رد: الأخ الكريم (مشرف المنتدى / الرجاء المشاركة )
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي (علاء)، تحية طيبة وبعد،
1. خلق السماوات والأرض إبتلاء وهذا واضح من قوله عز وجل (ليبلوكم أيكم أحسن عملا).
2. للفهم علينا الرجوع للبداية، ونسأل أنفسنا، لماذا خلقنا الله؟، وكما قلنا من البداية أي إجابة ستطرحها ويبدو فيها أن لله حاجة فإن هذه الإجابة غير صحيحة، قبل أن تقرأ بقية الموضوع، أغمض عينك وحاول أن تجيب عن هذا السؤال. حتى يمكنك مقارنة إجابتك مع الإجابة في النقاط التالية.
3. فالله سبحانه وتعالى لا يحتاج منك يا إنسان أي شيء لا يحتاج منك الطعام ولا الشراب ولا حتى العبادة.
4. نعم أعتقد أنك قلت في نفسك عندما طلبت منك إغماض عينك، أن الله خلقنا لعبادته، ولكني أقول لك أن الله لا يحتاج منك العبادة، جاء في الحديث القدسي عنه صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالى قال (يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا) (صحيح مسلم)، وهذا يدعونا لمحاولة فهم أصح لمعنى قوله عز وجل (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
5. فماذا يتبقى لسبب الخلق، كل سبب نذكره فيه حاجة لله فهو سبب خاطئ، ولا يتبقى إلا أنه سبحانه وتعالى قد خلقنا من كرمه ومحبته في وجودنا، نعم، نحن خُلقنا محبة من الله وكرما منه سبحانه وتعالى، لذلك كان الثواب وكانت الرحمة وكان دخول الجنة لآدم بلا عمل.
6. إن نحن تفكرنا، وقلنا لأنفسنا، أن الله قد خلقنا محبة منه، وأنه خلق لنا الجنة من واسع هذه المحبة، فلماذا قدر الله علينا أن نخرج منها ونهبط للارض؟ لماذا لم يبقنا سبحانه وتعالى داخل الجنة، وهذا هو الذي يتوافق مع محبته لنا سبحانه وتعالى؟.
7. قد تقول في نفسك أن الشيخ إبتعد عن سؤالي، ولكني أقول لك صبرا، أعطني شيئا من حلمك حتى نصل للب الموضوع، لنعد الآن لسبب خروجنا من الجنة، وحتى نصل لحقيقة الأمر، دعنا نفترض جدلاً أننا لم نخرج من الجنة، وأنه عندما أدخل سبحانه وتعالى آدم وزوجة الجنة أخرجنا من ظهره ونحن فيها، فماذا سيكون حالنا فيها؟
8. ما لا شك فيه أن كل واحد منا سينزل منزلته التي إرتائها له سبحانه وتعالى والتي يستحقها، وما لا شك فيه أن حكم الله هو الصواب، ولكن ماذا سيكون قولنا نحن سكانها؟ لا بد أن كل واحد منا سينظر لمن فوقه ويتسائل في نفسه، لم هو أعلى مني في الجنة؟ ماذا فعل ليستحق هذه الدرجة فيها، ما قام به هو قمت به أنا، سألنا الله وقال (الست بربكم) واجبت كما أجاب هو وقلت (بلى)، هذا هو الحال الذي سنكون عليه في الجنة، كل واحد فينا سيتسائل عن سبب وجود من هو افضل منه في الجنة، وهذا طبعاًَ يعلمه الله عز وجل قبل أن نمر فيه، لذلك كان هناك حاجة لأن نخرج من الجنة وأن نمر بإمتحان يثبت فيه كل واحد منا لنفسه ولغيره أنه يستحق المرتبة التي هو فيها في الجنة.
14. ثم أنه قد جعل لنا سبحانه وتعالى كل شيء في هذا الوجود آية دالة عليه وعلى عظمته عز وجل، فالماء آية والتراب آية والهواء آية والشجر آية والحجر آية والدواب آية والآسماك آية والطيور آية، ومن أعظم آياته عز وجل ما كان في السماء.
اللهم إرحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، والطف بنا بما جرت به المقادر، إنك على كل شيء قدير.
أخي علاء، لا تترد بالسؤال عن أي شيء تجده غامضا في كلامي عسى الله أن ينفع بك. |
|
|
|
|
__________________
اللهم علمنا ما ينفعنا - وإنفعنا بما علمتنا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه - وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم إجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
آخر تعديل بواسطة admin ، 08-03-2010 الساعة 02:44 PM
|