عرض مشاركة واحدة
 
  #2  
قديم 08-10-2011
طالب عوض الله طالب عوض الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 246
افتراضي رد: المسجد الأقصى ومخططات التخريب والتهويد - قراءة توثيقية

2
المسجد الأقصى ومخططات التخريب والتهويد...
قراءة توثيقية

مصطفى عطية جمعة




[right]منذ سقوط القدس الشرقية في أيدي اليهود عام 1967م، والصهاينة يسعون إلى تنفيذ مزاعمهم الدينية حول الهيكل، وحول تهويد القدس، وسنقوم برصد أبرز الاعتداءات على الأقصى ومحيطه في نقاط مركَّزة، من أجل المزيد من التعرف التفصيلي على هذه الاعتداءات.



فعند سقوط المدينة، قامت إسرائيل بتغيير معالم القدس في الطرق وعملت على إزالة الأحياء والحارات العربية؛ بدعوى تيسير زيارة اليهود لحائط المبكى؛ فأزالت حارة المغاربة التي تُجاوِر المبكى، وبدأت في إجراء الحفريات حول المسجد الأقصى وتحته بدعوى البحث عن آثار هيكل سليمان، وهو ما هدد المسجد الأقصى في أساساته؛ فجرى توسيع الشوارع التي تخترق خط الهدنة، وتعبيدُها من جديد، وهدم 135 منـزلاً عربياً في حي المغاربة مقابل حائط المبكى، ثم افتُتِح القِطاع اليهودي في القدس الغربية وتم دمجه في القدس الشرقية، وحُلَّ مجلس البلدية العربية، وألحق ببلدية القدس، ودُمِجَت كل القطاعات المدنية العربية في منظومة الحكم الإسرائيلي[1]، في الوقت الذي انتابت اليهودَ في العالم عامة، وفي إسرائيل خاصة حالةٌ من الهوس الديني بسبب «نجاحهم المفاجئ، والعجيب في الوصول إلى المدينة القديمة (القدس الشرقية).



لقد خاضت إسرائيل الحرب ضد مصر لأسباب بالغـة الأهميـة متعلقةٍ بالأمـن، لكن إسرائيل ما إن خرجت منتصرة على جميع الجبهات، حتى بدت النتيجة الأشد مغزىً في عقول ومشاعر الإسرائيليين واليهود الآخرين؛ وهي أنَّ أطماعهم ليست قابعة في سيناء، بل في القدس»[2].



لقد وصل الاستهتار بإسرائيل إلى أنها أقامت عروضاً عسكرية في القدس، عام 1968م، وقد صدر قراران من الأمم المتحدة في العام نفسه يأسفان لهذه التجاوزات، ولكن إسرائيل لم تأبه لهما.



واتخذت اليونيسكو - بحكم أنها مؤسسة دولية تتبع الأمم المتحدة تُعنَـى بالحفاظ علـى الثقـافة والتراث في العالم - قرارها في خريف عام 1968م بمطالبة إسرائيل بالحفاظ على الممتلكات الثقافية (الحرم القدسي والآثار الإسلامية) في القدس القديمة، وأكد مجلس الأمن في قراره رقم (267) في 3/ 7 / 1969م، على أهمية توقُّف إسرائيل عن إجراءاتها لتغيير وضع القدس، ولكن إسرائيل لم تنصع، ومن أمثلة تحدياتها السافرة: تحويلها «المدرسة التنكزية» - وهي إحدى مدارس القدس الشهيرة التي أنشأها المماليك عام 729هـ - إلى مركز للشرطة العسكرية، دون أي نظر لطبيعتها الأثرية والثقافية[3].



وسبق لعصابات اليهود أن قصفوا المسجد الأقصى بالقنابل إبَّان حرب عام 1948م؛ حيث استشهد بعض المصلين فيه، وعقب احتلال القدس عام 1967م.



وصرح وزير الأديان الصهيوني وقتها في مؤتمر ديني كبير عُقِد في القدس بأن: «أرض الحرم مُلْكٌ يهودي بحق الاحتلال وبحق شراء أجدادهم لها منذ ألفي سنة»[4].



وقد وقَّع وزير مالية إسرائيل في تلك الفترة قراراً باستملاك الحي المعروف باسم الحي اليهودي في القدس القديمة المحتلة؛ لقربه من المسجد الأقصـى؛ والحقيقة أن هـذا الحي - كما يقـول علماء الآثار التوراتيون - مكمِّـل لحـائط المبـكى، وكذلك يدَّعي التوراتيون أن التتمة الشرقية لحائط المبكى تقع تحت المسجد الأقصى، وأن القسم الجنوبي منه على مستوى أساساته.



وهذا ادعاء شديد الخطورة؛ لأنه يعني هدم الأقصى؛ لإقامة الهيكل.



وقد كان اليهود يدَّعون بعد حرب 1967م أن هدم الأقصى سينهي تعلُّق المسلمين بالقدس، وهو ما يسهِّل نسيان القضية وإنهاءها تماماً من وعي المسلمين[5].



إن مراسم الاحتفالات عند حائط المبكى، والتخلصَ العاجلَ من حي المغاربة، وضمَّ القدس العربية، تمثِّل في عقول الإسرائيليين «إعلاناً ثانياً من الاستقلال السياسي والعاطفي، يضاهي إعلان قيام دولة إسرائيل في مايو 1948م، واعتبـر الرأي العام الصهيـوني ضمِّ القدس عملاً لا يُقبَل التفـاوض عليه ولا يمكن الرجوع عنه»[6].



وفي 16 أغسطس استولى الحاخام الأكبر في إسرائيل «راف فسيم» بصورة علنية على منبر كلية البنات العربيات القريبة من حائط المبكى، وجعل منه داراً للمحكمة الربانية، مدعياً أن هذه الدار كانت مجاورة لهيكل سليمان قديماً[7].



وهذا يعني مواصلة نهج محاصرة الحرم القدسي من كل الجهات، على أمل الانقضاض عليه.



وفور احتلال القدس الشرقية هرع «بن غوريون» في (8 حزيران 1967م) إلى حائط المبكى، وتطلَّع باشمئزازٍ إلى إشارة «البراق» المحفورة بالسيراميك وقال: «يجب إنزال هذا الشعار» فأُنزِل في الحال. ثم سارع زهاء مئتي ألف صهيوني إلى المسجد الأقصى عبر طريق البراق الشريف وأدوا صلاة نزول التوراة، كما أدخل اليهود إلى الحرم الإبراهيمي خزانة فيها نسخة من التوراة (المحرفة) وبعض الكتب الدينية، وصلى اليهود في ساحة الحرم الإبراهيمي ستة أيامٍ متتالية، وانسحبوا منه بعد معارضات شديدة من المسلمين، ولكنهم أبقوا على الخزانة بكتبها[8].



كما دعا الحاخام العسكري الأكبر «سلومو غورين» في أغسطس عام 1967م المؤمنين من اليهود للصلاة في صحن الأقصى المبارك، وكان سيدعو صراحة خلال هذه الصلاة إلى إعادة تشييد الهيكل مكان الأقصى، ولكن خشيَت الحكومة الإسرائيلية من ثورة المسلمين، فألغت الدعوة[9].



ونجد أن جريدة نيويورك تايمز قد نشرت في 11 حزيران عام 1968م، خريطة مشروع إعادة بناء الأماكن المقدسة، وقد اختفى الحرم القدسي منها، وحل محلَّه صورةٌ لهيكل سليمان المزعوم[10].



الحفريات أسفل المسجد الأقصى:



سارت خطط اليهود في الحفريات - وقد سبقت الإشارة إلى بعضها - بهدف إضعاف أساسات المسجد الأقصى ومن ثَمَّ تصدُّعه وتهاويه؛ ففي 18 يوليو عام 1967م، بدأت الحفريات في آخر حائط المبكى الشمالي، وأُعلِن عن العثور على بقايا بناءٍ مجهولٍ (اتضح فيما بعد أنه من الآثار الإسلامية)، ثم واصلوا الحفر تحت المحكمة الإسلامية الشرعية المجاورة للأقصى شمال حائط المبكى. وفي يوليو عام 1967م، استقدم المنقِّبون بلدوزراً للتنقيب بجانب أساسات الأقصى، وقاموا بنسف بعض البيوت الملاصقة للأقصى بمتفجرات عالية القوة. فاحتج على ذلك رئيس اللجنة الإسلامية العليا ورئيس الأوقاف وقتها الشيخ حلمي المحتسب، وأرسل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكن الأخير لم يعطِ الأمر اهتماماً.



جدير بالذكر أن اليهود يزعمون أسطورة عجيبة، ويؤمنون بها إيماناً مطلقاً، وهي أن تحت المسجد الأقصى ثلاثة أسوار، ضمنها غرفة مغطاة بالذهب الصافي، وأن هذه الغرفة حاوية للوصايا العشر التي خلَّفها النبي موسى، - عليه السلام -، وتدعى الغرفة: «قدس الأقداس» ولا حقَّ في دخولها إلا للحاخام الأكبر؛ فإن دخلها سواه وجب قتلُه[11]، وشاء الله أن يحفظ الأقصى، وظهر كذب هذه المزاعم عام 1998م، بالإعلان عن عدم وجود أي آثار تدل على الهيكل، وقد أعلن في يوليو عام 1998م فريق من علماء الآثار العاملين في دائرة الآثار الإسرائيلية بطلان الادعاء بأن: داود التوراتي، هو الذي أنشأ القدس، وقال العالم «روني ريك»: « آسف لأن السيد داود والسيد سليمان لم يظهرا في هذه القصة»، وترتب على ذلك رحيل فِرَق البحث الغربية والإسرائيلية إلى أماكن أخرى. ثم ظهر - بناءً على ذلك - اتجاه جديد يدعو إلى فصل العلاقة بين الآثار التاريخية وما جاء في الكتاب المقدس، باعتبار أن الكتاب المقدس التوراتي كتابٌ ديني روحي، بينما الآثار ملموسات مادية، ومن رواد هذا الاتجاه العلماء: «لاب، ودوفو، وديغر، وفرانكن، وهم رجال دين عاملون بالآثار»[12].



• وفي 29 / 1 / 1976م، أصدرت مجموعة الصلح الإسرائيلية في القدس قراراً استفزازياً يقضي بحق اليهود في أداء طقوسهم الدينية في ساحة المسجد الأقصى.



• وفي 30 / 7 / 1980م، صدر إعلان ضمِّ القدس سياسياً للدولة العبرية، وإعلانِها عاصمة موحَّدة أبدية لإسرائيل.



• وفي 28 / 8 / 1981م، قام موظفو الشؤون الدينية الإسرائيلية بحفر نفقٍ شمال حائط المبكى تحت المسجد الأقصى.



• وفي 25 / 7 / 1982م، تم اكتشاف مخططٍ أعده ياؤول ليرنر - أحد أتباع الحاخام المتطرف «مائير كاهانا» قائد حركة كاخ - لتدمير قبة الصخرة المشرفة.



• وفي 10 / 3 / 1983م، حاولت كتلة غوش أمونيم اليهودية الإرهابية السيطرة على الأقصى بالقنابل والرشاشات.



• وفي 8 / 10 / 1990م، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة بحق المصلين في المسجد الأقصى، وذلك إثر قيامها بإطلاق النار عليهم في ساحات الأقصى بعد أداء الصلاة؛ حيث قتلت حوالي عشرين شخصاً وجرحت 150 آخرين.



• وفي 24 / 9 / 1996م، قامت سلطات الاحتلال بافتتاح النفق الثالث تحت منطقة الحرم القدسي عشية عيد الغفران اليهودي، ويمتد هذا النفق حوالي 400 متر تحت المجمع العربي الإسلامي مجاوراً لأساسات المسجد الأقصى.



• وفي 1 / 6 / 2000م، يفاوض اليهود الفلسطينيين لإعطائهم قرية أبو ردس بديلاً عن القدس[13].
[/

right]>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>3
__________________
[
رد مع اقتباس