامر، بل وبدفع غيرهم، لممارسته. فمشاركة التيار الاسلامي، بمختلف مدارسه، ومناهجه، وبكافة طبقاته، من علماء، وائمة، وشيوخ، واساتذة جامعات، ومثقفين، مطلوبة، بل وتعتبر، ضرورة، في هذا الامر.



ولكي ينجح هذا الامر، ايضا، لابد ان يكون المنتسبون الى التيار الاسلامي، وكحد ادنى، على اطلاع ودراية، بتاريخ ليبيا، وعاداتها، وتقاليدها، وتراثها، ومصالحها، وواقعها، وقضاياها المعاصرة، وعلاقاتها الاقتصادية، ومؤثرات القرار فيها، وان يحرروا انفسهم، من مؤثرات العهد الحالي، اعلامياً، وفكريا. فلن تستطيع الحركة الاسلامية، محاربة، او تصحيح، او ترشيد، او تغيير، او اسقاط نظام، تعيش ذهنيا، تحت مؤثراته، لان نشاطات الحركة الاسلامية، ستتحول، مرة اخرى، الى مجرد، ردود افعال، لممارسات النظام اليومية، مما يذهب بطاقاتها، سدى. والله المستعان على امره.



والى اللقاء.. مع الحلقة الخامسة والعشرين.. باذن الله.. والحديث عن مسيرة الرفض والمقاومة. والله ولي التوفيق.



كتبت في 21 سبتمبر 2009م



د. فتحي الفاضلي

____________________

لمراسلة الكاتب

fathifadhli@yahoo.com

ffadhli@yahoo.com



لزيارة موقع الكاتب

www.fathifadhli.com
__________________
[
رد مع اقتباس