عرض مشاركة واحدة
 
  #6  
قديم 02-26-2011
الصورة الرمزية admin
admin admin غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 14,425
افتراضي رد: بيان من حزب التحرير-سوريا


بسم الله الرحمن الرحيم

أخي أبو البراء، أكرمك الله


1. الكافرون: والكفر عكس الشكر، يقول عز وجل (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الإنسان76: 3)، فالأصل شكر نعم الله بما يرضاه الله، فإن لم نشكر هذه النعم ندخل في دائرة الكفر، والكفر مداه عريض، يبدأ الإنسان بأعمال كفرية بسيطة ثم تزداد هذه الأعمال وتزداد حتى يصبح الإنسان كافراً، بمعنى أن الكفر أصبح صفته وليس فقط عمله الكفر، وللاسف فإن أكثر الناس تختلط أعمالهم بالكفر، فيخلطون الأعمال الصالحة بأعمال كفرية، يقول عز وجل (قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) (عبس80: 17)، نسأل الله الهداية والصالح لما خلطوا عملا صالحا بآخر سيئ، يقول عز وجل (وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَءَاخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة9: 102).

2. الظالمون: كل عمل كفري هو ظلم يظلم به الإنسان نفسه، يقول عز وجل (وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِن أَنفُسَهُم يَظْلِمُونَ) (آل عمران3: 117)، ويقول (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُم يَظْلِمُونَ) (الأعراف7: 160)، ويقول (وَمَا ظَلَمْنَاهُم وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) (الزخرف43: 76)، وهذا كثير في القرآن الكريم.

3. الفاسقون: والفسق هو الإنسلاخ من رحمة الله، وفي هذه الحالة من دينه وحكمه وأمره، كما يفقس الصوص من البيض فيخرج منها، يفسق الفاسق من الدين فيخرج منه.

لن أطيل عليك، ولكن من هذا الترتيب الرباني أفهم أن الإنسان وهنا أقصد (الحاكم) يبدأ بأعمال كفرية، تراها الناس وتسكت عليها إما خوفا أو طمعا أو لامبالاة، فيستحسن الحاكم هذه الأعمال ويزداد بها ويزيد عليها، فيبدأ الظلم يحل بالناس الذين سكتوا عليه من بداية الأمر، فيظلم الحاكم نفسه بظلمه للناس، ويظلم الناس أنفسهم بسكوتهم عليه، ثم تسكت الناس على الظلم فيزيد الظلم فقد سكتت عما هو أكبر، سكتت عن حكم الحاكم بما لم ينزل الله، فيستمر الحاكم بأعماله الكفرية وبظلمه للناس، حتى تصبح صفته الكفر ويطبع على قلبه بهذا الكفر، ويصل لدرجة الفسق والعياذ بالله، ومما نراه فإن معظم حكام العرب وللأسف وصلوا لهذه المرحلة.

أولا: نسأل الله لكل مسلم في كل بقاع الأرض الصبر على مصائبه وإبتلاءات وبالأخص من كان منهم مظلوما قابعا في غيابات السجون. ونسأل الله أن يصبر أهلهم وذويهم وأحبابهم وأصحابهم ومعارفهم.

ثانياً: نسأل الله أن يقوي قلوبنا لأن نقول للظالم، (هذا ظلم ولن نقبله) مع أول فعل كفري يقوم به ومع كل فعل كفري يأتيه، وأن يقوي قلوبنا للوقوف بوجه الظالم غضبةً لله وليس لحاجة في أنفسنا.

ثالثاً: نسأل الله الهداية لكل ظالم ونقول له (إنتبه فأنت تظلم نفسك في ظلمك للناس قبل أن تظلم الناس)، والله يقول (وَلَو يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُم إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُم لَا يَسْتَئْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) (النحل16: 61)، يا ظالم تذكر أنك ستقف بين يدي الله وسيسألك عن كل عمل كفري قمت به وظلمت به أحد، يقول عز وجل (وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسْئُولُونَ) (الصافات37: 24)، فماذا لديك لتقوله لله رب العزة سبحانه وتعالى.

رابعاً: نقول لكل مظلوم، إصبر فهذا قضاء الله وقدره عليك، وأنت تؤمن بالقضاء والقدر، إصبر وإحتسب أجرك على الله، الذي يقول (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت41: 35).

فحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
رد مع اقتباس