عرض مشاركة واحدة
 
  #8  
قديم 03-05-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: بعض روائع الإعجاز العددي في القرأن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

السبت 30 ربيع الأول 1432

أخي علاء وإخوتي الأعزاء

لا شك أن القرآن الكريم وهو كلام الله، معجز من كل النواحي، ولكن من الخطر تعريف القرآن أنه كتاب إعجاز رقمي، أو كتاب إعجاز فلكي، أو كتاب إعجاز علمي، أو غيرها من نواحي الإعجاز الكثيرة الموجودة في القرآن الكريم، وذلك لعدة أسباب:-

1. عجز المفسر مهما بلغت قدرته عن الإحاطة بكلام الله فأحيانا يعد المسلم ويخطأ ويعد الكافر ويصيب.
2. أن القرآن الكريم نزل على عدة قراءات، والعد في كل قراءة من هذه القراءات يختلف عن باقي القراءات.
3. أن الكافر سينتصر لفكرته لانه لا يؤمن بالقرآن الكريم، فمثلا كيف هو السبيل أن تقنع عالم من علماء الفلك أو الفيزياء أو الكيمياء أن عمر الأرض بعشرات آلاف السنين وليس بملايين أو مليارات السنين، كيف تستطيع ان تقنعه ان أدواته العلمية صحيحة في لحظة ولكنها لا تصلح لكل الزمان.
4. فالخطر أن تنقلب هذه العلوم في وجه الدعوة الإسلامية عندما يثبت خطأ أحد المفسرين في تفسيره، وكلنا يعلم أن كل بني آدم خطاء.

لذلك فإنه من الجميل أن تكون مثل هذه الأبحاث من قبيل زيادة الإيمان وليس لبناء أو تأسيس الإيمان، فكوني مؤمن أؤمن بالله فإن كل ما يرد عنه يصبح صحيح عندي سواءاً وافق العلم أو خالفه، وافق الناس أم خالفهم، وافق هوى النفس أم خالفها.

بمعنى أنني لا أتوجه لكافر محاولا إقناعه الدخول للإسلام من باب وجوه الإعجاز هذه، فوجه الإعجاز الحقيقي والمعتبر والذي يمكنني الإعتماد عليه بالكلية هو الهيئة والصورة التي نزل بها ككلام الله بصورته البيانية والبلاغية واللغوية والتي وقف فطاحلة اللغة العربية أمامها عاجزين لا يستطيعون الرد، فبعد أن توجه عز وجل للناس قائل لهم في أول خطاب في سورة البقرة (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ) (البقرة2: 21)، إستثنى عز وجل المؤمنين من الناس وخاطب الباقي قائلا لهم (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة2: 23)، لاحظ هنا قوله عز وجل (من مثله)، فلم يقل (مثله)، فهو عز وجل لم يطلب منهم أن يأتي بما في هذا القرآن من وجوه الإعجاز المختلفة، إنما من مثله بما فيه من بلاغة وبيان ولغة، أي مما يعرفون.

والحقيقة أنني كنت أصدم بكثير من الأبحاث التي تتعلق بالإعجاز الرقمي والتي كنت أقراءها، -فأنا لا أخذ بشيء حتى أتأكد منه-، فعندما كنت أبحث في صحتها لم تكن تنطبق معي كما إنطبقت مع الباحث، ربما كان الخطأ مني، ولكن لا زال أنني لا أستطيع أن أخذ بشيء لا ينطبق معي، فكيف لي أن اسلم بشيء بدون فحص!!! فإن كان هذا هو الحال معي، فكيف سيكون الحال مع أعداء الإسلام والكفرة والمشركين والمتربصين بهذا الدين؟!!!!

فعلى سبيل المثال في هذ البحث الذي بين ايدينا ومع أو كلمة من كلماته، كلمة (الحياة - تكررت 145مرة)

عندما أبحث عنها في القرآن الكريم أجدها تكررت 63 مرة بالتعريف (الحياة) و 4 مرات بدون تعريف (حياة) = 67 مرة

ولو أنني أعدت الكلمة لجزرها (حيي) وأخرجت كل الكلمات التي لها هذا الجزر لوجدتها (189) مرة

ولو أنني بدأت ألتمس للباحث عن أعذار وأقول لنفسي لربما كان قصده أن عدد الآيات التي جاءت بها كلمات مصدرها (حيي) - عندها سأجد أن عدد هذه الآيات هي 166 آية.

في كل الحالات لم استطع أن اصل للعدد 145 المذكور وهي أول كلمة من كلمات البحث، فكيف لي ان اثق بباقي البحث.

فإن كان ولا بد من القيام بابحاث من هذا القبيل فعلى الباحث أن يذكر لنا مقاصده تماما وعلى اي قراءة إعتمد وما هي الأداة التي إستخدمها بالبحث والطريق التي إتبعها حتى نستطيع أن نتفاعل ونتواصل معه ونبني على بنى لنكمل المشوار من بعده.

والله الموفق والله من وراء القصد
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس