عرض مشاركة واحدة
 
  #13  
قديم 01-01-2011
موسى أحمد الزغاري موسى أحمد الزغاري غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 154
افتراضي رد: ارجو تفسير هذه الأيه الكريمه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة |علاء| مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التحية , بعض الملاحظات لمشاركة أخونا الكريم موسى التي أود أن ابرزها :

1- ليست كل التفاسير صائبة , الإنسان مخلوق من مخلوقات الله , فهو يصيب تارة ويخطأ تارة ,
ومحال محال محال أن يكون هناك مفسر على وجه الأرض وعلى مر العصور قد فسر
جميع ما أمكنه من أيات الله تفسيراً صحيحاً أو على الأقل تفسيراً دقيقاً ...
فالمفسرين يصيبون بعض ويخطئون بعض , وهذا نابع من كوننا بشر .


2-

أنا لست عالماً ولست فقيهاً , إنما أملك ما علمني الله , ودائماً أتوجه إلى الله عندما
يستصعب علي فهم كلامه العظيم القرأن الكريم ... ذكر في هذا الموضع أن الملائكة قالت
(أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا) لتعجبها من إستخلاف مكان أهل الطاعة أهل المعصية ...

أنا أستغرب من هذا التفسير ... الجن كانت مفسدة جميعها ( ما عدا إبليس حينها ) , وعندما أخبر الله ملائكته أنه جاعل
في الأرض خليفة , كان تصور الملائكة لهذه الخليفة سلبياً وذلك لقولها " أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيسْفِكُ الدِّمَاءَ "
فمن أين جاء التفسير بذكر سيرة "أهل الطاعة " ؟ الجن لم يكونوا أهل طاعة , والخليفة غير معروف عنها أنها
أهل طاعة لعدم إخبار الله ملائكته في هذا الموضع من الأية عن ذلك , أما الملائكة فهي أهل طاعة ولكن
لا ينطبق عليها الحديث هنا لأن الملائكة غير مستخلفة في الأرض .

فكيف ذكر التفسير أن قول الملائكة "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا " نابع من تعجبها من أن يستخلف مكان
أهل الطاعة أهل المعصية...؟

لا أريد أن أقول أن التفسير غير صحيح , ولكن لا بد وأن التفسير غير دقيق .

3-

الملائكة لم تعرف أن الخليفة ستكون مفسدة لإخبار الله ملائكته بهذا ... ببساطة لأن هذا الأمر
غير مذكور بالأيات الكريمة . وما أستند عليه في هذه النقطة لدعم موقفي قول الله للملائكة
"وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ "(31) .

نلاحظ أن الله قال للملائكة " إن كنتم صادقين " ... وهذا ما يدل على أن حكم الملائكة على الخليفة لم
يكن من إخبار الله للملائكة بأنها ستكون مفسدة , بل حكمت الملائكة ما حكمت على الخليفة من ذات
نفسها ... والدليل على ذلك قول الله " قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ
بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(33) .

فهنا إشارة إلى أن ما بدر من الملائكة وما كتمته بداخلها وما أعلنته كله يعلمه الله , فخلاصة القول
أن حكم الملائكة على الخليفة كان من تلقاء نفسها وخطئها وليس بإخبار من الله تعالى .

4-



ببساطة لو كان هذا صحيحاً لما قال الله تعالى للملائكة " إن كنتم صادقين " ,
وهنا تجاوز خطير جداً للتفسير على كلام الله , حيث لو أن الله أخبر الملائكة بأحوال هذه الخليفة وفسادها ,
لم قال لها " إن كنتم صادقين " ؟... فإن إستندنا على هذا التفسير , نخرج بمفاد أن الله علم الملائكة شيئاً
خاطئاً لقوله لها "إن كنتم صادقين " , فلم يقول لها هذا إن كان الله نفسه من أخبرها عن أحوال هذه
الخليفة وفسادها .
فنرى أن التفسير غير صائب في هذا الموضع .
وبقراءة الأيات جيداً وبتمعن , نرى أن الله علم الملائكة درساً ... فلو كان الله عز وجل أخبر الملائكة
بالتفصيل عن أحوال آدم وما يكون من بعض ذريته أو من كثير منهم من سفك للدماء وإفسادٍ في الأرض
كما يقول التفسير , لما علم الله أدم الأسماء وطلب من الملائكة بأن تنبؤه بتلك الأسماء التي علمها
لأدم .

5-

لا يوجد أي دليل على أن الله إذا ما أعلم الملائكة أنه إذا جعل في الأرض خلقاً , أفسدوا
وسفكوا الدماء .

إنما الأرجح أن هذا رأي المفسر .
قال تعالى :" وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ "
صدق الله العظيم . (سورة يونس , 36 )

6-

كيف تسأل الملائكة الله أهو الذي أعلمهم أنه سيجعل في الأرض خليفة أم غيره ,
وهو الله نفسه الذي أعلمهم بذلك .
قال تعالى : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً " .

أرى التفسير فيه الكثير من الظن .

7-

كيف ينسب المفسر قولاً للملائكة وهو لم يسمعهم شخصياً . هذا كله ظن .

8-

الخطأ هو عدم كون الفعل صحيحاً .
ولهذا قال الله تعالى للملائكة " وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي
بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) " .

فلو كان فعل الملائكة صحيحاً تاماً لما قال الله لهم " إن كنتم صادقين " .

والله أعلم

ومن الخطير جداً أن نظن أن الملائكة كاملة , فقط الله هو الكامل المكتمل , سبحانه .

وأخيراً ... بارك الله فيكم جميعاً إخواني , أحب أن أنوه أن ملاحظاتي على مشاركة أخونا الكريم موسى
ليس بدافع مني لتصحيح المفسر الذي تضمنته مشاركته , أو بهدف مني أن أجادل .
ولكن لكي يرتاح ضميري , لأنني قرأت تفسيراً رأيته في نفسي غير صائب وببعض مواضعه
يتجاوز حدود المعقول . فرأيت أنني يجب أن أضع بعض الملاحظات بصفتي مسلم حريصاً على
فهم كلام الله فهماً صحيحاً .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



الأخ الكريم علاء
أولا وقبل قل شيء ، يُعتبر تفسير القرطبي من أمهات التفسير ، وهذا ليس رأيي وحدي ، وكذلك تفسير النسفي .
وأنت تقول في مشاركتك :
اقتباس:
ليس بدافع مني لتصحيح المفسر الذي تضمنته مشاركته
والحقيقة أنك ذهبت لأبعد من ذلك فوصفت المفسر بأنه اتبع الظن ، واتباع الظن حرام .
فقلت :
اقتباس:
إنما الأرجح أن هذا رأي المفسر .
قال تعالى :" وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ "
صدق الله العظيم . (سورة يونس , 36 )
فاتق الله قبل كل شيء .
ومهما سما علمك فلن يتجاوز علم القرطبي أو علم النسفي .
فوصف العلماء باتباع الظن حرام .

ثانيا : لا يُعاب على المرء أن يخالف مفسرا ، ولكن يجب أن يكون على قدر المخالفة ، فيمتلك بعضا من شروط علم التفسير ، والحقيقة أني اراك فاقدًا لها .

ثالثا : أنا من مدرسة اتباع العلماء الأجلاء في التفسير ، فلا أقول قولا قبل أن أرجع لهم ، وهم كُثر ؛ منهم الطبري والقرطبي والنسفي وابن كثير وغيرهم كثير .

وبعد ذلك كله
أنصحك بالرجوع للتفاسير دائما قبل أن تقول رأيا في التفسير .
__________________
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) } البقرة


أستغفر الله العظيم رب العرش العظيم
رد مع اقتباس